خبراء عسكريون لـ "الجمهورية اون لاين": تطوير الأنظمة التسليحية.. جعل مصر تتقدم في تصنيفها العسكري العالمي وتتبوأ مكانة مرموقة بين الجيوش الكبري
الرئيس السيسي يمتلك رؤية بعيدة النظر في ملف التحديث والتطوير الخاص بالقوات المسلحة
الأمر لا يقتصر علي شراء المعدات والأسلحة الحديثة فقط بل يشمل الاتفاق علي نقل التكنولوجيا العسكرية وتأهيل وتدريب المقاتل المصري للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة
تبني الدولة لفكرة القواعد العسكرية يشكل فارقًا في فرض قدرتها علي تأمين حدودها الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية
أضاف لها ثقلًا في نظرتها المستقبلية للتحديات والمخاطر المحيطة في نطاقها الإقليمي
السلام يحتاج قوة تحميه لردع كل من تسول له نفسه أن يهدد الأمن القومي المصري
معرض "ايدكس" خطوة مهمة أبرزت قدرة مصر علي تنظيم المعارض العسكرية.. واستعراضها لقدرتها في توطين صناعة السلاح
رجال البحرية المصرية حصلوا علي حاملة المروحيات الميسترال في 120 يوما فقط.. بينما قالت روسيا إنها تحتاج إلي عام وشهرين لتدريب الجنود
أكد الخبراء العسكريون أن تنويع مصادر السلاح للدولة المصرية واحد من أهم الخطوات التي تم اتخاذها في قواتنا المسلحة إذ أن الحصول علي السلاح من مكان واحد فقط قد يكون عامل ضغط علي الدولة نفسها وعلي قراراتها السياسية.
قال اللواء أركان حرب دكتور سمير فرج. مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة الأسبق. والخبير الاستراتيجي. إن القوات المسلحة إنتهجت سياسة رشيدة وحكيمة منذ تولي الرئيس السيسي حكم البلاد. واعتمدت علي منهجية تنويع مصادر السلاح في كافة الأفرع الرئيسية. وحصلت علي أحدث المعدات العسكرية علي مدار السنوات السابقة من كثير من الدول الصديقة التي تربطها مع مصر علاقات عسكرية. ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وروسيا وغيرها من الدول الأخري.
أضاف أن تنوع مصادر السلاح أضاف قيمة حقيقية للقوات المسلحة. ومكنها أن تكون قوة إقليمية لا يستهان بها. مما لا يضع عليها ضغوطًا في اتخاذ القرارات المناسبة التي تحمي أمنها القومي وحماية مقدراتها الطبيعية والاقتصادية وتأمين حدودها البرية والبحرية ونطاقها الجوي.
قال إن تطوير الأنظمة التسليحية للقوات المسلحة. لم يتوقف عند شراء المعدات العسكرية الحديثة فقط. بل تطرق إلي الفرد المقاتل نفسه. من ناحية التأهيل العسكري والتدريب. حتي يستطيع التعامل بحرفية وإتقان مع كافة الأنظمة والأسلحة التي تعاقدت عليها مصر خلال فترات قياسية. مما يعكس قدرة المقاتل المصري علي التكيف والتعامل مع أعقد الأنظمة والتكنولوجيا العسكرية الغربية.
أوضح أن التطوير لم يشمل الفرد المقاتل وحده بل امتد إلي الوحدات والمنشآت العسكرية. وهو ما ظهر في تبني الدولة لفكرة القواعد العسكرية. والتي شكلت فارقًا في فرض قدرتها علي تأمين حدودها الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية. لتضيف لها ثقلًا في نظرتها المستقبلية للتحديات المخاطر المحيطة في نطاقها الإقليمي. مشيرًا إلي أن التطوير امتد ليشمل المناهج والكليات العسكرية.. حيث شهدت طفرة غير مسبوقة خلال السنوات السابقة. فضلًا عن الخطوات الجادة والمميزة التي شهدتها ساحات التدريب والتأهيل العسكري في تلك الكليات بما يتلاءم مع التطور التكنولوجي علي مستوي العالم.
أشار إلي أن منهجية القوات المسلحة في تطوير أنظمتها التسليحية. وبُعد نظرتها المستقبلية في كافة الأسلحة التي حصلت عليها في السنوات السابقة. جعل مصر تتقدم في تصنيفها العسكري العالمي وجعلها تتبوأ مكانة مرموقة بين جيوش دول العالم الكبري.
أضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يمتلك رؤية بعيدة النظر في ملف التحديث والتطوير الخاص بالقوات المسلحة. فالأمر لم يقتصر علي شراء المعدات والأسلحة الحديثة فقط. بل شمل الاتفاق علي نقل التكنولوجيا العسكرية وتأهيل وتدريب المقاتل المصري. علي التعامل مع التكنولوجيا العسكرية الحديثة. ولعل نقل التكنولوجيا العسكرية من تلك الدول. مكن مصر من التقدم بخطوات سريعة وجادة في قطاع التطوير والتصنيع العسكري المشترك.
تنويع مصادر السلاح
أكد اللواء عادل العمدة. مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية. أن تنويع مصادر السلاح للدولة المصرية واحد من أهم الخطوات التي تم اتخاذها في قواتنا المسلحة إذ أن الحصول علي السلاح من مكان واحد فقط قد يكون عامل ضغط علي الدولة نفسها وعلي قراراتها السياسية.
