للوهلة الاولى وقبل التدقيق قد نعتقد ان هناك تعارضاً بين ما اوجبه الشرع الشريف من انكار الباطل والذى قال فيه النبى صل الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرًا فليغيرْه بيدِه فإن لم يستطعْ فبلسانِه . فإن لم يستطعْ فبقلبِه . وذلك أضعفُ الإيمانِ"
وبين مقولة "اميتوا الباطل بالسكوت "والتى قال فيها العلماء ان مقولة: "أميتوا الباطل بالسكوت عنه" لا نعلم لها أصلا مرويا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: إن لله عبادا يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحق بذكره.
وبالتوفيق بينهما نجد ان الشريعة الاسلامية تشجع على مواجهة الباطل والتصدي له _ولكن بالنظر الى مقولة "أميتوا الباطل بالسكوت" نجدها تُشير إلى الحكمة في التعامل مع الباطل في بعض الحالات التى يُجدى فيها تجاهله فى الحد من انتشاره
لذا قد يكون الحل الأفضل في بعض المواقف هو تجنبه وعدم إعطائه قوة بالحوار أو المناقشة المستمرة.
اما عن ضوابط هذا التوفيق وكيفية التعامل مع كل واقعة على حده يكون الحكم والحكمة فيها للعلماء والفقهاء والمتخصصين فى المؤسسات الدينية وذلك لان معيار ضرورة المواجهة او السكوت عنها يكون لعدم انتشار الضرر وتقليل تأثير الباطل بأختيار الوسيلة المُناسبة
وعلى هذا يتأكد لنا انه لا يوجد تعارض جوهري وإنما يعتمد الأمر على تقدير الموقف واختيار الوسيلة المناسبة التي تحقق الغرض الأكبر وهو إزالة المنكر وتقليل تأثير الباطل.
اترك تعليق