أكد علماء الدين أن الدعوة التي أطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر، لضرورة وجود خطاب ديني وتعليمي وإعلامي واع، يرسخ القيم الأخلاقية والإنسانية، ويؤسس لمجتمع متماسك، قادر على مواجهة السلوكيات الدخيلة بثبات ورشد، دعوة طيبة مباركة نابعة من قيم الدين الإسلامي الذي يدعو لمكارم الأخلاق.
أوضح د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، أن الدعوة الطيبة المباركة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله عز وجل لخطاب دعوي تعليمي إنساني أخلاقي دعوة طيبة مباركة لها أسسها في التشريع الإسلامي فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع قال "يا أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة شهركم هذا في بلدكم هذا" وقال أيضا فيها صلى الله عليه وسلم "أيها الناس لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بتقوى الله عز وجل الناس سواسية كأسنان المشط" وأيضا قال فيها صلى الله عليه وسلم "استوصوا بالنساء خيرا".
أشار إلى أن هذا النموذج لخطبة حجة الوداع فيه الملامح والركائز والأسس والوسائل والمقاصد للخطاب الديني أو الخطاب الإسلامي وحينما نقرأ القرآن الكريم نجد كذلك قول الله عزوجل "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" وقول الله سبحانه وتعالى "واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا".
لفت إلى أن الخطاب الإسلامي سواء في الجانب الدعوي أو التعليمي أو الإعلامي يحتاج إلى تأصيل أمين بواسطة العلماء الراسخين لإبراز القيم الإنسانية فعلى سبيل المثال حفل القرآن الكريم بنداءات "يا أيها الناس" "يا بني آدم" وكلها يخاطب الإنسان الذي كرمه مولانا فذلك من الأمور التي ينبغي التنويه عليها بإبعاد الخطاب العدائي الذي تروجه بعض الجماعات والتنظيمات والفرق مما يصطدم مع أصول السلم والسلام والأمن والأمان.
ألمح د. كريمة، إلى أن الخطاب الإسلامي المتوازي الذي يدعو إليه السيد الرئيس يتمثل في ثقافة الأزهر الشريف لأن فيه التنوع الفكري والعلوم الشرعية بأسرها.. ليس في الأزهر المنهج الأحادي ولا رفض الآخر ولا عدم قبول الآخر.. فمن هنا أقترح بأن يتم تفعيل المادة الدستورية السابعة في الدستور الثاني بأن الأزهر الشريف وحده هو المختص بالشئون الدينية.. فيا ليت المؤسسات الإسلامية المعتمدة ذات العلاقة تبادر بعقد ورش علمية لإعداد صياغة منهجية تستقرئ الماضي وتتفاعل مع الحاضر وتعد رؤية للمستقبل بأيدي العلماء المعتمدين الراسخين ذوي الخبرة وأن يكون هذا الخطاب مجردا عن أي أهواء ويكون بمثابة الدستور الأخلاقي السلوكي سواء لمؤسساتنا التعليمية بتدرج أو الدعوية أو الحقوقية أو غير ذلك حتى نقدم صحيح الإسلام الذي يعصم دماء وأموال وأعراض الناس والذي يحقق معنى استخلاف الإنسان في الأرض والذي يبرهن على أن التشريع إنما يحقق الأمن والأمان والسلم والسلام.
يذكر أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي - خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر- دعا إلى ضرورة وجود خطاب ديني وتعليمي وإعلامي واع، يرسخ القيم الأخلاقية والإنسانية، ويؤسس لمجتمع متماسك، قادر على مواجهة السلوكيات الدخيلة بثبات ورشد، دعوة طيبة مباركة نابعة من قيم الدين الإسلامي الذي يدعو لمكارم الأخلاق.
اترك تعليق