أضاف أن الأمن القومي لأي دولة هو الحفاظ علي قيمها ضد التهديدات والتحديات والمخاطر المستقبلية سواء كانت داخلية او خارجية في المجالات المختلفة لتحقيق التنمية الشاملة والأهداف القومية للدولة. ومن ثم لا يجب ان تكون الدولة او أصابع الدولة تحت ضرس أي دولة أخري. سواء في المجال السياسي أو العسكري أو غيرهما من مجالات الأمن القومي.
ومن هنا تظهر أهمية تنويع مصادر السلاح لكي لا تكون الدولة مرهونه برضا أو قرار أو مصالح دولة آخري متقدمة في هذا المجال من السلاح والمتطور منه مطلوب لتحقيق الأمن القومي لانه من أهم متطلباته.. ولكن هذه العملية يجب ان تتم بحساب لكي لا تتعرض الدولة لمطالب توفير أطقم التشغيل والصيانة وقطع الغيار المتنوعة المرتبطة بتنوع السلاح المستخدم من مدارس صناعية عسكرية. مشيرًا إلي أن العملية تحتاج الي تخطيط دقيق ودراسة جيدة لتوفير المطالب الحقيقة التي تستخدم لتحقيق المهام ومن ثم الأمن القومي للدولة.
أوضح أن مصر لجأت منذ زمن بعيد الي تنويع مصادر السلاح وظهرت أهمية هذا الطرح عندما امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن تدبير بعض قطع الغيار ومطالب القوات المسلحة المصرية. فلجأت مصر الي دول متقدمة في هذا المجال مثل فرنسا وروسيا والصين وألمانيا وكوريا لتلبية احتياجاتها في هذا المجال الذي افرز معطيات كثيرة أهمها عدم إدراك العدو احتياجاتك.
وفي ظل تنوع مصادر السلاح وأهمية التسليح المتطور تبرز اهمية تنفيذ المقاتلين لمهامهم لاختلاف السلاح والعقيدة.
وتجلت روعة هذا الموضوع عندما أصرت مصر علي تنفيذ معرض ايدكس للسلاح علي أرضها رغم التحديات وتنفيذ العملية الشاملة في نفس الوقت 2018. مما انعكس عليها من إستعراضها لقدرتها في توطين صناعة السلاح وكانت الاسلحة المتطورة التي قامت الدول العارضة بطرحها في المعرض وتفقد المعنيين من الدولة المصرية لهذا المعرض وحددوا مطالبهم بل كان هذا المعرض فرصة لتعريف العالم علي قدرة الدولة المصرية اولا في التنظيم لمعارض الأسلحة بشهادة أشهر منظمي المعارض. بالاضافة الي قدرة مصر علي مواكبة التطور في السلاح من خلال ما يتم عرضه في الجناح المصري وعقد العديد من الاتفاقيات وضمان الحصول علي أحقية البيع والتسويق للسلاح والتي تنظمه الدول المتقدمة في هذا المجال.
أضاف أن رجال البحرية المصرية حصلوا علي حاملة المروحيات الميسترال في 120 يوما فقط. بينما روسيا تحدثت أنها تحتاج لعام وشهرين لتدريب جنودها عليها. وهو ما يؤكد علي أهمية المقاتل المصري وقدرة استيعابه.
أوضح أن السلام يجب أن يكون له قوة تحميه. ومصر تسعي لحماية إنجازاتها. إذ أن الانجازات التي حققتها مصر في السنوات الأخيرة. قد تكون هباء منثورًا إن لم يكن هناك قوة تحميها. فضلا عن أن تلك القوة قادرة علي ردع كل من تسول له نفسه أن يهدد أمن مصر القومي. مشيرًا إلي أن مصر تستغل قوتها في حماية أمنها الاقتصادي مثل الغاز وما إلي ذلك. لذلك قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن مصر فرضت توازن استراتيجي في المنطقة. وأكد علي أن العفي محدش ياكل لقمتة. كما أكد للمقاتلين علي الجبهة الغربية يوم 20 / 6 / 2020 أن يكونوا علي استعداد لتنفيذ أي مهام في الداخل وإذا اقتضي الأمر في الخارج في دلالة علي قدرة الدولة علي تأمين المصالح وليس الحدود فقط.
ترتيب الجيش المصري
أكد اللواء دكتور محمد الشهاوي. الخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية. أن القوات المسلحة والدولة المصرية عملت علي تعزيز القدرة العسكرية من خلال تنويع مصادر التسليح وبناء القواعد العسكرية في كل الإتجاهات الإستراتيجية. مشيرًا إلي أنه دائما تضع القوات المسلحة تدريب الفرد المقاتل علي رأس منظومة الكفاءة القتالية للقوات المسلحة. مما أدي إلي أن يكون الجيش المصري في مرتبة متقدمة علي مستوي العالم طبقا لتقرير جلوبال فاير باور مما جعل دول العالم ترغب في تنفيذ التدريبات المشتركة مع مصر من الدول الشقيقة والصديقة للاستفادة من الخبرة القتالية المصرية في الحروب التقليدية وفي حروب مجابهة الإرهاب.
أضاف ان كل ذلك يؤكد أن الجيش المصري استطاع أن يحرر سيناء من الاحتلال الاسرائيلي في أكتوبر 1973 واستطاع ان يطهر سيناء من الارهاب والارهابيين خلال العملية الشاملة سيناء 2018. مشيرًا إلي أنه يوجد في القوات المسلحة أحدث منظومات الأسلحة في كل القيادات والإدارات التخصصية. وأيضا تنظيم التدريب القتالي لأفراد القوات المسلحة.
اترك تعليق