تقديم: وائل عبدالعال
الغياب والابتعاد عن الفن مع الفنان لطفي لبيب كان إجباريا فعندما تخونك صحتك فأنت غير قادر علي علي العمل بالتمثيل الذي يحتاج إلي طاقة وجهد بدني وذهني غير عادي فقبل اجراء جراحة لاستئصال ورم في الحنجرة أعلن لبيب اعتزاله الفني قائلا.. أنه غير قادر علي تقديم الأدوار التمثيلية بالشكل الذي يرضيه موضحا أنه لا جدوي من التمثيل إذا كان نصف جسدك لا يتحرك وفقد صوته لذلك لابد من الغياب ويعزي نفسه بالكتابة فهي الملاذ الأخير والخط الأول للإبداع كما أن التمثيل هو الخط الثاني للإبداع.
وكما لكل بداية نهاية إلا أن لبيب كان متمسكا بالفن لأقصي درجة فقد سبق له أن عاني من المرض بعد إصابته بوعكة صحية نتيجة إصابته بجلطة في المخ عام 2020 وخرجت السائعات لتؤكد أن لبيب خارج الكادر إلا أنه استطاع التغلب علي مرضه وتحدي الآلام وعاد مرة أخري الي التمثيل وقدم العديد من الأدوار الفنية بعد أن بدأ برنامج شاق مع العلاج الطبيعي.
لبيب طاقة فنية جبارة شغوف جدا بالتمثيل مع أن بدايته كانت مع التأليف فكان يؤلف المسرحيات للاطفال وينتجها وتأخر مشواره الفني بسبب التجنيد فهو من الدفعة التي خدمت في الجيش لمدة ست سنوات بسبب حرب أكتوبر.
لبيب لم يصل إلي دور البطولة المطلقة إلا أنه كان بطلا لكل أدواره وحقق من أدواره الثانوية نجومية وشهرة كبيرة فكان يتسم بذكاء فني شديد وكان قاسماً مشتركاً في العديد من الأعمال الفنية فالشخصيات والأدوار هي من كانت تبحث عنه وهو لم يذهب إليها ويعتبر عبر مشواره الفني أن دور السفير ايلي كوهين في فيلم السفارة في العمارة كان نقلة نوعية في مشواره الفني حتي أن السفارة الإسرائيلية أرادت أن تكرمه علي هذا الدور إلا أنه رفض الأمر بشكل قاطع كما أن أجره في الفيلم كان 20 ألف جنيه والعمل التالي حصل علي 200 الف جنيه.
مشوار طويل للفنان لطفي لبيب وروح فنية حافظت علي شبابها بالرغم من تقدم العمر ونقطة مضئية في الفن المصري.
اترك تعليق