من اكثر ما يعوق السلام النفسى هو بعدك عن نفسك الحقيقيه وعدم وعيك بها وأكثر ما يعينك علي معرفتها هو الصمت.. واليك بحث سريع خلاصة خبرة أطباء واخصائيين نفسين وتربويين بأحد مراكز الصحة النفسية الكبيرة بمصر.
اذا اردت أن تعرف ذاتك الحقيقية فعليك برحلة يقودها الصمت ليمنحك فرصة للتوقف والتأمل الهادئ لذاتك ولما يدور من حولك؟.
في عالم تتزاحم الأصوات من كل اتجاه، يصبح الصمت كنزًا نادرًا لا يمكننا الوصول إليه بسهولة، ولا أعني هنا بالصمت مجرد غياب الكلام أو الضجيج، لكنني أعني حالة من الوجود تسمح لنا بالتواصل مع ذواتنا بعمق.
الصمت يمتلك قوة لإعادة التوازن لحياتنا من خلال منحنا الفرصة لمعالجة المعلومات والمشاعر والأفكار بهدووء أكبر..
لماذا نحتاج إلى الهدوء؟
في عصرنا المتسارع وسطوة التكنولوجيا على حياتنا ، نتعرض يوميًا لكميات هائلة من المعلومات والأصوات التي ترهق أدمغتنا، وفقًا لدراسات علمية، فإن التعرض المستمر للضوضاء والكثير من المثيرات والمعلومات يزيد من مستويات التوتر والقلق، ويؤثر سلبًا على صحة القلب والجهاز المناعي، لذا يأتي دور الصمت كعلاج طبيعي، عندما نخلق لأنفسنا مساحة من الهدوء، نسمح لأجسادنا وعقولنا بالاسترخاء وإعادة شحن طاقته.
كما أظهرت الأبحاث أن قضاء وقت في الصمت يعزز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين، ويقلل من إفراز الكورتيزول، الهرمون المسؤول عن التوتر، بالإضافة إلى ذلك، يساعد الصمت على تحسين التركيز والإبداع، والمعالجة الذهنية للمعلومات بهدوء حيث يمنح العقل فرصة لتنظيم الأفكار وربطها بطرق جديدة .
كما أن للصمت في الثقافات والديانات جذور قديمة، لطالما اعتبرت الثقافات والديانات المختلفة الصمت وسيلة للوصول إلى الحكمة والسلام الداخلي..
في الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" وفي المسيحية، يعتبر الصمت وسيلة للتواصل مع الذات الإلهية، حتى في الفلسفات القديمة، كان الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون يشيدون بقيمة الصمت كطريق لفهم الذات والعالم.
اليوم، نرى هذه الممارسات القديمة تعود بأشكال حديثة، مثل "الاعتكاف الصامت" أو "اليوغا الصامتة"، حيث يبتعد الأفراد عن ضجيج الحياة اليومية ليعيدوا اكتشاف أنفسهم.
كيف نستخدم الصمت كعلاج في حياتنا اليومية؟
لا نحتاج لممارسات معقدة للصمت يمكننا دمجه في حياتنا اليومية بطرق بسيطة وفعّالة
دقائق صامتة يومياً: خصص 5-10 دقائق كل يوم للجلوس في صمت تام، بعيدًا عن الهاتف أو أي مصدر إزعاج ركز على تنفسك ودع أفكارك تتدفق دون مقاومة.
المشي الصامت اختر مكانًا هادئًا في الطبيعة وامشِ دون سماع الموسيقى أو التحدث مع الآخرين، استمع إلى أصوات الطبيعة ودعها تهدئ عقلك.
فترات راحة من التكنولوجيا: حدد أوقاتًا خلال اليوم تكون فيها بعيدًا عن الهاتف والحاسوب، هذه الفترات تساعد على تقليل التوتر وتحسين جودة النوم.
تأمل الصمت ممارسة التأمل الصامت، يجعلك تركز على اللحظة الحالية دون التفكير في الماضي أو المستقبل.
ما الذي يقدمه لنا الصمت ؟
تقليل التوتر والقلق الصمت يهدئ الجهاز العصبي ويقلل من مستويات التوتر.
تحسين الذاكرة والتركيز: الصمت يعزز قدرة الدماغ على معالجة المعلومات وتخزينها.
تعزيز الإبداع عندما نمنح عقولنا مساحة من الهدوء، نسمح للأفكار الجديدة بالظهور.
تحسين الصحة الجسدية الصمت يخفض ضغط الدم ويعزز صحة القلب.
5-تعميق العلاقة مع الذات: الصمت يساعدنا على فهم مشاعرنا واحتياجاتنا بشكل أفضل
الصمت ليس هروبًا من العالم، بل هو عودة إلى الذات، في لحظات الصمت، نكتشف قدراتنا الداخلية ونعثر على السلام الذي نبحث عنه، فهو علاج مجاني ومتاح للجميع، يحتاج فقط إلى إرادة لتبنيه أدعوك لتجربة تخصيص وقت للصمت كل يوم، وستلاحظ كيف يتحول هذا الهدوء إلى مصدر للقوة والهدوء.
اترك تعليق