المرحلة الأولي تنتهى السبت..
ومساع أمريكية لتمديدها

يسعي الوسطاء إلي استكمال اتفاق وقف اطلاق النار في غزة، المبرم بين إسرائيل وحماس، والذي تنتهي المرحلة منه السبت المقبل، إذ من المحتمل أن يجري مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، زيارة إلي المنطقة، الأحد المقبل.

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن ويتكوف تصريحات أدلي بها في فعالية نظمتها اللجنة اليهودية الأمريكية في واشنطن العاصمة، وقال إن إسرائيل سترسل وفدًا إلي الدوحة أو القاهرة في الأيام المقبل، لمناقشة الخطوات التالية لاتفاق إطلاق النار في غزة علي أساس المبادئ، التي اتفقت عليها الولايات المتحدة مع الوسطاء المصريين والقطريين وإسرائيل الذين يكثفون جهودهم لإنقاذ الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتمديده بمراحله الثلاثة.

وأضاف ويتكوف: "إذا سارت هذه المحادثات علي ما يرام، فقد أذهب إلي المنطقة، الأحد المقبل"، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن ويتكوف، أمس الأربعاء، إنه سيتم بحث تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتأكد من الإفراج عن مزيد من المحتجزين الإسرائيليين.

وقال مصدر أمريكي لـ"أكسيوس"، إن ويتكوف أرجأ زيارته إلي الشرق الأوسط بضعة أيام، لمناقشة إمكانية تمديد المرحلة الأولي من اتفاق غزة، وأضاف المصدر أن سبب تأخير الزيارة هو الجهود الدبلوماسية التي تبذلها إدارة ترامب بشأن روسيا وأوكرانيا.

ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الأولي من صفقة تبادل المحتجزين والأسري بين إسرائيل وحماس، السبت المقبل، وبموجب اتفاق غزة، سيستمر وقف إطلاق النار طالما استمرت مفاوضات المرحلة الثانية، وإذا انتهت المرحلة الأولي من الاتفاق، فمن المرجح أن تستأنف الحرب علي غزة، وفق "أكسيوس".

وأعلنت حماس وإسرائيل، أمس الثلاثاء، التوصل إلي تفاهم يُنهي الأزمة التي نشأت علي خلفية قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تأجيل الإفراج عن 602 أسير فلسطيني، السبت الماضي.

واتفق الطرفان علي أن تُعيد حماس جثث 4 محتجزين إسرائيليين، مساء أمس الأربعاء، وهو ما أعلنته الحركة، قبل يوم واحد من الموعد الأصلي، وفق "أكسيوس"، وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن 602 أسير فلسطيني كان من المفترض أن تفرج عنهم إسرائيل، السبت الماضي، وقال مسؤولون إسرائيليون إن حماس وافقت أيضًا علي عدم إجراء أي مراسم علنية حول إعادة الجثث.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله إن إسرائيل نقلت رسالة إلي حماس عبر الوسطاء، مفادها أنه إذا التزمت الحركة بالاتفاق وأطلقت سراح 3 محتجزين، السبت المقبل، فإن إسرائيل ستواصل أيضًا تنفيذ الاتفاق من جانبها.

وتأتي تلك التطورات في الوقت الذي تضغط فيه إسرائيل والولايات المتحدة علي "حماس" لتمديد الهدنة الحالية في غزة وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين قبل الدخول في مفاوضات شائكة حول إنهاء دائم للحرب، ولم يتم حتي الآن إعادة 62 محتجزًا من غزة، وتعتقد إسرائيل أن 35 منهم علي الأقل لقوا حتفهم.

ولا يزال الطرفان متباعدين حول الشروط الأساسية للوقف الكامل للأعمال العدائية، فإسرائيل تريد من "حماس" أن تنزع سلاحها وتتخلي عن أي دور في حكم غزة. لكن الحركة ترفض حتي الآن التخلي عن سلاحها أو نفوذها علي القطاع.

وقالت الولايات المتحدة - وسيط رئيسي في محادثات وقف إطلاق النار - إنها ملتزمة بالتوصل إلي مرحلة ثانية من الهدنة تشمل مفاوضات لإنهاء الحرب، لكنها تحتاج إلي مزيد من الوقت بعد الموعد النهائي الحالي لوقف النار. السبت المقبل.

وقال ويتكوف في مقابلة أجريت، الأحد الماضي، مع برنامج "حالة الاتحاد" علي شبكة "سي إن إن": "نحن نأمل أن يكون لدينا الوقت المناسب لإنهاء الأمر، لبدء المرحلة الثانية وإنهائها وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين ودفع المفاوضات إلي الأمام".

وأضاف مبعوث البيت الأبيض إلي الشرق الأوسط، أن نتنياهو "لديه خط أحمر"، وهو أن حماس لا يمكن أن تشارك في هيئة حاكمة عندما يتم حل هذه المشكلة.

وأجري نتنياهو، السبت الماضي، مشاورات أمنية لبحث سبل المضي قدمًا في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، وقال مسؤولون إسرائيليون، إن نتنياهو أرجأ إطلاق سراح 602 أسير فلسطيني، السبت الماضي، رغم توصيات رؤساء الأجهزة الأمنية بالإفراج عنهم.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن رؤساء الأجهزة الأمنية أبلغوا نتنياهو في الاجتماع أنهم يوصون ببذل كل الجهود للشروع في المفاوضات، بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، أو تمديد مرحلتها الأولي.

والتقي ويتكوف، السبت الماضي، في ميامي، رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، الذي يرأس فريق المفاوضات الإسرائيلي، وكان هذا هو الاجتماع الثاني بين الرجلين، خلال 48 ساعة، لمناقشة المرحلة الثانية من صفقة المحتجزين، وفق أكسيوس.

وتأتي مساعي الوسطاء تمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في حين أفادت تقارير باستعدادات تجريها حماس وإسرائيل، لعودة محتملة إلي القتال في قطاع غزة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد الماضي: "نحن مستعدون للعودة إلي القتال المكثف في أي لحظة، الخطط العملياتية جاهزة"، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن حماس تقوم بإعادة تجميع قواتها العسكرية استعدادا لعودة محتملة للقتال مع إسرائيل في غزة.

وقال ويتكوف لبرنامج "واجه الأمة" علي شبكة "سي. بي. إس"، إن جولته المزمعة للشرق الأوسط ستستمر 5 أيام، وستشمل مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.

وكشف ويتكوف، أمس الأربعاء، أنه يجري التحضير لعقد قمة مع مطورين عقاريين ومخططين من الشرق الأوسط قريبًا، لبحث خطة إدارة ترامب بشأن مستقبل غزة.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن ويتكوف، قوله إن العديد من الدول تواصلت مع الولايات المتحدة، لعرض المشاركة في حل دائم لسكان قطاع غزة، وأوضح مبعوث ترامب إلي الشرق الأوسط، أن ما نتحدث عنه بشأن قطاع غزة ليس خطة إجلاء للفلسطينيين.

وأثار اقتراح ترامب بإعادة بناء قطاع غزة وتحويله إلي "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد تهجير سكانه انتقادات واسعة عند طرحه للمرة الأولي، أوائل فبراير، وفي مواجهة معارضة شديدة بالشرق الأوسط وخارجه، قال ترامب في مقابلة الجمعة الماضي، إنه "لا يفرض" خطته.

وتجدر الإشارة إلي أن ويتكوف مارس ضغوطًا علي نتنياهو، لإقناعه بالموافقة علي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين والأسري، الذي دخلت مرحلته الأولي لمدة 42 يوما، حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.