مديحة عبدالعليم.. مرت بظروف قاسية وأيام حالكة السواد بعد زواجها وإنجاب 6 أولاد اثنان منهم من ذوي الإعاقة الذهنية وكان عليها مراعاة أولادها الاصحاء وولديها و المعاقين وخاصة بعد أن توفي زوجها وكان يعمل بائعا متجولا ودخله بسيط.. ولكنها لم تيأس من رحمة الله وقررت مواصلة كفاحها لتربية أولادها وتعليمهم وتوفير احتياجاتهم
ساعدها أهل الخير في جمعية الشرق الخيرية بحلوان في شراء فرن لانتاج الخبز داخل منزلها لتبيعه في الأسواق وتصرف من العائد علي توفير احتياجات أسرتها الكبيرة.
تقول مديحة عبدالعليم: كان علي إن أزيد انتاجي من الخبز والذي كان لا يزيد عن 100 رغيف يوميا إلي 600 رغيف واذهب بها بعد الفجر إلي محطة المترو واستمر بها حتي الثانية ظهرا ثم أعود إلي منزلي ومراعاة أولادي وكنت اضطر لأخذ ولدي المعاقين معي خوفا عليهما من وجودهما داخل المنزل بمفردها وأصبحت أكسب حوالي 100 جنيه يوميا.
اضافت: استطعت بمساعدة أهل الخير تزويج ابنتي وتوفير المستلزمات الأساسية لها ولكنني فوجئت بعد ذلك باصابة أحد أولادي بانتفاخ شديد في البطن وتم التشخيص بانه عيب خلقي وكان لزاما علي أن أجري له 5 عمليات أما أولادي الآخرين فقد تعلموا واصبحوا يساعدونني في مصروفات المعيشة بعد أن عملوا كباعة جائلين وكان أجرهم يصل إلي 50 جنيهاً واستمرت هذه الحياة الصعبة سنوات وسنوات لم يتوقف فيها بكاء أولادي المعاقين بعد أن أصيبوا بحالة من الصراخ والبكاء المستمر ولكن بحمد الله تم تشغيل أحدهما بأحد المخابز الحديثة وأصبح يتقاضي 1800 جنيه شهريا بينما الابن الآخر مازال يدرس في المرحلة الاعدادية.
تضيف: استمررت في عملي رغم اصابتي بالكلي وعالجت نفسي حتي استطيع الاستمرار في الانفاق علي أولادي والوقوف بجانبهم وكل هذه الآلام والمصاعب كانت تعطيني الصلابة واعتبرها ابتلاء من الله سبحانه وتعالي.
تقول مديحة: تعلمت من هذه الحياة الصعبة خطأ كثرة الانجاب وما تسببه من آلام ومصاعب للاسرة كلها وقد دفعت ثمن هذا الخطأ وما زلت ادفعه حتي الآن وأنا انصح السيدات بألا تنجب أكثر من طفلين فقط حتي تستطيع تربيتهما أحسن ما يكون وأن تدخلهما أفضل المدارس.
اترك تعليق