هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علمتني المحنة ان الأمومة عطاء وأخذ وليست تضحية

من القارئات التي تتردد علينا منذ سنوات لنساعدها في حل مشكلاتها التي لم تكن تخرج من إحداها حتي تدخل في الأخري


جاءتنا هذه المرة لا لتطلب مساعدة ولكن لنقل تجربتها ليستفيد بها غيرها قالت عندما رحل زوجي كنت في ريعان شبابي لم اتجاوزالسابعة والعشرين وكنت علي قدر كبير من الجمال فطرق بابي العديد من الخطاب الذين وعدوني بأن يعتبروا أولادي أولادهم ويتحملوانفقتهم كاملة ولكني لم اصدق أي منهم وشجعتني أسرتي علي وجهة نظري وقتها بان اختار ان اهب عمري لأولادي.

اشتغلت بجانب معاش زوجي البسيط والحقتهم بافضل مدارس في حدود امكانياتي وكنت ابذل مجهودا جبارا للتوفيق بين عملي ورعايتهم والمذاكرة لهم لاوفر نفقات المدرسين.

كبر أولادي وتخرجوا في الجامعة وبدأ كل منهم يرسم لنفسه طريقا انا لست فيه في الوقت الذي بدأت صحتي تضعف واصابتني العديد من الامراض المزمنة واصبحت اعيش علي الادوية والمسكنات وزاد من الام الشعور بالوحدة التي اصبحت أعيشها بسبب انشغال أولادي بحياتهم.

لا انكر انهم تحملوا نفقات علاجي ولكن كلما طلبت منهم توفير وقت لي يسردوا اعذارا لا حصر لها.

نصحتني جاراتي وصديقتي ان اقوم مع أولادي بحيلة رأتها في احدي الفيديوهات علي فيسبوك وهي ان اخبرهم بانني قررت ان اتزوج.

فعلت نصيحة صديقتي وطلبت من أولادي الاجتماع لأمر مهم وعرضت عليهم الفكرة واذا بي افاجئ بسيل من الانتقادات والرفض وكانني اصبحت ملكا لهم ليس من حقي لا ان اعيش حياتي وفق ما اشاء ولا أن يمنحوني بعض وقتهم لاشعر بالدفء الذي طالما اعطيته لهم علي مدار سنوات طويلة.

بكيت وقتها كما لم أبك من قبل وشعرت كم ظلمت نفسي عندما وهبتها لأولادي ونسيتها تماما فعلمتهم الانانية لادرك ذلك وقت لا ينفع ندم.

صارحتهم بالحقيقة ثم اخترت بنفسي دار مسنين مناسبة أقدر علي سداد رسومها من معاشي وانتقلت للاقامة بها بارادتي لاجد هناك صحبة جميلة انستني كل معاناتي وجعلتني اسامح أولادي والتمس لهم العذر واتفقنا علي تحديد موعد شهري نجتمع فيه داخل الدار أو في بيتنا أو في نزهة خارجية ولكن لو عاد بي الزمن لاخترت ان اتزوج مرة ثانية ولعلمت أولادي أن الأمومة ليست تضحية بل عطاء وأخذ أيضا.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق