هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من القصص الإسلامي.. فتح سمرقند

تدلل قصة فتح سمرقند "ثاني أكبر مدن أوزبكستان". عام 93هـ. علي عظمة العدل. حيث روي أنه في خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز. خامس الخلفاء الراشدين. كان القائد قتيبة بن مسلم الباهلي يفتح المدن والأمصار. وقد فتح الله تعالي علي يديه مدينة سمرقند.. لكنه افتتحها بدون أن يدعوَ أهلها للإسلام أو الجزية. أو يمهلهم ثلاثاً كعادة المسلمين. ثم يبدأ القتال.


فلما علم أهل سمرقند بأن هذا الأمر مخالف للإسلام. كتب كهنتها رسالة إلي خليفة المسلمين. مع رسول من أهل سمرقند. وقد روي قائلاً: أخذت أتنقّل من بلد إلي بلد أشهراً حتي وصلت إلي دمشق دار الخلافة. فلما وصلت أخذت أتنقل في أحيائها وأُحدِّث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان. فلما رأيت أعظم بناء في المدينة. دخلت إليه وإذا أناس يدخلون ويخرجون ويركعون ويسجدون. وإذا بحلقات هذا البناء. فقلت لأحدهم أهذه دار الوالي؟

قال: لا. بل هذا هو المسجد. صليت؟.. قلت: وما صليت؟ قال: وما دينك؟.. قلت: علي دين أهل سمرقند. فجعل يحدثني عن الإسلام حتي اعتنقته وشهدت بالشهادتين ثم قلت له: أنا رجل غريب أريد السلطان دلّني عليه يرحمك الله؟.. قال: أتعني أمير المؤمنين؟ قلت: نعم.. قال: اسلك ذلك الطريق حتي تصل إلي تلك الدار وأشار إلي دار من طين.. فقلت: أتهزأ بي؟.. قال: لا. ولكن اسلك هذا الطريق فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده.

فذهبت واقتربت وإذا برجل يأخذ طيناً ويسدّ به ثُلمة في الدار وامرأة تناوله الطين» فطرقت الباب وذهبت المرأة وخرج الرجل فسلّم عليَّ ورحّب بي وغسّل يديه. وقال: ما تريد؟.. قلت: سيدي. إني صاحب مظلمة لأهل سمرقند. جئت أشكو إليك القائد قتيبة بن مسلم. وقد علمنا عدلكم وطمعنا أن تنصفنا. وأن قتيبة قد أخذنا علي غرّة. وقد علمنا أنه من عاداتكم أن تنذر القوم ثلاثة أيام تخيروهم فيها بين الإسلام أو الجزية أو القتال.

فما كان من خليفة المسلمين إلا أن قرأها ثم قلبها وكتب علي ظهرها: "من عبد الله عمر بن عبدالعزيز إلي عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا". ثم ختمها وناولنيها.. فانطلقت أقول: فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق.

وعدت بفضل الله مسلماً. كلما دخلت بلداً صليت بمسجده وأكرمني أهله. فلما وصلت إلي سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم الأرض وضاقت عليهم بما رحبت. ذهبوا بها إلي عامل عمر بن عبدالعزيز علي سمرقند. فنصّب لهم القاضي جُمَيْع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم. ثم اجتمعوا في يوم وسألناه دعوانا فقلنا: اجتاحنا قتيبة. ولم يدعنا إلي الإسلام ويمهلنا لننظر في أمرنا. فقال القاضي لخليفة قتيبة "عبد الله بن مسلم": ما تقول؟

قال: لقد كانت أرضهم خصبة وواسعة فخشي قتيبة إن أذنهم وأمهلهم أن يتحصنوا عليه.

قال القاضي: لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله وما خرجنا فاتحين للأرض أشراً وبطراً. ثم أصدر القاضي حكمه. قائلاً: حكمت أن تخرج جيوش المسلمين جميعاً من سمرقند خفافاً كما دخلوها خلال ثلاثة أيام. ويتم رد البلد إلي أهله ويعطيهم الفرصة للاستعداد للقتال. ثم ينذرون ويخيرون بين الإسلام أو الجزية أو الحرب. فإن اختار الحرب كان القتال. وذلك تطبيق لشرع الله وسُنة نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم.

فما غربت شمس ذلك اليوم ورجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند. خرج الجيش كله ودعوهم إلي الإسلام أو الجزية أو القتال.. فلما رأي أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة علي جيشها وقائدها. قالوا: هذه أمة حُكمُها رحمة ونعمة. فدخل أغلبهم في دين الله وفُرضت الجزية علي الباقين.
      
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق