في مثل هذا اليوم، الثامن من سبتمبر، نستذكر الفنانة السودانية "ستونة" التي كانت رمزًا من رموز الإبداع السوداني، وأحد الوجوه المميزة في الساحة الفنية المصرية.
ولدت ستونة في الخرطوم، ونشأت في بيئة مفعمة بالفن والتراث السوداني، مما ساهم في تكوين شخصيتها الفنية الفريدة التي جمعت بين جمال الصوت وحضور المسرح.
انتقلت "ستونة " إلى مصر في تسعينيات القرن الماضي، حيث فتحت لنفسها طريقًا في مجال الغناء والتمثيل.
أشتهرت بأدائها للأغاني السودانية الأصيلة، التي كانت تقدمها بطابعها الخاص، وبأغنيتها الشهيرة "شوكولاتة"، التي أصبحت علامة مميزة لجمهورها المصري.
لم تقتصر مسيرة ستونة على الغناء فقط، بل امتدت إلى التمثيل، حيث شاركت في عدة أفلام مصرية شهيرة، كان أبرزها فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، حيث لعبت دورًا لافتًا إلى جانب النجم محمد هنيدي. وقد أثبتت من خلال هذا الدور أنها فنانة متعددة المواهب، قادرة على تقديم أدوار تمثيلية بجانب أدائها الغنائي.
بالإضافة إلى مسيرتها الفنية، كانت ستونة ترتبط بمصر بشكل وثيق، حيث استقرت فيها لفترة طويلة وعاشت مع أسرتها هناك. تمكنت من بناء علاقات عائلية قوية في مصر، ما ساعدها على التأقلم مع المجتمع المصري والاندماج في الوسط الفني.
بعيدًا عن الفن، عملت ستونة في مجال تصميم الأزياء، وهو جانب آخر من جوانب إبداعها. كانت تهتم بتصميم الملابس المستوحاة من التراث السوداني، مع لمسات عصرية. هذا العمل لم يكن مجرد وظيفة بالنسبة لها، بل كان وسيلة للتعبير عن هويتها السودانية والمحافظة على التراث الثقافي لبلادها.
إلى جانب تصميم الأزياء، كانت ستونة تشارك في تنظيم فعاليات ثقافية وفنية، مما جعلها حلقة وصل بين الفن السوداني والمصري، ومساهمة في نشر الثقافة السودانية بين الجمهور المصري.
رحلت ستونة عن عالمنا في الثامن من سبتمبر 2020، تاركة وراءها إرثًا فنيًا مميزًا يحفظه لها جمهورها في السودان ومصر. وعلى الرغم من مرور السنوات على رحيلها، إلا أن أعمالها ما زالت حاضرة في ذاكرة محبيها، خاصة أغنياتها التي شكلت جزءًا من الهوية الثقافية السودانية في مصر.
ستظل ستونة رمزًا للتنوع الفني والثقافي، وتبقى ذكراها خالدة في قلوب من أحبوا فنها وتميزها.
اترك تعليق