هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مصر تحتفل بذكرى النصر العظيم الذي مازال محفوراً فى الأذهان

جنودنا سطروا ملحمة بطولية..
بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف وتلقين إسرائيل
درسا عسكريا فى الإرادة والمواجهة

والقدرة على إبتكار حلول غير تقليدية

51 عاما مرت على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة التى كانت شاهدة على قدرة الجيش المصرى وبسالة أفراده فى تحطيم المستحيل وتحقيق المعجزة.. ولا يزال العالم يدرس ويحلل مظاهر قدرة أفراد قواتنا المسلحة على تحطيم كل النظريات والاستراتيجيات الحربية.


فى كل عام تحتفل مصر بذكرى هذا الانتصار العظيم الذي مازال محفورا في أذهان الجميع سواء من عاصروه أو حتي ومن لم يحالفهم الحظ لحضوره من الأجيال التالية. فيكفينا شرفا ما يرويه أبطال هذه الحرب وما سطره التاريخ عن تلك الملحمة البطولية الفريدة من نوعها التي قام فيها جنودنا بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف وتلقين إسرائيل درسا عسكريا في الإرادة والمواجهة والقدرة علي ابتكار حلول غير تقليدية.

اللواء محمد فكري:
خطة الخداع الاستراتيجي.. سهلت عبور80 ألف
مقاتل خلال الساعات الأولي من المعركة

قواتنا المصرية نجحت في توجيه ضربات قوية للجانب
الإسرائيلي وإسقاط العديد من الأسري وتدمير دباباتهم

8 أكتوبر كان ملحمة خاصة.. ونجحنا فى الاستيلاء
على جبل المر فى اليوم التالى

قال اللواء أ.ح محمد فكري، من سلاح المشاة، أحد أبطال انتصارات أكتوبر المجيدة، إنه حضر حرب الاستنزاف بالكامل في مدينة السويس، مع الفرقة 19 مشاة، وكان في هذا الوقت تتم المساعدة والمشاركة في تجهيزات غرب القناة.. مشيرًا إلي أنه حضر جميع مراحل حرب الاستنزاف، بداية من الردع والصمود، ثم مرحلة الاستنزاف، أو الدفاع النشط، واشتبكنا مع العدو اشتباكات كثيرة.

وأوضح انه استطاع العبور في حرب الاستنزاف عام 1969، واستطلع إحدي النقاط القوية للعدو، وقام بنفسه بأخذ فكرة عن المداخل والمخارج لنقاط العدم التي كانت تخدم قواتنا أثناء هجومها على هذه النقاط.

وأشار الي أنه أثناء حرب أكتوبر، بعد انتهاء حرب الاستنزاف، بدأت القوات المسلحة لإعداد خطة الخداع الاستراتيجي، ثم بدأت في مرحلة التحرير، منوهًا إلي أن عملية الخداع الاستراتيجي هي التي سهلت عملية العبور، والتدفق بحوالي 80 ألف مقاتل خلال الساعات الأولي من المعركة.

وعن أبرز المعارك التي خاضها.. قال إن الجيش الثالث معروف فيه أن الفرقة 19 استولت علي منطقة عيون موسي، وكانت تحتوي علي 6 مدافع رئيسية، وحررت الكثير من المناطق، بالإضافة إلي معركة "تبّة الشجرة" ومعركة "الطالية"، ومعركة "القنطرة شرق" كل هذه المعارك كانت يوم 8 أكتوبر 1973م.

أضاف: كنا جاهزين للتطوير من بعد هذه المعارك. حيث مهدت لنا كل معارك 8 أكتوبر أن نهاجم سريعًا.. حيث كان يوم 8 أكتوبر ملحمة خاصة لأن كل المعارك الرئيسية تمت يوم 8 أكتوبر".

وتابع: "كنا نريد أن نستثمر نجاح 8 أكتوبر، وفي يوم 9 أكتوبر كنت في معركة جبل المُر وتم تكليفنا بالاستيلاء على جبل المُر،
وأضاف: استطاعت قواتنا المصرية توجيه ضربات قوية للجانب الإسرائيلي وإسقاط العديد من الأسري وتدمير دباباتهم التي كانوا يتباهون بأنها "قوة الصدمة"، كما أن دفاعنا الجوي أسقط العديد من الصواريخ، وبهذا قُطعت يد إسرائيل التي كانت تتشدق بها وأنها الجيش الذي لا يقهر.

السفير جمال بيومي.. يروي ذكرياته عن انتصارات أكتوبر
قال لـ"الجمهورية أون لاين":

قواتنا حققت معجزة عسكرية.. ونجحت في عبور آلاف المقاتلين في وقت قياسي
سمعت الخبر وأنا في البرازيل.. ولم تكن لدينا أنباء موثقة
وسائل الإعلام هناك أقبلت علينا.. وكان هناك تعاطف كبير مع مصر

3 أسباب للهزيمة.. كما خرج بها الكتاب الإسرائيلي "التقصير"
خطأ المخابرات الإسرائيلية..  وعجزها عن استخلاص النتائج

خطأ القيادة العليا للجيش.. وسقوطها في مصيدة الخداع المصرية
خطأ الحكومة الإسرائيلية.. بعدم تقديرها للأمور

الجنرال مندلر قائد القوات المدرعة الإسرائيلية..
كان يصرخ لقائد جبهة سيناء: "الوضع ميئوس منه"

رئيس المخابرات الإسرائيلية أرسل برقية من لندن
لـ"ديان" الساعة الرابعة عصراً يحذر من الهجوم المصري
ولم يكن يعلم أن قواتهم تُدك دكاً من ساعتين علي طول الجبهة

تحدث السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الاسبق والامين العام لاتحاد المستثمرين العرب لـ "الجمهورية أون لاين" عن ذكرياته عن انتصارات اكتوبر قائلا: "في الساعة السابعة من صباح يوم 6 أكتوبر 1973 نحو الرابعة بعد الظهر بتوقيت القاهرة، دق جرس التليفون فى بيتى فى ريو دى جانيرو / البرازيل، لأجد سكرتيرة السفارة، تقول أن القوات المصرية تشن هجوما مكثفا للعبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس وأنها تحقق نصرا عسكريا بارزا، ولم تكن لدينا أنباء موثقة من مصادر مصرية، وكانت الاتصالات التليفونية بالقاهرة- على هذا البعد فى ذلك الزمن - من المستحيلات، ثم ظهر جليا أن قواتنا تحقق معجزة عسكرية، ونجحت فى عبور آلاف المقاتلين فى وقت قياسى، وزاد من إحساسنا بالنصر أن وسائل الإعلام البرازيلية أقبلت علينا، فضلا عن التعاطف مع مصر التى تحتل دائما مكانة طيبة لدى الإعلام والرأي العام فى البرازيل.

الفشل بشهادة أهله:

من الكتب التى صدرت سنة 1974 عن حرب أكتوبر كتاب إسرائيلى عنوانه بالعبرية "المحدال" أى "التقصير"، ويكشف حجم الضربة المصرية، ومدي العجز والتقصير، واعترف مؤلفو الكتاب السبعة باستحالة مواصلة إخفاء الحقيقة، وأرجعوا التقصير لثلاثة خطوط رئيسية مأساوية وهي: خطأ المخابرات الإسرائيلية وعجزها عن تجميع واستخلاص النتائج، وخطأ القيادة العليا للجيش التي سقطت في مصيدة الخداع المصرية، وخطأ الحكومة الإسرائيلية ذاتها. بعدم تقديرها للأمور.

يقول الكتاب الاسرائيلي. أن صراخ الجنرال "ابراهام مندلر" قائد القوات المدرعة الاسرائيلية كان مسموعا وهو يتحدث مع الجنرال "جنين"، قائد جبهة سيناء ويقول: "الوضع ميئوس منه" ويحدد مكانه، عندما أصابه صاروخ مصرى مباشر، نتيجة للتنصت المصرى على المكالمة.

وأكثر ما أثار الدهشة، هو أن القوات المصرية كانت قد أجرت على الضفة الغربية للقناة مناورة للعبور شملت كل التفاصيل، ورصدتها عيون القوات الإسرائيلية، ويجمع المؤلفون السبعة - ان عبور القوات المصرية بعد ظهر 6 أكتوبر جاء طبقا لهذه الخطة المعلنة دون تغيير، وهذا يثبت الذكاء المصري، والغرور الإسرائيلى الذى بعث الله به ليعمى أبصارهم عن الصاعقة التى نزلت عليهم.

