رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
نعيش ونفتكر
رتيبة الحفني: رائدة الموسيقى العربية وأول سيدة قادت أوركسترا في مصر
رتيبة الحفني هي واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ الموسيقى المصرية والعربية، وتمثل نموذجًا للمرأة الرائدة في مجال الموسيقى والفن.
ولدت رتيبة الحفني في القاهرة في 2 ديسمبر 1931 لأسرة فنية عريقة، حيث كان والدها الموسيقار محمود الحفني، من رواد الموسيقى العربية.
منذ طفولتها، أظهرت رتيبة الحفني موهبة استثنائية في الموسيقى، مما دفع أسرتها إلى تشجيعها على متابعة شغفها الفني.
حصلت على دراسات متقدمة في الموسيقى من أكاديمية فيينا للموسيقى، حيث تخصصت في الغناء الأوبرالي والموسيقى العربية، وهو ما أضاف إلى ثقافتها الموسيقية تنوعًا كبيرًا.
كانت رتيبة الحفني أول سيدة تقود أوركسترا في مصر، وهو إنجاز غير مسبوق في المجتمع الموسيقي العربي.
شغلت مناصب عدة خلال مسيرتها، أبرزها منصب عميدة المعهد العالي للموسيقى العربية، وأيضًا رئاسة دار الأوبرا المصرية. لعبت دورًا كبيرًا في تطوير دار الأوبرا بعد إعادة افتتاحها عام 1988.
من أهم إسهاماتها، تأسيس مهرجان الموسيقى العربية، والذي لا يزال يُعقد سنويًا في القاهرة ويعد من أهم المحافل الموسيقية التي تساهم في الحفاظ على التراث الموسيقي العربي وتعزيزه.
لم تقتصر إسهامات رتيبة الحفني على الحقل الأكاديمي فقط، بل كانت أيضًا مغنية وعازفة متميزة ، قدمت العديد من الأعمال الغنائية في الأوبرا المصرية، وكان لها تأثير كبير في إحياء وتطوير الموسيقى العربية. إلى جانب ذلك، كانت تعمل على توثيق التراث الموسيقي وتدريسه للأجيال القادمة، مما ساهم في إثراء الساحة الموسيقية بالعديد من المواهب.
حظيت رتيبة الحفني بتكريمات عديدة من مؤسسات فنية وثقافية محلية ودولية. حصلت على العديد من الجوائز تقديرًا لدورها الريادي في تطوير الموسيقى في مصر والعالم العربي، وأبرزها جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2004.
توفيت رتيبة الحفني في 16 سبتمبر 2013، لكنها تركت وراءها إرثًا فنيًا خالدًا. كانت رمزًا للإبداع الموسيقي والالتزام بتطوير الفن العربي الأصيل، وفتحت الباب أمام الأجيال الجديدة من الفنانات المصريات والعربيات للمساهمة في مجال الموسيقى.
تمثل رتيبة الحفني قصة نجاح استثنائية لامرأة مصرية استطاعت تحقيق إنجازات هامة في مجال الموسيقى، ليس فقط على مستوى مصر بل على المستوى العالمي، وستظل ذكراها باقية عبر أعمالها وإسهاماتها الكبيرة في تطوير الفن والموسيقى.
اترك تعليق