انطلقت قافلة إغاثة إنسانية محملة بالأمل والعون إلى أهل غزة فى مشهدٌ مهيب يجسد أسمى معاني الأخوة العربية والتضامن الإنساني، رسمته محافظة الوادي الجديد بقيادة اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط وحنان مجدى نائب المحافظ، ليروي قصة شعبٍ واحد يجمعه الألم والأمل من أجل الكرامة.

"الأرض أرضك يا فتى.. هذه البلاد بلادنا.." كلماتٌ صدحت بها حناجر أبناء الوادي الجديد، وهم يودعون قافلة العطاء المتجهة إلى غزة، تلك القافلةٌ التى تحمل على متنها 480 طنًا من المواد الغذائية، غالبيتها من تمور الوادي الشهيرة، لتكون بمثابة جرعة حياة لأطفال وشيوخ ونساء غزة الذين يواجهون ظروفًا معيشية قاسية.

"مسافة السكة" رسالة أبناء الصحراء الى غزة.

لم يكن اختيار الوقوف الى جوار حقوق الفلسطينيين فى رسالة مفادها تنظيم قافلة الإغاثة مجرد صدفة، بل هو تعبير عن عمق العلاقة التي تربط مصر بفلسطين، فمهما بعدت المسافات، يظل نبض القلب المصري متصلاً بأشقائه العرب ، هذا ما أكده اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط، محافظ الوادي الجديد، خلال تدشينه للقافلة الثانية من أمام النصب التذكاري بالعاصمة الإدارية الجديدة للمحافظة، مشيرا إلى أن هذه القافلة هي رسالة تضامن من شعب الوادي الجديد إلى الأشقاء في فى قطاع غزة، وأن مصر قيادة وشعبا لن تتخلى عن دورها في دعم القضية الفلسطينية.

حضور جماهيري يعكس روح التضامن مع الأشقاء.

وكعادة أبناء الوادى الجديد ، ومواقفهم الوطنية في الشدة والرخاء دعما لجهود القيادة السياسية رفضاً لتهجير الفلسطينين إلى سيناء ترصد"بوابة الجمهورية " مشهداً حافلًا بالدلالات، فإلى جانب القيادات التنفيذية والأمنية والشعبية، تسابق رجال الدين وممثلو الأحزاب السياسية والعاملون بالقطاع الحكومي وطلاب المدارس وأهالي المحافظة، ليشاركوا في هذا الحدث الإنساني الذي وحد القلوب والصفوف ليرسم ابتسامة أمل على وجوه الأطفال، ونظرات فخر تجلت في عيون الشيوخ والنساء ، جميعهم يشعرون بالفخر بأنهم جزء من هذا العمل الخيري الذي يساهم في تخفيف معاناة الأشقاء في غزة.

وصرّح اللواء محمد الزملوط ، أن محافظة الوادي الجديد تسهم ب (٥٠) حاوية تمور ومواد غذائية بإجمالي (٨٤٠ طن) مساعدات للأشقاء في فلسطين، مثمنًا المشاركة المُشرّفة لجميع أبناء وأطياف شعب الوادي الجديد في هذا العمل الجليل، وعلى رأسها مجمع التمور التابع للمحافظة ومؤسسات المجتمع المدني شريكة التنمية ومؤسسات القطاع الخاص، مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي استكمالًا ودعمًا لموقف مصر الثابت والراسخ تجاه القضية وتجاه أبناء الشعب الفلسطيني، في ضوء توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية بضرورة تقديم المساندة اللازمة.

تمور الوادي.. حلاوة العطاء في الشدة والرخاء.

وقال محمد منير العديسي ، مدير عام التضامن بالمحافظة أن قافلة الإغاثة الإنسانية انطلقت في مسيرةٍ بدأت من أمام مجمع تمور الوادي الجديد مرورًا بشارع جمال عبد الناصر وصولًا للعاصمة الإدارية للمحافظة، متجهةً إلى العاصمة المصرية (القاهرة) ومنها إلى غزة، ليودعها أبناء المحافظة في أجواء تسودها روح التآخي والمآزرة لاستكمال رحلتها المنشودة.

ثمن العديسي مشاركة جميع أطياف قوى المجتمع ومؤسساته الحكومية والخاصة بدءا من مجمع التمور التابع للمحافظة، والذي قدم كميات كبيرة من التمور عالية الجودة، لتكون بمثابة غذاء ودواء لأهل غزة ، كواحدة من أشهر المحاصيل التى تعد بمثابة رمزت للكرم والجود والعطاء الذي تشتهر به واحات مصر الممتدة على مساحات شاسعة فى الجنوب الغربي لمصر حيث تتواجد مراكز الخارجة والداخلة والفرافرة ومركزى باربس وبلاط .

خلال مشاركته ، أشاد الدكتور مختار عيسى دياب، مدير عام الأوقاف بالمحافظة، بدور المحافظة في تعزيز روح التآخي والقيم الإنسانية بين الدول العربية والإسلامية، مؤكدًا أن هذه المبادرة تعكس الصورة الحقيقية لسماحة الاديان والتفاف كافة أطياف المجتمع الواحاتى حول راية الوطن دعما للقضية الفلسطينية ودعوة إلى المحبة والسلام والتكافل ، واضاف قائلاً: "هذه القافلة هي تعبير عن تضامننا الكامل مع أشقائنا في غزة، ونحن على استعداد لتقديم المزيد من الدعم والمساعدة لهم.

وبدورها عبرت ابتسام عبدالمريد، مدير عام الثقافة بالمحافظة، عن سعادتها البالغة بانطلاق القافلة، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تجسد الدور الريادي لمصر في المنطقة، وتثبت للعالم أجمع أن مصر ستبقى دائمًا قلب العروبة النابض بالحياة ، مؤكدة أن قافلة غزة ليست مجرد مساعدات غذائية، بل هي رسالة إلى العالم أجمع، مفادها أن مصر لن تتخلى عن دورها في دعم القضية الفلسطينية، وأن الوحدة العربية هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وجه أهالى المحافظة الشكر والتقدير لجهود القيادة السياسية ودعمها القضية الفلسطينية وما توليه القيادة التنفيذية بالمحافظة من إهتمام ورعاية افضت إلى تنظيم العديد من قوافل الإغاثة وتسخير الإمكانيات اللازمة لتيسيرها فى الوقت المناسب ، حيث يجدد المصريون العهد بالتضامن والوقوف على اعتاب الوحدة والتحدي، لتنطلق قوافل الخير تنشر الفرحة وتزرع الامل في قلوب الأشقاء، وتؤكد أن جميع أطياف المجتمع المصري قادرين على صنع الحدث وتقديم الخير بقلوب متصلة وآمال مشتركة.

Previous Next