هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أنوار قرآنية

سورة النور تشع في كل حروفها

سورة "النور" سميت بذلك لقوله تعالي فيها: الله نور السماوات والأرض.. قال الشيخپأبو زهرةپرحمه الله: وإنها لو سميت سورة "الأسرة" لكانت جديرة بهذا الاسم.. وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله: وإذا استقرأنا موضوع المسمَّي. أو المعنون له بسورة "النور" نجد النور شائعاً في كل أعطافها -لا أقول آياتها ولا أقول كلماتها- ولكن النور شائع في كل حروفها. قالوا: لأن النور من الألفاظ التي يدل عليها نطقها. ويعرِّفها أكثر من أي تعريف آخر. فالناس تعرف النور بمجرد نطق هذه الكلمة. والنور لا يُعْرَف إلا بحقيقة ما يؤديه. وهو ما تتضح به المرئيات. وتتجلي به الكائنات. فلولا هذا النور ما كنا نري شيئاً.


روي الطبري بسنده. قال: استعمل علي بن أبي طالب ابنَ عباس رضي الله عنهم علي الحج. قال: فخطب الناس خطبة. لو سمعها الترك والروم لأسلموا. ثم قرأ سورة النور. فجعل يفسرها. وفي رواية: والله لو سمعتها الترك لأسلموا.. وروي البيهقي وغيره قال: "علموا رجالكم سورة المائدة. وعلموا نسائكم سورة النور". وفي تفسير القرطبي أن عمر رضي الله عنه كتب إلي أهل الكوفة: "علموا نساءكم سورة النور".. والمحور العام الذي تدور حوله سورة النور هو محور التربية. قال القرطبي: مقصود هذه السورة ذكر أحكام العفاف والستر.

وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله: وسورة النور جاءت لتحمل نور المعنويات. نور القيم. نور التعامل. نور الأخلاق. نور الإدارة والتصرف. وما دام أن الله تعالي وضع لنا هذا النور فلا يصح للبشر أن يضعوا لأنفسهم قوانين أخري. لأنه كما قال سبحانه: ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور "النور:40". فلو لم تكن هذه الشمس ما استطاع أحد أن يصنع لنفسه نورا أبداً. فالحق تبارك وتعالي يريد لخليفته في أرضه أن يكون طاهراً شريفاً كريماً عزيزاً. لذلك وضع له من القوانين ما يكفل له هذه الغاية. وأول هذه القوانين وأهمها قانون التقاء الرجل والمرأة التقاء سليماً في وضح النهار. لينتج عن هذا اللقاء نسل طاهر جدير بخلافة الله في أرضه.

وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: "حصنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النور. وحصنوا بها نساءكم. فإن من أدمن قراءتها في كل يوم. أو في كل ليلة. لم ير أحد من أهل بيته سوءا حتي يموت. فإذا هو مات شيعه إلي قبره سبعون ألف ملك كلهم يدعون ويستغفرون اللّه له. حتي يدخل في قبره".. كما روي عن النبي صلّي اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: "من قرأ هذه السورة كان له من الحسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة عشر حسنات".

ونزلت سورة النور بعد سورة النصر وفيها نزلت براءة السيدة الطيبة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.. وقد اشتملت هذه السورة الكريمة. علي أحكام العفاف والستر وهما قوام المجتمع الصالح وبدونها تنحط المجتمعات ويصير أمرها فرطا. ويصبح الفرد إلي الحيوان الأعجم. أقرب منه إلي الإنسان العاقل.

ومن فضائل سورة النور أنها نزلت فيها براءة السيدة عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سماوات لما وقعت حادثة الإفك.. كما فرض فيها الحجاب علي المؤمنات وجاء الأمر بتعليمها للنساء.. وحذر فيها المولي سبحانه وتعالي من إشاعة الفاحشة في المجتمع. إذ إن انتشار الفاحشة في المجتمع من أهم عوامل هدمه وانهياره.. كما تحدثت السورة عن وسائل الوقاية من الجريمة.

وتجنيب النفوس أسباب الإغراء والغواية. وذلك ببيان آداب البيوت والاستئذان علي أهلها. والأمر بغض البصر والنهي عن إبداء الزينة للمحارم. والحث علي إنكاح الفتيان والفتيات غير المتزوجات. ولو كانوا فقراء. فإن الله سبحانه يغنيهم من فضله. فهو الغني الحميد.

والنهي عن البغاء ووسائله.. وألمحت السورة الكريمة إلي أن صلاح المجتمع يبتدئ من بيوت العبادة. ورأس العبادة الصلاة. فهي طهارة القلوب. والمجتمع الصالح ما قام إلا علي طهارة النفوس. فذكر سبحانه وتعالي المساجد ومكانتها. ومنزلة عمَّارها وروادها والمعلقة قلوبهم بها..





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق