من أخف الممثلين و أصدقهم ، وكان وجوده فى اي عمل فني يعد اضافة حقيقية له ، وقد كان موهوبا فى اداء ادوار الشرير مثلما كان متميزا فى الكوميديا ، أسمه الكامل "المنتصر بالله رياض عبدالسيد"، ولد فى 21 فبراير 1950 ، حصل على بكالوريوس فنون مسرحية عام 1969 ثم ماجيستير فنون مسرحية عام 1977، بدأ مشواره مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح في أوائل السبعينيات، وفي تلك الفترة شارك في العديد من الأعمال ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، منها "الدوامة، الدنيا لما تلف، فيفا زلاطا"، لتتوالى أعماله بعدها حيث شارك في عشرات الأعمال من أبرزها "شارع محمد علي، أبناء ولكن، ضد الحكومة".
وأشتهر المنتصر بالله بأداء الأدوار المساندة، لا سيما الكوميدية والشريرة وصعد نجم المنتصر بالله سريعا مع تألقه في أداء الأدوار الكوميدية، ورغم أنه لم يحصل على بطولات مطلقة فإنه لاقى إعجاب الجماهير وكون قاعدة شعبية كبيرة.
ويمتلك الراحل رصيدا فنيا كبيرا، وكانت أهم أعماله السينمائية "تجيبها كده تجيلها كده هي كده"، و"يا تحب يا تقب" و"ضد الحكومة"، وفي المسرح قدم مجموعة كبيرة من الأعمال أهمها "شارع محمد علي" و"علشان خاطر عيونك" و"العالمة باشا"، أما أبرز مساهماته التلفزيونية فهي "أرابيسك" و"أنا وانت وبابا في المشمش" و"أبناء ولكن".
وبالرغم من النجاح الذى حققه والعلاقات القوية التى كانت تربطه بزملائه من الوسط الفني ، إلا انه عاني من محنة المرض لمدة 4 سنوات ، فالرجل الذي طالما أضحك الملايين، وانتزع من همومهم ضحكة امتزج فيها الفن بالبراءة الإنسانية، لم يحسب حساب هذه اللحظة الموجعة، التي جعلته طيلة هذه السنوات أسير منزله ، بعد أن داهمته جلطة حادة في المخ، واكتشف خلالها معادن الرجال والأصدقاء ، ورغم المرض لم يظهر المنتصر باالله منكسرا او حزينا ، بسبب الحب الذي لاقاه من الجمهور و كان بالنسبة له أغلى ما لديه في ذلك الوقت ، بل حاول أن يمسك ببسمة واحدة من ملايين البسمات التي رسمها على شفاه محبيه في مصر والعالم العربي عبر تقديمه اكثر من 54 عملا فنيا تنوعت ما بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات، منها: "سواق الأتوبيس"، "الشيطانة التي أحبتني"، "أنا وأنت وبابا في المشمش"، "أرابيسك"، "علشان خاطر عيونك"، "شارع محمد علي".. وغيرها.
تعرض المنتصر بالله إلى العديد من الشائعات التي لاحقته، مثل علاقته بالرئيس السابق حسني مبارك إذ انتشرت شائعة ان الرئيس الراحل كان يحلو له ان يطلبه ليقوم بإضحاكه ، وهي شائعة عارية تماما من الحقيقة ، ونفى وقتها أي ارتباط به ، و أكد أنه احتفظ بعلاقة احترام مع النظام السابق.
رغم كل المحن، عاش المنتصر بالله على الأمل، مقتنعًا بأن الحياة لا يمكن أن تخلو منه، مستذكرًا دور أسرته وأصدقائه الذين وقفوا بجانبه في أصعب اللحظات. اعتبر قصته ملهمة تعكس قوة الإرادة وصراع الفن مع تحديات الحياة.
رحل عن عالمنا فى 26 سبتمبر 2020
اترك تعليق