هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كلمة عميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة

د.نبيل زاهر: الأزهر هو سياج الإسلام بهذا الزمان ومنه يُرجى العلاج

أكد الدكتور نبيل زاهر، عميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة، أن الأمم لا ترتقي إلا بسواعد علمائها، ولا تنهض إلا بإبداعات مفكريها، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر الدولي الثاني للكلية لا يعد مجرد لقاءٍ علمي، بل هو وعد بالتجديد وعهد بالسعي نحو آفاق أرحب من الفهم والإبداع. ورحب فضيلته بجميع المشاركين، قائلًا: «مرحبًا بكم جميعًا شركاء في رحلة المعرفة، ورُسُلًا للنهضة العلمية التي نطمح إليها جميعًا».


وأشار إلى أن الله -سبحانه وتعالى- أشاد بالعلم وأعلى منزلته ورفع مكانة العلماء إلى أوج السماء، حيث بدأ -جل جلاله- بالشهادة لنفسه بالوحدانية، وثنّى بالملائكة المسبحة بحمده وقدسه، وثلث بأولي العلم من خلقه، فقال تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

كما خص الله -تعالى- أولي العلم بالذكر؛ تعظيمًا لشأنهم، فقال عز من قائل: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.

وأوضح عميد الكلية أن الأزهر الشريف بمصر أصبح على مدى أكثر من ألف عام كعبة العلوم الشرعية والعربية في العالم الإسلامي كله، مما دعا كثيرًا من الكتاب والمؤرخين إلى التأريخ له، وفتنت محاسنه الشعراء والمبدعين، الذين أنشدوا فيه أروع القصائد والمنظومات. وقد كانت رائية أمير الشعراء أحمد شوقي واسطة العقد في هذا التراث الأدبي، حيث قال في الأزهر:
قُـم في فم الدنيا وحيِّ الأزهــــــــــرا
وانثُر على سَمع الزَّمانِ الجَوهرا
واخشَـــــــع مَلِيَّاً واقضِ حَقَّ أئِمَّـــةٍ
طَلَــــعُوا به زُهَرَاً وماجوا أبحُــــرا

وأضاف أن من حق جزيرة العرب أن تفخر بأنها مهد النور الإسلامي، والحارسة لرمزه الروحي في الكعبة المشرفة، إلا أن الفخر، في المرتبة الثانية، يعود إلى مصر، التي اقتبست هذا الضياء في بواكير ظهوره، واحتفظت بسراجه دائم التوقد في مشكاتها العلمية الدينية: الأزهر الشريف، الذي هو اليوم أقدم جامعة في العالم على الإطلاق.

وأكد أن الأزهر الشريف يعد بمثابة كعبة ثانية للمسلمين، قبلة المتفقهين في الدين، ومهوى الطلاب من أنحاء العالم، الذين يحجون إليه ليغترفوا من معين علومه ما يغذي عقولهم وأرواحهم. فبينما يولي المسلمون وجوههم شطر الكعبة في صلاتهم، فإن قلوب ملايين المؤمنين تتجه نحو الأزهر الشريف، يستنيرون برأيه، وينتظرون إشارته في المهمات والشبهات.

وبيّن أن هذا الدور المزدوج الذي يضطلع به الأزهر الشريف في تثقيف الشباب الإسلامي وقيادته الروحية للأمة الإسلامية&Search=" target="_blank">الإسلامية، يفسر لماذا حظي الأزهر باهتمام ورعاية الخلفاء والملوك والرؤساء والمحسنين على مر العصور.

وشدد الدكتور نبيل زاهر على أن الأزهر هو سياج الإسلام في هذا الزمان، ومنه يُرجى العلاج، وهو المسئول عن تعليم المسلمين دينهم وبث عقائدهم الصحيحة على الوجه الذي يأخذ الناس إلى النهج الواضح والصراط المستقيم، قبل أن يكون مسئولًا عن تبشير الأمم الأخرى برسالة الإسلام أو الدعوة إلى شرائعه وآدابه.

وأضاف أنه لما كان الأزهر الشريف حاملًا لواء العلوم الإسلامية&Search=" target="_blank">الإسلامية أحقابًا، وناهضًا بها بنشاط وقوة حتى صار الينبوع الذي تستمد منه سائر الأقطار علمًا ورشدًا، وجب أن يكون له في الإرشاد والذب عن حياض الشريعة نصيب يفوق كل نصيب، فحري به أن يكون صوته في الدعوة إلى الخير نافذًا إلى أطراف الأرض.

واختتم كلمته بالتأكيد على أنه لا ينكر فضل الأزهر الشريف على رسالة الإسلام والثقافة الإسلامية&Search=" target="_blank">الإسلامية والعربية إلا جاحد أو مغرض، معتبرًا أن فكرة هذا المؤتمر جاءت لإبراز الدور التنويري للأزهر الشريف وأثره العظيم في النهوض بمختلف العلوم الإنسانية والإسلامية&Search=" target="_blank">الإسلامية والعربية، داعيًا الله أن يحفظ مصرنا الغالية وأزهرنا الشريف من كل سوء ومكروه، وتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم العدوي، مقدم هذا الحفل الكريم.

جاء ذلك خلال انعقاد مؤتمر كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة تحت عنوان: «جهود الأزهر الشريف في العلوم الشرعية والعربية والإنسانية»، بحضور الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع الوجه البحري بطنطا، ونيافة الأنبا أكسيوس، أسقف المنصورة وتوابعها، والقمص سرافيم وديع، والدكتور مصطفى عبد الكريم، نائبًا عن فضيلة المفتي، والدكتور محمد بيومي، نائبًا عن وزير الأوقاف، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية&Search=" target="_blank">الإسلامية، والشيخ الدكتور محمد رشوان، رئيس الإدارة المركزية لقطاع المعاهد الأزهرية، والشيخ الدكتور محمد عوض، وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، والشيخ سامي عجور، مدير إدارة الوعظ بالدقهلية، والسادة عمداء كليات جامعة الأزهر وأعضاء هيئة التدريس.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق