هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"الأب" طفل في جسد رجل ثمانيني.. عندما أبدع "هوبكنز" فاستحق الأوسكار

هل سمعت عن لاعب كرة القدم عندما يكبر في السن يفكر بـ "عقله" في تنفيذ أداء حركي معين في الملعب. مراوغة أو تسديدة أو دوران أو الركض العكس مثلا. فتخونه عضلاته وجسمه ولياقته. فلا يستطيع أن ينفذ أوامر عقله؟!


في هذه الحالة. يقرر اللاعب الاعتزال. فلم يعد جسمه يستجيب لعقله عندما كان في بداية مشواره الرياضي في الملاعب.

نفس الحالة قد تصيب أي إنسان عادي في مرحلة الشيخوخة. ولكن الإصابة هذه المرة تكون في الذاكرة! تريد أن تنطق بكلمات أو تستدعي ذكريات أو تنادي علي أشخاص. لكن ذاكراتك لا تسعفك. تخونك! فتتلعثم في الكلام. وتتساقط "أوراقك" أمام عينيك وأنت في ذهول!

كيف لا تتذكر أسماء أقرب الناس إليك؟! كيف تنسي أشياءك أين وضعت؟!

هكذا عالج فيلم "الأب". للنجم الأسطوري العبقري السير "أتنوني هوبكنز" الذي استحق علي أدائه لدوره في هذا الفيلم جائزة الأوسكار كأفضل ممثل. ليكون أول ممثل في تاريخ السينما العالمية يفوز بهذه الجائزة بعد أن تخطي الثمانين من عمره. وهي الجائزة التي حصل عليها من قبل عن فيلم "صمت الحملان" قبلها بنحو 40 سنة تقريبا.

"الأب" في فيلمنا. مصاب بـ "ألزهايمر". والبعض يخطئ في اسم المرض ويطلقون عليه "زهايمر". ولكن المسمي الأول هو الصحيح. يعيش "أنتوني" وهو اسم البطل في الفيلم وفي الحقيقة. في شقة مع ابنته "آن". ويرفض تماما فكرة أنه مريض بألزهايمر. وقد ساءت حالته بعد رحيل ابنته الصغري "لوسي" في حادث سيارة. حتي أن عقله يرفض تماما تقبل موت ابنته. ويتعامل علي أنها ما زالت علي قيد الحياة.

"آن" تجد نفسها في ورطة كبيرة. بين رغبتها في العناية بوالدها. وبين رغبتها في الزواج. والانتقال مع زوجها من لندن إلي باريس. لا سيما وأن عمرها قد تجاوز الأربعين عاما. و"الأب" مرهف الحس. نقي السريرة. عيناه زرقاوتان. طفل صغير في جسد رجل كبير طاعن في السن!

يرفض "أنتوني" فكرة وجود ممرضة أو مساعدة في المنزل تهتم بشؤون حياته. ويتشبث بوجود "آن" بجواره كأم له. وليس ابنه! تحاول "آن" أن تفعل أقصي ما في وسعها. ولكن خطيبها يقنعها أن وجود "الأب" في مصحة متخصصة أفضل له ولها!

حقا أنها معضلة كبيرة. بين حب الأب والخوف عليه والرغبة في الاطمئنان عليه. وبين احتياجات الابنة كأنثي قارب قطر الحياة أن يفوتها! وأمام ذلك ترضخ "آن" إلي رغبة الخطيب. ويستيقظ "الأب" ليجد نفسه في مصحة للعناية بالمسنين. وقد مضت أيام وهو في هذا المكان دون أن يدري. فلم يعد الوقت له قيمة بالنسبة له. رغم حرصه الشديد طوال الوقت علي ارتداء "ساعة يد"!

المشهد الأخير في الفيلم بين "أنتوني" والممرضة "كاترين". ملاك الرحمة الحقيقي. الذي احتضن هذا "الأب". هو مشهد الأوسكار بحق. فأداء "أنتوني هوبكنز" في هذا المشهد خارق للطبيعة. لا يمكنك أن تصدق أن ما يحدث مجرد تمثيل.
رجل تجاوز الثمانين يبحث عن "أمه" ويعتقد أنها التي تركته في هذا المكان. وينتظر أن تأتي لتصحبه إلي المنزل. أراهنك أن تستطيع حبس دموعك لمدة 9 دقائق. هي مدة هذا المشهد الأخير من "الأب"!





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق