رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
حكم صلاة الجمعة خارج المسجد وتقدم المأمومين على الإمام
صلاة الجمعة من أركان العبادة المهمة في حياة المسلمين، فهي فريضةٌ تتكرر كل أسبوع وتجمع المسلمين لأداء الصلاة في وقتٍ واحد، وهي تعبير عن وحدة الأمة وارتباطها بالله تعالى. صلاة الجمعة ليست مجرد أداء شعائر دينية، بل هي مناسبة تعبيرية تحمل في طياتها معاني التآزر والتكاتف والتواصل بين المسلمين، حيث يجتمعون لأداء صلاة واحدة ويتوجهون إلى الله في نفس الوقت، مما يرسخ في قلوبهم معاني الأخوة والتعاون في الدين.
ويحدث في بعض الأحيان ان يزدحم المسجد فيضطر بعض المصلين الى الصلاة خارج المسجد فما حكم صلاة الجمعة في مكان خارج المسجد وتقدم المأمومين على الإمام؟ حيث يُوجَدُ مسجدٌ كبيرٌ وملحقٌ به مصلًّى تصلَّى فيه الصلوات الخمس والجمعة، وقد هُدِمَ المسجد للتجديد وبقي المصلَّى، ويوجد مركز شباب بجواره يَبعد عنه 10: 15 مترًا.
اجابت دار الافتاء: " فيما يخص الصلاة خارج المسجد فانه من المُقَرَّر شرعًا أنَّه لا يُشْتَرَط في صحة الجمعة أن تُؤدَّى في المسجد؛ فَتَصِحُّ في الفضاء والمنازل متى كانت مستوفيةً للشروط والأركان، وهذا هو رأي جمهور الفقهاء والذي نَرى الإفتاء به كما في واقعة السؤال، ومن ثمَّ فإنَّ صلاة الجمعة في المكان الذي أشار إليه السائل صحيحةٌ شرعًا متى استوفت شرائطها".
اما بالنسبة للسؤال عن تقدم المأمومين على الامام فأنّه من المنصوص عليه فقهًا أنَّ من شروط صحة الجماعة ألَّا يتقدم المأموم على الإمام (في الصلاة في غير الكعبة)، فإنْ كانت الصلاة من قيام فالعبرةُ في صحَّة صلاة المُقْتَدِي ألَّا يتقدم مُؤخَّرُ قدمه على مُؤخَّرِ قَدَمِ الإمام، وإن كانت الصلاة من جلوس فالعبرة بعدم تَقَدّم عَجُزِ المأموم على عَجُزِ الإمام، فإنْ تقدَّم المأموم في ذلك لم تصحّ صلاته، أما إذا حاذاهُ فإنَّ صلاته تكون صحيحةً بلا كراهةٍ.
وقال الشافعية: تُكره محاذاةُ المأموم لإمامه. وقال المالكية: لا يُشْتَرَطُ في الاقتداء عدم تقدّم المأموم على الإمام؛ فلو تقدَّم المأمومُ على إمامه صَحَّت الصلاة على المعتمد، على أنّه يُكره التقدّم لغير الضرورة. وبهذا علم الجواب عن السؤال.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اترك تعليق