لسورة الكهف فضائل كثيرة. وورد فيها أحاديث عديدة عن النبي صلي الله عليه وسلم وآله وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف. عصم من فتنة الدجال".. وقوله صلي الله عليه وسلم: "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف. عصم من فتنة الدجال".. وأيضا: "من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الكهف. عصم من فتنة الدجال".. وكذلك "من قرأ سورة الكهف. كانت له نورًا من مقامه إلي مكة. ومن قرأ عشر آيات من آخرها. ثم خرج الدجال. لم يضره".

أما عن فضل قراءتها يوم الجمعة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من قرأ الكهف يوم الجمعة. فهو معصوم إلي ثمانية أيام من كل فتنة تكون. فإن خرج الدجال. عصم منه".. وقوله صلي الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة. أضاء له من النور ما بين الجمعتين".. وقوله: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة. سطع له نور من تحت قدمه إلي عنان السماء. يضيء له يوم القيامة. وغفر له ما بين الجمعتين".. ووقت قراءة سورة الكهف يبدأ من بعد غروب شمس يوم الخميس حتي غروب شمس يوم الجمعة.

وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض. ولكاتبها من الأجر مثل ذلك. ومن قرأها يوم الجمعة. غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخري. وزيادة ثلاثة أيام. ومن قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه. بعثه الله من أي الليل شاء؟ قالوا: بلي -يا رسول الله-. قال: سورة أصحاب الكهف".. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم أيضا: "البيت الذي تقرأ فيه سورة الكهف. لا يدخله شيطان تلك الليلة".. وأخرج البخاري. ومسلم. وغيرهما. عن البراء قال: قرأ رجل سورة الكهف. وفي الدار دابة. فجعلت تنفر. فنظر. فإذا ضبابة. أو سحابة قد غشيته. فذكر ذلك للنبي صلي الله عليه وسلم. فقال: اقرأ فلان. فإن السكينة نزلت للقرآن. وهذا الذي كان يقرأ هو أسيد بن حضير. كما بينه الطبراني.

وسورة الكهف من أواخر السور المكية التي نزلت علي النبي صلي الله عليه وسلم في مكة المكرمةپقبل الهجرة. في مطلعها تفتتح بالثناء علي الله- تعالي- وبالتنويه بشأن النبي صلي الله عليه وسلم وبالقرآن الذي نزل عليه ثم تنذر الذين نسبوا إلي الله- عز وجل- مالا يليق به. وتصمهم بأقبح ألوان الكذب. ثم تنهي النبي صلي الله عليه وسلم عن التأسف عليهم. بسبب إصرارهم علي كفرهم.. ثم ساقت السورة بعد ذلك فيما يقرب من عشرين آية قصة أصحاب الكهف. ثم أمرت السورة الكريمة النبي صلي الله عليه وسلم برعاية الفقراء من أصحابه. ومدحتهم بأنهم يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه.. كما أمرته بأن يجهر بكلمة الحق. فمن شاء بعد ذلك فليؤمن ومن شاء فليكفر. فإن الله- تعالي- قد أعد لكل فريق ما يستحقه من ثواب أو عقاب.

ثم ضربت السورة الكريمة مثلا للشاكرين والجاحدين. من خلال المحاورة الرائعة التي دارت بين صاحب الجنتين الغني المغرور. وبين صديقه الفقير المؤمن الشكور. وختمت هذه المحاورة ببيان العاقبة السيئة لهذا الجاهل الجاحد.. وبعدها ذكرت السورة الكريمة طرفا من قصة آدم وإبليس. بعد كل ذلك ساقت في أكثر من عشرين آية قصة موسي مع الخضر- عليهما السلام- وحكت ما دار بينهما من محاورات.. ثم جاءت قصة ذي القرنين في ست عشرة آية. ثم ختمت السورة الكريمة ببيان ما أعده- سبحانه- للكافرين من سوء العذاب وما أعده للمؤمنين من جزيل الثواب. وببيان مظاهر قدرته. - عز وجل- التي توجب علي كل عاقل أن يخلص له العبادة والطاعة.