اكد الدكتور محمد مختار جمعة الاستاذ بجامعة الازهر الشريف _ان بر الوالدينِ مِن أعظَمِ الأعمالِ الَّتي أوْصى اللهُ سُبحانه بها عباده
وبين ان مِن عظمة الإسلامِ أنْ جَعَل هذا البِرَّ لا يَقتصِرُ نفْعُه عليهما فقطْ في حياتهما ؛ بلْ يَتعدَّى لِأصدقائهِما وأحِبَّائهِما بعْدَ مَوتِهما .
وبين ان ذلك تعظيماً لشأن الوفاء للوالدين في حياتهما وبعد وفاتهما ببر من كان يودهما أو يودانه في حياتهما .
واستشهد على ذلك بما ورد عنه صل الله عليه وسلم " إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيه بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ"
وبما ورد عن عبد الله بن دينار رضي الله عنه أن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذَا خَرَجَ إلى مَكَّةَ ، كان له حِمَارٌ يَتَرَوَّحُ عليه إذَا مَلَّ رُكُوبَ الرَّاحِلَةِ، وَعِمَامَةٌ يَشُدُّ بهَا رَأْسَهُ، فَبيْنَا هو يَوْمًا علَى ذلكَ الحِمَارِ، إذْ مَرَّ به أَعْرَابِيٌّ، فَقالَ: أَلَسْتَ ابْنَ فُلَانِ بنِ فُلَانٍ؟ قالَ: بَلَى، فأعْطَاهُ الحِمَارَ، وَقالَ: ارْكَبْ هذا، وَالْعِمَامَةَ، قالَ: اشْدُدْ بهَا رَأْسَكَ، فَقالَ له بَعْضُ أَصْحَابِهِ: غَفَرَ اللَّهُ لكَ! أَعْطَيْتَ هذا الأعْرَابِيَّ حِمَارًا كُنْتَ تَرَوَّحُ عليه، وَعِمَامَةً كُنْتَ تَشُدُّ بهَا رَأْسَكَ، فَقالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ:
"إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ "وإنَّ أَبَاهُ كانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ .
اترك تعليق