صالح سعد كان مخرجًا مسرحيا بارزًا، عرف بتفانيه في مجال الفن والإخراج المسرحي. وُلد صالح سعد في فترة شهدت مصر فيها تطورات كبيرة في الفن والمسرح، مما أثر في مسيرته بشكل كبير وجعله يسعى دائمًا لتقديم أعمال ذات قيمة فنية عالية.
قدم صالح سعد عبر مسيرته العديد من الأعمال المسرحية التي لاقت استحسان النقاد والجمهور على حد سوا، فقد كانت لديه رؤية إخراجية خاصة، تجسد من خلالها اهتمامه بالتفاصيل وبناء المشاهد بطريقة تعكس قضايا المجتمع وتلامس قلوب المشاهدين.
لم يكن مجرد مخرج بل كان مثقفًا ومفكرًا يسعى دائمًا لتوظيف المسرح كوسيلة للتغيير الاجتماعي والثقافي.
للأسف، انتهت حياة صالح سعد بطريقة مأساوية في حريق بني سويف الشهير، الذي وقع في سبتمبر 2005. هذا الحريق كان من أسوأ الكوارث التي شهدتها مصر في تاريخها الحديث، حيث التهمت النيران المسرح الذي كان يعرض فيه صالح سعد إحدى أعماله، مما أدى إلى وفاته مع عدد كبير من الحضور والفنانين. كانت هذه الحادثة صدمة كبيرة للمجتمع الفني في مصر، وخسارة لا تعوض للفن المسرحي المصري.
ستظل ذكرى صالح سعد خالدة في قلوب محبيه وزملائه، وسيبقى اسمه مرتبطًا بالالتزام بالفن والإبداع حتى في أصعب الظروف.
صالح سعد أخرج عدة أعمال مسرحية خلال مسيرته، وترك بصمة واضحة في المسرح المصري. من بين الأعمال التي أخرجها: مسرحية "حروب الدخان": وهي إحدى أبرز أعماله، حيث تناولت قضايا اجتماعية مهمة بطريقة رمزية وملهمة و "الباب المغلق" عمل مسرحي آخر قدم فيه صالح سعد رؤية إخراجية مميزة، مما جعله يحظى بتقدير واسع من النقاد والجمهور ،و "قضية عم أحمد" في هذه المسرحية، تناول صالح سعد قضايا العدالة الاجتماعية من خلال حبكة درامية مؤثرة، وكانت تُعد من الأعمال التي أكدت على وعيه الاجتماعي العميق.
مسرحية "الليل وآخره" وهي من الأعمال التي أظهرت مهاراته في إدارة المشاهد المركبة والتعامل مع النصوص الأدبية الثقيلة.
هذه الأعمال وغيرها ساهمت في بناء سمعة صالح سعد كمخرج مبدع ومفكر، واكسبته مكانة مميزة في تاريخ المسرح المصري.
صالح سعد كان ينتمي إلى عائلة مصرية بسيطة، نشأ فيها على القيم الأصيلة والمحبة للفن والثقافة.
ورثت ابنتاه مريم ونغم صالح عشق الفن والثقافة عنه ورغم أن تفاصيل كثيرة عن حياته العائلية الخاصة غير متوفرة، إلا أنه يُعرف عنه أنه كان ملتزمًا بأسرته وكان يُكن لها حبًا واحترامًا كبيرين. بعد وفاته المأساوية في حريق بني سويف، أُصيبت عائلته والاسرة الفنية بصدمة كبيرة، حيث فقدوا شخصًا عزيزًا قدم الكثير للفن والمجتمع ومازالت ذكري صالح سعد في وجدان كل من عرفوه ..
رحم الله صالح سعد وكل من رحل معه في حريق بني سويف .
ترك وراءه عائلة محبة، تأثرت بشدة بفقدانه، وخلّف أيضًا إرثًا فنيًا يحكي عن موهبته وإبداعه.
رحل عن عالمنا في 5 سبتمبر 2005
اترك تعليق