بعثت تقول.. عشت سنوات طويلة أعذب نفسي بالتأنيب وجلد الذات واللوم علي قسوتي علي أولادي الثلاثة في طفولتهم الأمر الذي أثر على حالتهم النفسية وقتها.
لم أسامح نفسي رغم أنني كنت أعاني من ضغوط شديدة لا يقدر علي تحملها الا أولي العزم حيث رحل زوجي وترك لي مسئولية أربعة أطفال أكبرهم في السادسة وأصغرهم مازالت رضيعة ولم يترك لنا لا معاش ولا ميراث ولا حتي سكن دائم يحقق لنا الاستقرار.
فجأة وجدت نفسي أرملة في السابعة والعشرين مسئولة عن أطفال في عمر الزهور ومؤهلي المتوسط لم يساعدني علي الحصول علي أي فرصة عمل تناسبني فأخذت اتنقل بين المصانع وحضانات الأطفال والمكتبات عانيت كثيرا من طمع أصحاب النفوس الضعيفة خاصة وأنني كنت علي قدر كبير من الجمال وكلما تعرضت لمشاكل من هذا النوع أترك العمل وانتقل إلي غيره كنت أعود إلي البيت آخر النهار مجهدة مضغوطة وبقدر ما كنت أخشي علي أولادي وانتظر موعد رجوعي بفارغ الصبر لاحتضنهم بقدر ما كنت أشعر أنهم سر معاناتي من شدة خوفي عليهم وعلي مستقبلهم.
لم أفق من هذة الدوامة إلا بعد أن أصيب أكبر أولادي وهو في الحادية عشرة بمرض جلدي احتار الاطباء في تشخيصه وعلاجه.
أنفقت عليه الكثير ولم أجد أي نتيجة فكنت أجلس بجواره أبكي وأنا أدعو الله ان يشفيه وذات يوم فوجئت به يسالني "هو انت بتحبيني بجد".
تعجبت من سؤاله وسألته هل لديه شك فأكد لي أنه لم يشعر بهذا الحب إلا بعد مرضه لدرجة أنه يخشي ان يشفي فيفقد هذا الحب.
بكيت كما لم أبك من قبل وكشف عني الغطاء الذي كان يعمي بصيرتي ومن وقتها أحسنت معاملة أولادي تعلمت كيف أتقبلهم في كل أحوالهم أوجههم بحب ولطف.
وكانت المفاجأة أن ابني شفي تماما من مرضه.
المشكلة أنني لم أرحم نفسي بعدها ولم اغفر لها حتي لجأت لكم في باب استشارة نفسية لم تكتف بالرد علي استشارتي بل قدمتم لي ثلاث جلسات مجانية تصالحت بعدها مع نفسي وعلمت أننا كلنا بشر يخطئ ويصيب المهم أننا لا نتمادي في الخطأ ونصححه متي أدركناه وان الله غفور رحيم.
اترك تعليق