دعوة الوزير المتطرف تنذر بحرب دينية.. والفلسطينيون يطالبون بتحرك عاجل ضد مخطط الاحتلال

انتقادات داخل حكومة نتنياهو.. بعد التصريحات غير المسئولة

واصل الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن جفير. تصريحاته الاستفزازاية. إذ قال لإذاعة جيش الاحتلال.إنه يريد إقامة كنيس في المسجد الأقصي بمدينة القدس المحتلة.وتعتبر هذه التصريحات لبن جفير الأولي التي يتحدث فيها عن إقامة كنيس داخل المسجد الأقصي. بعد أن دعا مرات عديدة في الأشهر الماضية إلي السماح لليهود بالصلاة في الأقصي.

وأدانت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين. إعلان بن جفير نيته بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصي المبارك. واعتبرت ذلك سابقة خطيرة تفتح الباب واسعا لانفجار كبير في المنطقة وفي العالم. ودعت إلي مواجهة هذه الخطط قبل فوات الأوان.

وأكدت اللجنة في بيان صحفي أصدره رئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري. أن تلك التصريحات المتطرفة تأتي في إطار سياسة رسمية لحكومة الاحتلال المتطرفة التي انتهكت مرارا وتكرارا الوضع القانوني والتاريخي والديني القائم للمسجد الأقصي. في إطار سعيها إلي تنفيذ مشروعها التهويدي- الاستعماري في مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وأضافت أن تلك التصريحات المتطرفة جاءت بعد سلسلة طويلة من الاقتحامات التي قادها الوزير بن جفير ومجموعة من الوزراء والنواب. وتأديتهم طقوسا تلمودية. ورفع العلم الإسرائيلي في باحات الأقصي.وطالبت اللجنة المؤسسات الدولية ذات الصلة. وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وكنائس العالم. بإدانة هذه التصريحات العنصرية. والتحرك العاجل لإغلاق الباب أمام حرب دينية. لن يسلم أحد من نارها وتداعياتها الخطيرة. والتي يحاول وزراء حكومة التطرف في إسرائيل إشعالها بأقوالهم وأفعالهم التي تمسّ المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين.

من جهته. قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة. إن دعوات المتطرف بن جفير لإقامة كنيس داخل المسجد الأقصي المبارك. خطيرة جدا. مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لن يقبل المساس بالمسجد الأقصي المبارك. وهو خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقا.

وأضاف أبو ردينة. أن هذه الدعوات المرفوضة والمدانة للمساس بالمسجد الأقصي المبارك. هي محاولات لجر المنطقة إلي حرب دينية ستحرق الجميع. مؤكداً أن مساحة الحرم الشريف البالغة 144 دونما هي ملك للمسلمين فقط.ودعا أبو ردينة. المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية إلي التحرك الفوري للجم هذه الحكومة اليمينية المتطرفة. وإجبارها علي الالتزام بالوضع القانوني والتاريخي السائد في الحرم الشريف.

وأشار الناطق الرسمي باسم الرئاسة. إلي أن الدعم الأميركي السياسي والعسكري والمالي هو الذي شجع هؤلاء المتطرفين علي الاستمرار في عدوانهم علي الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.وأكد أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة في قطاع غزة. وقتل واعتقال وتدمير في الضفة الغربية بما فيها القدس. وعليها إجبار حليفها الاحتلال الإسرائيلي علي وقف عدوانه واعتداءاته وإرهاب مستعمريه.

كما أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني. روحي فتوح. التصريحات المتطرفة التي أدلي بها بن جفير. والتي دعا فيها إلي بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصي.واعتبر فتوح هذه التصريحات استفزازية وخطيرة ودعوة صريحة لارتكاب مجازر وتطهير عرقي. لما يمثله الأقصي من رمزية دينية وقدسية لدي الشعب الفلسطيني والمسلمين.

واتهم فتوح حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بوقوفها خلف تصريحات بن جفير. محذرا من المساس بالمسجد الأقصي المبارك. مؤكدا أن هذه الخطوات العنصرية والتصريحات هي إشعال نار بحقل من الألغام سوف تشعل المنطقة بأكملها. ولن تغير من واقع وحقيقة أن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.

ووجه قاضي قضاة فلسطين. مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش. نداء للعالم العربي والإسلامي وبالذات منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لإنقاذ المسجد الأقصي المبارك من المخططات الإجرامية التي ينفذها تحالف الإرهاب الإسرائيلي. بقيادة مجرمي الحرب بنيامين نتنياهو وبن جفير.

