من يفتي بغير علم في أي مجال.. آثم

الصدقة واجبة علي الإنسان.. ومن لا يملكها ينال ثواب النية

سخرية الوالدين من الابن المراهق.. حرام شرعا

التبرع بالأعضاء بعد الوفاة من الصدقات الجارية.. ولكن بشروط

ذمة الزوجة المالية مستقلة وليس من حق الزوج معرفتها

احذروا.. الشيطان عدو لنا ويحاول أن يبعدنا عن طريق الهداية

ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتور خالد عمران. الفتوي بالدار&Search=" target="_blank">أمين الفتوي بالدار.

* ماذا نقول لمن يشكك في رحلة الإسراء والمعراج؟

** رحلة الإسراء والمعراج هي معجزة ربانية ومنحة إلهية لم يتم منحها لبشر غير رسول الله صلي الله عليه وسلم وحدثت تطييبا من الله تعالي لخاطر نبيه خاصة بعد فقده أم المؤمنين وأولي زوجاته خديجة بنت خويلد وعمه أبا طالب اللذين كانا يدعمانه وتوفيا في نفس العام الذي سمي بعام الحزن. فأراد الله تعالي أن يريه من آياته الكبري. قال تعالي "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَي الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".

ورحلة الإسراء والمعراج جاءت أيضا تكريما للنبي صلي الله عليه وسلم وإبرازا لمكانته. وهي علم غيب جعله الله لرسوله مرئيا بعينه وبقلبه وبإدراكه ليعلم الأمة كلها اليقين بالله تعالي.

ويجب علينا استخلاص بعض الدروس من هذه المعجزة التي لا تخضع لقوانين الكون أبرزها اليقين بالله تعالي بأن الله يقف معنا دوما. والأخذ بالأسباب. والسعي إليه تعالي بإخلاص.

وهذه الذكري أيضا تبرز مكانة المسجد الأقصي وفلسطين في قلوب المسلمين أيا كان موطنهم. إلي أن العديد من الأنبياء والرسل قد عاشوا أو ماتوا في فلسطين وهو ما يزيد من مكانة فلسطين والقدس في قلوب أبناء الأمة الإسلامية. وأسأل الله تعالي أن ينصر إخواننا في غزة ويربط علي قلوبهم ويرحم شهداءهم.

*  ما حكم من يطلق الفتوي دون علم كما يحدث علي الانترنت في وقتنا الحالي؟

** تعبير الفتوي من المصطلحات المظلومة. ويجب بصورة علمية متخصصة اللجوء إلي متخصص.. والفتوي الدينية هي أن يكون لدينا سؤال عن أمر ديني نحتاج إلي الإجابة عليه. وهنا نسأل أهل الذكر كما أمرنا الله عز وجل.

فالفتوي علم ولجوء إلي أهل العلم في تخصصهم. ومن يطلق الفتوي علي أمر آخر. وهذا الأمر الآخر فيه تسرع وكلام غير علم. ومن يفعل ذلك قطعا فهو آثم. وهذا الأمر ينطبق علي كل الأمور. فمن يفعل ذلك في الطب فهو آثم. وكذلك الدين. وأسمي الله هذا المسلك أنه قول بغير علم.

*  هل الصدقة واجبة علي المؤمن؟.. وماذا يفعل من لا يملك إخراج صدقة؟

** نعم الصدقة والبذل والإنفاق في سبيل الله واجب علي الإنسان. وهي من أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته. وينعكس علي الحياة. لذلك يخلف الله علي صاحبها ما أنفقه في سبيله. وفقا لما جاء في قول الله تعالي وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةي تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ. وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: "قال الله: أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك".

فالصدقات تدفع البلاء عن الإنسان وتكون بمثابة حصن منيع ضد هفوات النفس ومداخل الشيطان.. ووفقا لما جاء في أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم والشرع الشريف أن الذي معه يجب عليه ألا يبخل في الصدقات ومن ليس معه ينبغي ألا يتكلف. ومن لا يقدر ويرغب في التصدق يجعل الله له من الثواب جزاء نيته.. فالله سبحانه وتعالي يجازي عباده من المتصدقين بكل الخير بسبب نيتهم العالية والراقية في إرادة الخير إلي الناس. والسعي إلي التفريج عنهم.

