تعلم اسماء وصفات الكمال لله عز وجل يزيدنا حباً لله في ذاته وخوفاً من عذابه ورجاءً في الجنة .. فحفظ وفهم معاني الاسماء والعمل بمقتضاها قد يكون السبب في الفوز بالجنة عملا بقول النبي "لله تسع وتسعين اسما مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة"

 المعز من الاسماء الحسني الذي يذكر مع ما يقابله وهو المذل وتعني المعز هو من اعزه الله من اهل طاعته والمذل من اذله من اهل المعصيه فالعز كله في الطاعة والاستغناء  فمن اعتز بالله فلا ذل ولا مل ولا قل قال تعالي في سورة فاطر "من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً" كما ذكر في اياته في سورة ال عمران "تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير" فالعاصي يذله الله ويهينه والطمع مصدر الاذلال فالاستغناء طريق العزه ولدينا تسبيحة عظيمة مشتقة من اسمه المعز "سبحان ربك رب العزة عما يصفون".

اما عن اسم الله السميع فله عدة معاني الاول هو الذي يدرك ويسمع الاصوات كلها علي اختلاف اللغات فلو كان الانس والجن من اولهم الي ان يرث الله الارض ومن عليها وسأل الله جميعا كل بلغته في وقت واحد لسمعهم الله سبحانه دون ان يختلف عليه صوت بصوت او لغة بلغة ويسمعنا في الظلمات وفي البحار وفي كل زمان ومكان وعن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات لقد جاءت المجادلة تشكوا الي رسول الله في صوت خافض وانا في ناحية البيت ما اسمع ما تقول والله قد سمع مظلمتها من فوق سبع سموات وتأتي السميع بمعني النصير "إني معكم اسمع واري" وجاءت ايضا بمعني التهديد في قوله تعالي "لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء" ..ويأتي ايضا السميع بمعني المجيب "ان ربي سميع الدعاء" أي مجيب الدعاء قد سأل سعد بن ابي وقاص رسول الله ادعوا الله ان يجعلني مستجاب الدعوة فاجابه الرسول "يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة" فاذا كان طعامك طيب من كسب ومال حلال فالله يستجيب الدعاء ونردد في الركوع في الصلاة "سمع الله لمن حمده" وفي رواية البخاري ومسلم رأي النبي اصحابه يرفعون اصواتهم في الدعاء فقال "ايها الناس اربعوا علي انفسكم انكم ليس تدعون أصم ولا غائبا انكم تدعون سميعاً قريبا".

اسم البصير الذي يري المبصرات لا يخفي عليه خافية في الارض ولا في السماء ابصاره منزه عن ان يكون بحدقة واجفان "ليس كمثله شئ" واذا أمن المؤمن ان الله يبصره اورثه ذلك مراقبة الله له والبعد عن المعاصي والعمل علي طاعة الله فقال النبي في صحيح مسلم "ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" اذا اراد الله ان يعاقب الانسان يستبعده من دائرة النظر قال تعالي في سورة المطففين "كلا إنهم عن ربهم يومئذي لمحجوبون" فمن حجب عن الله عز وجل خسر الدنيا والاخرة.