هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من القصص الإسلامي

أصحاب السبت وعقابهم الشديد

حدثت قصة أصحاب السبت في قرية يطلق عليها اسم "أيلة" كانت تقع علي شاطئ بحر القزم. يذكر أن ابن عباس قال: إن قوماً من بني إسرائيل في زمن داود- عليه السلام- سكنوا قرية علي شاطئ البحر بين مصر وحطين يقال لها "أيلة". ومن هنا ندرك أن أهل القرية هم من بني إسرائيل. ومعروف عن بني إسرائيل نقضهم للعهود وعدم الوفاء بها. ويذكر أن سكان هذه القرية كانوا يعملون في الصيد كما أن الله تعالي كان قد منعهم من الصيد في يوم السبت. وكان هذا هو بداية النهاية بالنسبة لهم.


 وجد أهل القرية أن الحيتان لا تأتي إلي شاطئهم إلا يوم السبت. ولأن الله حرم عليهم الصيد أو العمل في هذا اليوم فلم يكن هناك من يجرؤ علي الاقتراب من الشاطئ وصيد الحيتان. الغريب في الأمر أن الحيتان لم تكن تأتي سوي يوم السبت فقط. فإذا جاء اليوم التالي لم يكن هناك أي حوت علي الشاطئ. واستمر الحال علي ما هو عليه حتي قرر أحد سكان القرية بأن ينفذ خطة ماكرة. حيث قام بربط أحد الحيتان بالقرب من الشاطئ بحيث لا يهرب هذا الحوت بعيدا وذلك دون أن يقوم باصطياده حتي لا يخالف أمر الله تعالي.

 في صباح اليوم التالي وبينما كان الجميع ذاهبون للصيد قام هذا الرجل باصطياد الحوت لنفسه. ظل هذا الرجل يقوم بهذه الفعلة كل يوم سبت حتي علم أهل القرية ما يقوم به. فقرروا أن يفعلوا مثل ما يفعل. ولكن كل ذلك كان يحدث بدون مجاهرة بالفعل. كما أن الله تعالي لم يعاقبهم علي ما يقومون به. ولكن بعد فترة حدث المحظور وبدأ سكان القرية في صيد الحيتان في العلن بل وأخذوا يبيعونها في الأسواق متناسين بذلك أوامر الله تعالي بعدم الصيد يوم السبت.

 في ذلك قال رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام: "لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدني الحيل". قال الله تعالي أيضا في كتابه الكريم: "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ". فكان من صفات بني إسرائيل التضليل والخداع والمكر والتحايل من أجل تحليل ما قام الله عز وجل بتحريمه.

قال الشوكاني عما قام به بنو إسرائيل: فاحتالوا لصيدها. وحفروا الحفائر. وشقوا الجداول فكانت الحيتان تدخلها يوم السبت فيصيدونها يوم الأحد. هنا ظهر البعض من أهل القرية يحذرون قومهم الذين يقومون باصطياد الحيتان يوم السبت من غضب الله عز وجل وفي ذلك قال تعالي في كتابه الكريم: "وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةى مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَي رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ". ويقال إن الطائفة التي كانت لا تفعل الحرام قامت ببناء جدار بينها وبين من خالف أمر الله من أهل القرية. حتي إذا حل عليهم عقاب الله تعالي لا يصاب به الذين اتبعوا أوامر الله تعالي.

كان عقاب الله شديدا عليهم لدرجة لا يتخيلها أحد. فقد قام الله تعالي بمسخهم وتحولوا إلي قرود ولكن بعقول بشر. كان هذا ليدركوا مدي غضب الله عليهم وليكون جزاء لتحايلهم وفعل ما حرمه الله سبحانه وتعالي. ظل من خالف أمر الله من أهل القرية علي هيئة القردة لمدة 3 أيام. كانوا لا يأكلون ولا يشربون. ولم يكونوا يتناسلون أيضا حتي ماتوا جميعا جزاء لما ارتكبوا من مخالفة لأمر ربهم تبارك وتعالي. قال الله تعالي في كتابه الكريم: "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابي بَئِيسي بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ". ومن خلال هذه الآية نعلم أن الله لم يهلك جميع أهل القرية بل نجا الذين آمنوا ولم يخالفوا ما أمر الله به. أما الباقي فأصابهم العذاب الأليم جزاء لما قاموا به.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق