قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الرئاسية. دخلت الإدارة الأمريكية في سباق مع الزمن. في ظل احتمال وقوع هجوم إسرائيلي علي إيران خلال الأيام المقبلة.. وهذا واضح في الجهد الدبلوماسي الذي بذل في "الدقيقة 90" لمنع تصعيد واسع النطاق. إذ توجه المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلي لبنان. ويبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة في المنطقة اليوم.

يخشي الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس من أن يكون للتطورات في الأسبوعين المقبلين. خاصة في سيناريو الحرب الإقليمية. عواقب مباشرة علي نتائج الانتخابات الرئاسية. نظرا لأن هذا سباق متقارب للغاية بين هاريس وغريمها المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
يبدو أن الإدارة الأمريكية تستمد بصيص أمل من استشهاد زعيم حماس يحي السنوار لمحاولة تجديد الاتصالات للترويج لاتفاق جديد لعودة المحتجزين المتبقيين في غزة. وعددهم 101 محتجزا.  وتحقيق وقف إطلاق النار في الحرب علي غزة. مع دراسة خيارات "اليوم التالي.
أفاد مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس". بأن بلينكن سيصل إسرائيل. الثلاثاء. في زيارة تشمل عدة دول أخري بالشرق الأوسط.ووفق المصدر ذاته. فإن أهداف جولة بلينكن في المنطقة تشمل محاولة تجديد المفاوضات بشأن صفقة الأسري. والترويج لخطة اليوم التالي في غزة. والحرب في لبنان. ومناقشة الرد الإسرائيلي المرتقب علي إيران.
كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن. الخميس الماضي. أنه سيرسل وزير خارجيته إلي إسرائيل لمحاولة الدفع نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد اغتيال السنوار.
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية. أن من شأن بدء المفاوضات ان يؤدي. إلي تأجيل توقيت الهجوم علي إيران إلي ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر المقبل.
في الوقت نفسه. من المرجح أن يسعي بلينكن إلي تنسيق المواقف والتأكد من أن أهداف الهجوم الإسرائيلية تتماشي مع الخطوط الحمراء التي حددها الرئيس بايدن. وليس المنشآت النووية ولاالبنية التحتية للطاقة.
من جانبه. سيحاول هوكشتاين فحص ما إذا كان الواقع الجديد الذي نشأ في لبنان. في أعقاب اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر مما يجعل من الممكن الترويج لتسوية واسعة سواء علي الساحة الداخلية اللبنانية أو تجاه إسرائيل. الأمر الذي سيجعل من الممكن التوصل إلي تسوية شاملة.
وفي قلب الأهداف الرئيسية للإدارة الأمريكية تعزيز الحكومة المركزية. وتعيين قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون رئيساً للبنان. والاتفاق علي نشر قوات من الجيش اللبناني وربما أيضاً قوات دولية علي طول الحدود علي أساس قرار 1701.
وفي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت. أوضح هوكشتاين أنه لا أحد تمكن من احتواء الصراع في لبنان إذ خرجت الأمور عن السيطرة. معربا عن حزن عميق تجاه ما يعانيه الشعب اللبناني.وأضاف أن ربط مستقبل لبنان بأي نزاع في المنطقة ليس في مصلحة اللبنانيين. مشدداً علي ألا أحد فعل شيئا لتطبيق القرار 1701.
كما أوضح أنه يناقش في بيروت وضع لبنان علي مسار جديد من الاستقرار. حيث عقد مع رئيس البرلمان اللبناني حوارا بناء.ورأي أن العالم سيقف مع الحكومة اللبنانية إذا اتخذت القرارات التي تخدم مصالح الشعب. معتبرا أن عليها وضع احتياجات شعبها أولا. خصوصا وأن أمريكا مستعدة لدعمها.
أما عن الموقف الأمريكي الراغب بتعديل القرار 1701. فقال مبعوث واشنطن إن الولايات المتحدة ترغب لوقف النزاع في لبنان في أقرب وقت ممكن. لافتا إلي أنها تعمل مع لبنان وإسرائيل لإنهاء الصراع إلي الأبد.
وشدد هوكشتاين علي التزام الجميع بحل النزاع في لبنان وفقا للقرار 1701. خصوصا وأن إدارة بايدن تتطلع لضمان أن يكون هذا هو الصراع الأخير في لبنان لأجيال قادمة.كذلك رأي أنه كان بالإمكان التوصل لحل في لبنان لكنه قوبل بالرفض وخرجت الأمور عن السيطرة. وفق تعبيره.
ولفت إلي أن المجتمع الدولي ملتزم بدعم الجيش اللبناني لتحقيق السلام ووقف الأعمال العدائية. خصوصا وأنه قادر علي حماية لبنان وكافة المرافق.وأعلن أنه لن يخوض محادثات حول تعديل القرار 1701 بشأن لبنان. رغم أن التزام إسرائيل ولبنان به ليس كافيا. بحسب قوله.