واعتبر الهباش في بيان صحفي. تصريحات الإرهابي بن جفير التي أعلن فيها صراحة أنه يريد هدم المسجد الأقصي وإقامة كنيس يهودي مكانه. إعلان حرب علي الإسلام والمسلمين. داعيا المجتمع الدولي لوقف هؤلاء الإرهابيين قبل فوات الأوان.وحذر الهباش من أن استمرار هذه الاعتداءات علي الأقصي المبارك سيشعل نار حرب دينية لا يمكن لأحد في العالم أن يتوقع مآلاتها وتبعاتها. وسيدفع العالم أجمع ثمن سكوته علي هذه الجرائم التي تغذيها خرافات وخزعبلات لا أساس لها في التاريخ والقانون الدولي.

وأكد أن ادعاءات رئيس حكومة الإجرام والقتل في إسرائيل بنيامين نتنياهو حول احترامه الوضع القائم في المسجد الأقصي ليست سوي محاولات خداع لذر الرماد في العيون. حيث أن المجرم بن جفير يعمل وينفذ مخططاته بتنسيق كامل مع رئيس الحكومة الذي يوفر له الدعم الكامل للمضي بمخططه الشيطاني تجاه المسجد الأقصي المبارك.

وطالب قاضي القضاة. العلماء ورجال الدين في العالم الإسلامي بأخذ زمام المبادرة والقيام بواجبهم الديني والأخلاقي تجاه قبلة المسلمين الأولي المسجد الاقصي المبارك واستنهاض شعوبهم ودولهم للدفاع عن الأقصي والمقدسات الإسلامية في فلسطين. داعيا أبناء الشعب الفلسطيني إلي شد الرحال لمدينة القدس والرباط في المسجد الأقصي.

انتقادات واسعة داخل الكيان المحتل حيث اعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بالتأكيد علي أنه لا تغيير في الوضع الراهن في المسجد الأقصي .. فيما هاجم وزير الجيش يوآف جالانت بين جفير علي خلفية تلك التصريحات مؤكداً أنه يقوم بفعل خطير وفاقد للمسؤولية .. متابعا ان تصريحات بن جفير تضعفنا وتعرض الأمن القومي الإسرائيلي ووضعها الدولي للخطر.

فيما طالب موشيه أربيل وزير الداخلية الإسرائيلي وزير الأمن القومي رئيس الحكومة بالتحرك فور لوضع حد لـ بن جفير وتصريحاته فيما يتعلق بالحرم القدسي قائلا أن تصريحاته الغير مسؤولة تضع علي المحك تحالفات إسرائيل الإستراتيجية مع الدول التي تشكل تحالفا في الحرب ضد المحور الإيراني .. متابعا ان افتقاره إلي الحكمة قد يكلف إراقة الدماء وفق صحيفة معاريف العبرية

من جانبه انتقد بيني جانتس الوزير السابق بمجلس الحرب تصريحات الوزير اليميني قائلا لا نتوقع شيئا منه ولا حتي من رئيس الوزراء الذي يسمح له بأن يأخذنا إلي الهاوية ولكن الشعب يتوقع من مسؤولين آخرين في الائتلاف الحكومي بأن يتخذوا موقفًا وليس فقط إصدار الإدانات لأن التاريخ سيحاسبكم علي كونكم جزءا من هذا التوجه الخطير.

أيضا علق يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية  قائلا كل المنطقة تري ضعف نتنياهو أمام بن جفير فهو غير قادر علي السيطرة علي الحكومة حتي عندما تكون هذه محاولة واضحة لتقويض أمننا القومي لا توجد سياسة ولا استراتيجية ولا حكومة حقًا.

وفي سياق متصل كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن ارتفاع غير مسبوق في معدلات اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصي المبارك. خصوصا بعد تصريحات وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
قالت القناة السابعة الإسرائيلية إن أرقام المشاركين في اقتحامات الحرم القدسي في يوليو الماضي قد ارتفعت بعد تصريح بن جفير في مؤتمر جبل الهيكل في الكنيست بأن المستوي السياسي يسمح لليهود بالصلاة في جبل الهيكل "المسمي اليهودي لمسجد الأقصي"

وحسب القناة اقتحم خلال تلك الفترة 6660 مستوطنا باحات المسجد الأقصي وهذا العدد يمثل رقما قياسيا تجاوز ضعف عدد المقتحمين في شهر يونيو حين اقتحمه 3151 يهوديا.. وخلال اقتحامه باحات المسجد الأقصي في منتصف أغسطس الجاري  قال بن جفير أحرزنا تقدما كبيرا في مجال الحكم والسيادة جميعنا شاهد اليهود يصلون هنا بحرية وكما قلت سابقًا سياستنا هي السماح بالصلاة لليهود.