*  أنا في سن المراهقة وأبي يسخر مني دائما.. فماذا أفعل؟

** سخرية الوالدين من الأبناء في منتهي الخطورة ومنهي عنه شرعا فهي حرام شرعا.. لما للسخرية من أثر نفسي سيئ جدا. وتسبب ضيقا شديدا للطفل وخاصة البنات. وممكن يكون الابن خيرا من أبوه. مثلما قال القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمى مِّن قَوْمي عَسَي أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ".

وأحيانا الابن يسأل أسئلة لا يعرفها الوالدان. فيقومان بالسخرية منه وهذا خطأ حيث لابد في هذه اللحظة أن نقول لا أعلم وتعالي نسأل مختص يفهم في هذا الأمر.. فهكذا علمنا الشرع تربية المراهقين.

والشرع علمنا أن البلوغ معناه أن الشخص سواء رجل أو امرأة سيبدأ في التكليف ويجري عليه القلم. وبالتالي التدريب الذي تدربه علي الصلاة والصيام أصبح الأمر الآن واجبا.. والبلوغ ليس معناه إن ربنا يرمي عليك حمل. لكن التكليف تشريف وثقة وحب من الله للعبد. ولو أنك تعمل تجد الشاطر يأخذ التكليف الجيد. والابن في هذه الفترة يريد أن يكون مميزا. فنقول له تميز فيما يفيد الناس ويرضي الله. اكتشف وتعلم وابحث عما يرضي الله وينفع الناس وتتميز به.

*   ما رأي الشرع في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟

** التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يُعد من الصدقات مصداقًا لقوله تعالي: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا".. فهذا يأتي من باب الصدقة الجارية. وعودة النفع علي الغير. علي أن ذلك يكون بشروط حددتها الإفتاء والقانون.

والشروط تتمثل في ضرورة التأكد من موت الشخص حقيقيًا وليس إكلينيكيًا. وأن يكون التبرع من خلال وصية مؤكدة ويشهد عليها طبيب. وأن يكون العضو المُتبرع به بعيدًا عن شبهة خلط الأنساب "يمنع التبرع بالأعضاء التناسلية".

وأدعو الله أن يكون ذلك في ميزان حسنات المتبرع» لأنه يكون بمثابة غوث المستفيد. فالله سبحانه وكل الإنسان بالتصرف في بعض الأعضاء لعمل الخير أو الشر ويثاب أو يعاقب حسب تصرفه بها.. وكلنا ملك له سبحانه وتعالي» ومن هذا الباب يكون الانتفاع بالأعضاء عبر التبرع بها. وهذا ما أوصت به الفتوي وصار عليه القانون.

*  هل من حق الزوجة عدم إبلاغ زوجها براتبها وما تمتلكه؟

** الزوجة من حقها عدم إبلاغ زوجها براتبها وأموالها. لأن ذمة الزوجة المالية مستقلة ولا يجوز للزوج معرفتها.. فالحياة الزوجية مبنية علي المودة والرحمة. والنفقة علي الأسرة واجب علي الرجل.

* لماذا خلق الله الشيطان؟

** الشيطان الذي هو إبليس كان مع الملائكة. وكان يعبد الله. لكنه قرر من نفسه أن يعصي الله. فلم يسجد لآدم. وهو من قرر أن يكون عدوا لآدم وأولاده.

وربنا سبحانه وتعالي حذرنا من اتباع الشيطان. وأمرنا باتباع الرسل والأنبياء. ومن المفروض أن نتبع سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. وأن نفهم أن الشيطان عدو لبني آدم إلي يوم الدين وسيظل عدوا لنا ويحاول أن يبعدنا عن طريق الهداية.