قال موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي: "لن أنسي أن رئيس مخابراتنا "زامير" أرسل برقية من لندن الساعة الرابعة وخمس دقائق يوم 6 أكتوبر يحذرنا من أن المصريين "سيهاجمون" إسرائيل، ولم يكن يعلم أن قوات إسرائيل تُدك دكا من ساعتين علي طول الجبهة، بينما رئيس مخابراتنا يحذرنا من المصيبة بعد وقوعها بساعتين؟!".

وفى 18 نوفمبر 1973، قررت الحكومة الإسرائيلية تشكيل "لجنة اجرانات" برئاسة رئيس المحكمة العليا، للتحقيق فى أسباب الهزة التي اصابت اسرائيل نتيجة الحرب، والعيوب التي أخفت الهجوم المفاجيء، وفي تقريرها القت اللجنة بمسئولية الأخطاء الجسيمة علي رئيس شعبة المخابرات العسكرية وعلي مساعدوه.. حيث فشلوا جميعا فى التحذير من الهجوم المصري فى الوقت المناسب.

علاقات مصر الخارجية

وقال السفير جمال بيومي "قابلت اللورد كارادون" مرتين، الأولي في سنة 1968 في بوخارست/ رومانيا، عندما طلبت مني وزارة الخارجية أن أمثل مصر في اجتماع لجنة التنسيق والبرامج للأمم المتحدة، والتي كانت تخطط لبرنامج العقد الثاني للتنمية الاقتصادية، فوجدتني- وأنا سكرتير ثاني - أجلس إلي مائدة يفتتحها الرئيس "شاوشسكو" ويرأسها سكرتير عام الأمم المتحدة "أوثانت"، وتضم رئيس البنك الدولي "روبرت ماكنمارا" ومدير عام منظمة التنمية الصناعية UNIDO الدكتور حلمي عبد الرحمن وغيرهم، ومع ممثلي 8 دول اختارها الأمين العام أذكر من بينها الولايات المتحدة والأردن، وبريطانيا التي مثلها "اللورد كارادون"، والذي كان من حظيت بالجلوس بجواره وأن أسأله عن سر صياغته "الغريبة" لقرار مجلس الأمن رقم 242 الذي دعي إسرائيل للانسحاب من "أراض" احتلتها بعد 5 يونيو 1967، ولماذا لم يستخدم كلمة الأراضي، الملزمة بالانسحاب من "كل" الأراضي.

فأجاب بصراحة: أن الصياغة جاءت لتعكس حقيقة أوضاع القوى المحاربة على الأرض، فوضع القوات المصرية سنة 1967 لم يكن مريحا، ولهذا ما كانت إسرائيل لتوافق علي صياغة أخري، وما كانت الولايات المتحدة - وعلاقاتها مقطوعة مع مصر - لتسمح بصدور قرار واضح وقاطع في مسألة الانسحاب. ولهذا استخدم هذه الصياغة ليفسرها كل طرف بما يجعله يوافق عليها.

في المرة التالية، التقيت اللورد كارادون في بون/ألمانيا سنة 1985 فى ندوة دعت إليها مؤسسة "كونراد أديناور"، حول مستقبل السلام في الشرق الأوسط. فسألته - مرة أخري - عن رأيه بعد أن استردت مصر كامل ترابها الوطني بعد انتصارات أكتوبر، وإطلاق مسيرة السلام، فأبدي رضاءه التام عن هذه النتيجة، وأضاف أنه كان يراهن على أن مصر بحجمها وبقدراتها لن تقبل أن تظل أراضيها محتلة، ففرضت علي إسرائيل الانسحاب بشن حرب التحرير وباطلاق مبادرات السلام، وكان حديثه يعبر عن الفرق بين أن تتفاوض دولة محتلة، وأن تتفاوض بعد أن حررت أراضيها فى معركة انتهت بالانتصار.

كل عام ومصرنا وشعبها بكل خير، وروح انتصارات أكتوبر تلهمنا تحقيق المزيد من أجل مصر، وأمجاد متوالية فى مجال النمو والرخاء للشعب المصرى.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق