هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من نعم الله.. الماء أساس الحياة

الماء من أعظم مخلوقات الله عز وجل ومن أولها في الوجود. وقد جعله الله أساس الحياة وعنصرها. الذي تقوم عليه وتبدأ منه. قال سبحانه "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْء حَيّي أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" - "الأنبياء: 30". 


وعن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي وقرَّت عيني» أنبئني عن كل شيء. قال كل شيء خلق من الماء. وقال سبحانه "وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّة مِنْ مَاء فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَي بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَي رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَي أَرْبَعي يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَي كُلِّ شَيْء قَدِير"- "النور: 45". وقد ورد ذكر كلمتي ماء. والماء في القرآن الكريم 59 مرة. وورد ذكر الماء في كلمات أخري ماءك. ماءها. ماؤكم. ماؤها 4 مرات. وبذلك يكون الماء ورد ذكره في القرآن الكريم 63 مرة.

ويُمَثِّل عنصر الماء أحد أهمِّ العناصر البيئية التي تحتاجها جميع الكائنات الحيَّة علي وجه الأرض. وبدأ استثمار الماء في المنهج الإسلامي من مرحلة تعريف الإنسان بالأهمية البالغة لهذا العنصر الحيوي. وكيف خلق الله سبحانه وتعالي منه كلَّ دابَّةي. وكيف لا يستطيع أحد أن يجعله سهل التناول عذب المذاق إلَّا الله تبارك وتعالي. ثُمَّ أتي الفقه الإسلامي فاستمدَّ من الكتاب والسُنَّة قواعده وتفريعاته» ليضع الحدود بين الماء. ويُفَرِّق بين أنواعه وحالاته. فيضع بهذا حدودًا فاصلة بين استثمار الماء وبين إفساده» وتأسيسًا علي هذا وردت التعاليم الإسلامية الموصية باستثمار وتنمية الموارد المائية.

إنَّ الوقوف أمام هذا المخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالي "الماء" وتَأَمُّله والتَّفَكُّر فيه يُفضي إلي عجب» فإنَّ ذلك السائل الشفاف الذي ليس له لون ولا طعم ولا رائحة. هو من ضروريات حياة الإنسان الكبري. التي لا تكون إلا به. وعلي الرغم من أنه لا لون ولا طعم ولا رائحة له فإن النفوس تُقْبِلُ عليه وتشتاق إليه وتظمأ له. وهو ما لا تفعله لغيره من ذوات الألوان الرائعة والطعوم الشهيَّة والروائح الذكيَّة. وهو العنصر الذي لا تزال البشريَّة تكتشف له مجالات استعمال جديدة في الطب والهندسة والكيمياء. مع أنَّها تستعمله منذ يومها الأول حتي صار عِلْمًا مستقلاً» هو علم "المياهيات: Hydrology".

لقد عَرْضَ القرآن الكريم للماء أبلغ كلام في أهميته وضرورته. فإنَّه جَلَّ وعلا ذكر لنا أنَّ كلَّ المخلوقات من الماء.. كما أثبت علم الخلية أنَّ الماء هو المكون المهمُّ في تركيب مادتها. وهي وحدة البناء في تركيب الكائن الحي نباتًا كان أو حيوانًا. كما أثبت علم الكيمياء الحيويَّة أنَّ الماء لازمى لحدوث جميع التفاعلات والتحولات التي تتمُّ داخل أجسام الأحياء. فهو -الماء- إمَّا وسط. أو عامل مساعد. أو داخل في التفاعل. أو ناتج عنه.

وعلميًّا. فإنَّ الماء يمثل من 50% إلي  95% من وزن الكائن الحي» أي أن الماء يُمَثِّل -في أقلِّ الأحوال- نصف وزن الكائن الحي. ويبلغ الماء من وزن الإنسان نسبة 65%. ولهذا تحدَّث الله سبحانه وتعالي عن نعمته وقدرته في الماء وخَلْقِه وعمله. وكيف أنه حيوي لكل كائن حيّي. فقال سبحانه وتعالي: وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْء فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانى دَانِيَةى وَجَنَّاتي مِنْ أَعْنَابي وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهي "الأنعام: 99" وبالماء كانت حياة الأرض وحياة الكائنات عليها. وبغير الماء تموت الأرض وتموت الكائنات عليها. وتلك آية لكلِّ عاقل. قال سبحانه وتعالي: وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءي فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةي وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتي لِقَوْمي يَعْقِلُونَ "البقرة: 164". وقال عز وجل: وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً 
فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمي يَسْمَعُونَ. 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق