أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Frontiers in Endocrinology أن صيام الماء لمدة 24 ساعة (أي الامتناع عن الطعام مع تناول الماء فقط) يمكن أن يعزز إفراز هرمون النمو البشري (HGH)، ولكن دون التأثير المباشر على تقليل المخاطر القلبية الأيضية.
ووفق موقع "روسيا اليوم" على الرغم من أن الصيام المتقطع (التناوب بين فترات الصيام والأكل) أثبت فوائده الصحية في مجالات عدة، مثل فقدان الوزن وتحسين عوامل الخطر القلبية الأيضية، فقد ركزت هذه الدراسة بشكل خاص على صيام الماء. حيث يتناول المشاركون الماء فقط خلال فترة الصيام البالغة 24 ساعة.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن صيام الماء يزيد من إفراز هرمون النمو بشكل مستقل عن فقدان الوزن. علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات السابقة أن فوائد الصيام قد تنبع من التحولات الأيضية التي تحدث في الجسم خلال فترات الصيام الطويلة، مثل تحول الجسم لاستخدام الكيتونات المشتقة من الأحماض الدهنية كمصدر للطاقة بدلاً من الجلوكوز.
من فوائد الصيام الأخرى التي لاحظتها الدراسات هي تقوية المسارات المناعية، تقليل الالتهابات، وتعزيز الميكروبيوم. كما وجد أن الصيام قد يزيد من إفراز الصوديوم عبر البول ويعزز مستويات الهيموجلوبين في الدم دون أن يؤدي إلى زيادة في تركيز الدم، مما قد يساهم في تحسين قدرة الجسم على حمل الأكسجين وتقليل مخاطر فشل القلب.
في التجربة السريرية التي تم إجراؤها، شملت الدراسة 30 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عامًا (بمتوسط عمر 44 سنة). تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى صامت لمدة 24 ساعة مع شرب الماء فقط، بينما صامت المجموعة الثانية في اليوم التالي بعد تناول طعامها في اليوم الأول. تم قياس مستويات هرمون النمو والعوامل الأيضية قبل وبعد الصيام.
نتائج الدراسة أظهرت زيادة ملحوظة في مستويات هرمون النمو أثناء الصيام، خاصة لدى الأشخاص الذين كانت مستوياتهم من هرمون النمو منخفضة في البداية. كما انخفضت مستويات الصوديوم، الدهون الثلاثية، والوزن، بينما ارتفعت مستويات الهيموجلوبين. وعلى الرغم من هذه التغيرات، لم يتم التأكد من تأثير صيام الماء على تقليل مخاطر الأمراض القلبية الأيضية بشكل مباشر.
ختامًا، توصي الدراسة بمزيد من الأبحاث لاستكشاف التأثيرات الأيضية طويلة الأمد لصيام الماء، بالإضافة إلى دراسة تأثيرات الصيام المتكرر على صحة القلب والأيض.
اترك تعليق