هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الجمعة اليتيمة .. سر التسمية والحكم الشرعي

"الجمعة اليتيمة".. مصطلح يتردد بين الناس في مصر في إشارة إلى آخر جمعة في شهر رمضان المبارك. ومع حلول موعدها، تظهر بعض الأقاويل والمزاعم حول مواصفات ومعجزات وهدايا وعطايا ربانية في هذا اليوم، وهي أمور ليس لها أساس في الشرع فلا فرق بين الجمعة الأولى والثانية والثالثة من الشهر الكريم.


 

 

الجمهورية أونلاين تستعرض في هذا التقرير أصل هذه التسمية، وهل لها لـ "الجمعة اليتيمة" أي ميزة شرعية، أم أنها مجرد اسم لا أصل له وعادة تاريخية يرفضها الشرع الحنيف؟

الدولة الفاطمية وسبب التسمية

ترجع تسمية آخر جمعة من رمضان بـ "الجمعة اليتيمة" إلى عهد الدولة العبيدية الشهيرة بالفاطمية، حيث تم إطلاق اسم "الجمعة اليتيمة" عليها لأنه لا أخت لها بعدها في رمضان، أي انها لم تكن تتكرر في الشهر الفضيل، فضلا عن أنها تُمثل اعلانا لنهاية الشهر الكريم.

وكانت الحشود الهائلة تأتي من جميع أنحاء القاهرة وأحيانا من خارجها لأداء الصلاة في مسجد عمرو بن العاص أول مساجد مصر وأفريقيا المعروف بـ "المسجد العتيق" أو بـ "تاج الجوامع"

وكان الخليفة في العصر العبيدي "الفاطمي" يصلي هذا اليوم في هذا المسجد الذي كان يتم تزيينه بفرش خاصة من الحرير، وتعلق على المحراب ستارتان من الحرير الأحمر عليهما عدد من قصار السور، وكان قاضي القضاة يقوم بتبخير المنبر بأجود أنواع البخور بواسطة مبخرة مصنوعة من الفضة المطعمة بالذهب.

 وكان يأتي الخليفة وحاشيته يتحركون من مقر الحكم إلى المسجد في موكب مهيب يتلف حولهم اعداد غفيرة من الشعب ليودعوا شهر رمضان المعظم. وبمجرد وصول الخليفة بملابسه ناصعة البياض يقوم بالصعود الى المنبر والقاء خطبة "الجمعة اليتيمة".

وكان حكام مصر من الأسرة العلوية يحافظون على هذا التقليد من سنة 1805 – 1952، حيث يصلون صلاة الجمعة اليتيمة في هذا المسجد الشهير،

واستمرت هذه العادة – التي لا أساس لها من الشرع - حتى حكم أسرة محمد علي (1805–1952) الذين كانوا يحرصون على أداء نفس الطقوس في جامع عمرو، حتى جاء عام 1954 ليتم إلغاء هذه العادة رسمياً ومنذ ذلك الحين، لم يعد لـ "الجمعة اليتيمة" أي طقوس خاصة، لكن الاسم ظل متداولًا بين الناس.

الرأي الشرعي و"الجمعة اليتيمة"

أكد علماء الدين وأساتذة الفقه أن تسمية "الجمعة اليتيمة" ليس لها أي أساس في الشرع، وأنها مجرد عادة توارثها الناس دون دليل ديني. كما نفى العلماء أي خصوصية لهذا اليوم عن باقي أيام رمضان، مؤكدين أنه لا توجد معجزات أو كفارات للذنوب مرتبطة به.

وردًا على ما يُشاع بأن "الصلاة في آخر جمعة من رمضان تكفّر عن الصلوات الفائتة"، أكدت دار الإفتاء المصرية عدم صحة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص صلاة "الجمعة اليتيمة" في رمضان تكفر عن كل الصلوات الفائتة. أن هذه المزاعم غير صحيحة. ويجب على من فاته الكثير من الصلوات أن يقضيها، ولا تسقط عنه إلا بقضائها".

رمضان شهر العبادة والرحمة، وليس شهر البدع والخرافات. ويجب على المسلم أن يبتعد عن هذه الخرافات، ويُستحب له في كل أيام رمضان ومنها آخر جمعة أن ينشغل بالعبادة، ويحرص على اتباع السنة الصحيحة. فـ "الجمعة اليتيمة" ليست سوى يوم كسائر أيام رمضان، وفرصتنا للخير مفتوحة حتى آخر لحظة فيه.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق