ابتلعت ريقها عندما وقعت عيناها على " طبق المكرونة" ، أمسكت ببطنها الجائعة وفكرت قليلا في التوبيخ الذي ستتلقاه من زوجها سائق التوك توك عندما يعود والمعروف بعنفه معها وأنه لايريدها أن تعمل أي شئ دون إذنه حتى الطعام. . جوعها الشديد جعلها تتخذ قرارها بأكل الطبق بنهم قائلة بينها وبين نفسها " هي علقة ولا اكتر" إلا أن المسكينة لم تكن تعلم أن نهايتها ستكون مع آخر "ملعقة" تسد بها جوعها
دخل زوجها ليجدها في هذا الوضع ليثور ويشرع في توبيخها لأكلها دون إذنه فيما ظلت المسكينة ذات الـ ١٤عاما تبكي مرتعبة أما هو فسخن مكواة وقام بكيها بها ولم يسمع لصراخها أو توسلاتها بأن يرحمها وأنها " حرمت" أن تأكل وإن جاعت دون إذنه.
ظلت تبكي بحرقة أما هو فظل يضرب بعنف وكأنه وحش يتلذذ بآلام الفتاة الصغيرة التي تزوجته منذ عامين، أسبلت عينها من شدة الضرب لتعود فاتن بنت قريه كفر يعقوب التابعة لمحافظة الغربية بذاكرتها إلى الوراء.. إلى عامين ، وتحديداً ذلك اليوم الذي قررت فيه والدتها أن تزوجها من أول " عريس" تقدم لها رغم صغر سنها ، هي مجرد طفلة ذات ١٢ ربيعا لا تفهم ولا تدرك شيئا فجأة وجدت نفسها " عروس" وفي بيت واحد مع زوجها الذي يكبرها بأعوام كثيرة إذ يبلغ ٢٢ عاما لتبدأ رحلة عذابها حيث كان يضربها لأتفه الأسباب.
استفاقت على ضربة منه على وجهها لدقيقة وهي تنظر له لآخر مرة عل الوحش الذي بداخله يرحمها أو يرأف لحالها إلا أنه استمر وقام بضربها بعصا غليظة على رأسها لتفقد الوعي ليجرها أعلى مسكنه ويلقيها من فوق السطح .
هي جريمة مأساوية هزت الشارع المصري كله وليست "الغربية" فقط المحافظة التي شهدت الواقعة ، من أعلى سطح هذا المنزل الكائن بقرية كفر يعقوب في محافظة الغربية ألقى الزوج بجسد " فاتن" بدم بارد وظل واقفا لدقائق قبل أن يستفيق على مافعله وسط صراخ المارة من أهل القرية الذين نقلوها للمستشفى في محاولة لإسعافها إلا أنها لفظت أنفاسها .
كانت " فاتن زكي" في عمر الـ12 عاماً، قد تزوجت بموافقة والدتها التي انفصلت عن أبيها وظلت ابنتها في حضانتها والتي وافقت على زواج فاتن من أحد أبناء القرية بعقد زواج عرفي بتوقيعها، وذلك لعدم بلوغ الفتاة السن القانوني للزواج، وهو 18 عاماً حسب القانون.
استمر الزواج لعامين وكان زوجها دائم التعدي عليها بالضرب المبرح، قال إبراهيم والد المجني عليها إنه انفصل عن زوجته منذ عامين وأصبحت ابنته في حضانة والدتها، وأن فاتن فوجئت بموافقة والدتها على زواجها من شخص في قرية كفر يعقوب، وانه فوجئ بزواجها مؤكداً أنه لم يوقع على قسيمة الزواج العرفية لكن الأمر أصبح واقعا وتزوجت ابنته وهي تبلغ 12 عاماً فقط، وكان زوجها دائم الاعتداء عليها بالضرب.
وأكمل قائلاً: "فوجئت يوم الواقعة باتصال يطالبني باستلام جثة ابنتي، وتبين من الفحص أنها تعرضت للضرب المبرح الذي أدى إلى وفاتها "وأضاف" بنتي ماتت وهي ضحية امها وجواز القاصرات قبل ماتكون ضحية جوزها اللي بطالب باعدامه "
يذكر أن الجريمة وقعت بعد شعور فاتن بالجوع ولم يكن زوجها وأهله قد وصلوا إلى المنزل بعد.
فأكلت "طبق مكرونة" لتسد جوعها، وحين عاد الزوج الذي يعمل سائق توكتوك إلى المنزل علم بأمر أكلها "بدون إذن منه"، لينهال عليها بالضرب المبرح، مع كيها بالمكواة، وضربها على رأسها بـ"عصا عريضة"، ثم جذبها إلى سطح البيت وألقاها من أعلى المبنى.
فيما تم نقل فاتن إلى مستشفى كفر الزيات العام لتلقي العلاج، إلا أنها لم تصمد أمام إصاباتها ففارقت الحياة
هل تفتح قضيه فتاه كفر يعقوب قضايا زواج القاصرات والزواج على ورق السوليفان؟!
هل تكشف المستور الذي يدور في حارات القرى إلى الآن ؟
كيف تلقي شبكة الانترنت ومواقع التواصل بظلال خبيثة على تلك الجرائم؟
ماهي قصه الـ"دلالات" و الـ " خاطبة" أون لاين المختصات بزواج القاصرات؟
قصص تأتي من هنا وأخري من هناك ، قصص مؤلمة تتسرب فصولها من أزقة حارات القرى المملوءة بحكايات غريبة، ربما تتزامن تلك الواقعة مع تحقيق استقصائي نعمل عليه بالأساس حول " ورقة العرفي الدوارة" التي تعود للانتشار في الخفاء في القرى والنجوع حيث يحدث ماهو أفظع حيث يتم نسب أطفال تلك الزيجات الى الجدود مايعني فتح الباب لاختلاط أنساب كبير وواضح ففجأة تصبح الأم هي شقيقة ابنها على الورق، لأن زوجها اختلف وطلقها وقطع " الورقة" ولا يريد الاعتراف بالطفل خاصة لو كان الزوج غير مصري .
" الجمهورية أونلابن" خاضت تحقيقا كبيرا لكشف المستور بعد أن قادتنا صدفة لـ " دلالة" أو "خاطبة" أون لاين كل وظيفتها البحث عن مطلقات وأرامل وقاصرات للزواج العرفي من أثرياء ولوقت محدد مقابل " الحلاوة" و" الحلاوة" مبلغ تطلبه من " العريس" الذي يكتب ورقة زواجه على " ورق سوليفان" ويدفعها لها على خدمة " الكاش" أو ربما دفعتها " العروس" التي تبحث عن " عريس" من تلك النوعية.
" جواز عرفي " و" أم يوسف" للجواز العرفي وغيرها من الصفحات التي ما إن تدخلها وتبدأ في التحدث مع من فيها ستكتشف عالم من " الدعارة" المقننة باسم الزواج ، عالم تضيع فيه القاصرات تحديدا حيث يصطادهم الدلالات والخاطبات من خلال شخص "ديلر" في القرية يتواصل معهم بمقابل مادي لاختيار الفتاة المناسبة ليتم تزويجها دون علم القانون.
جواز واتساب"
أنا اتجوزت أون لاين والعقد عرفي كان على " واتساب" في "محادثة جماعية" معانا فيها شهود ولما بقيت حامل والدكتور قال في خطر على حياتي لو أجهضت قولتله عشان نقلب الجواز رسمي " ، ابتلعت ريقها وأكملت وهي مترددة " قالي هو فين الجواز أصلا وعملي " بلوك" .. أنا عارفة إني غلطت بس اللي حصل.. أنا بس كنت عاوزه أحافظ على المعاش" .
حديثها كله الذي أفضت به إلينا لنجد لها حلا بعدما ضاقت الدنيا بوجهها كان عبارة عن " قنبلة" وانفجرت ، كم جرائم في جملها التي ساقتها على استحياء تجعلك تتوقف؛ فما بين زواج ليس بزواج وعلاقة ينبذها الشرع وحمل يعتبر سفاحا ناتج من علاقة " مشبوهة" وتفكير في الاجهاض و" عقد أون لاين" و "شهود" لا تعرفهم وجدنا أنفسنا وقد دخلنا من باب خلفي لعالم سري جديد تلعب فيه " السوشيال ميديا" دورا سلبيا ضمن استخداماتها التي استغلها بعض المستخدمين للخروج عن القانون أو توظيفها بشكل سئ رغم كثرة فوائدها.
" ن " ربة المنزل التي جاءت لتحكي قصتها بعد أن بات الاجهاض صعب المنال بالنسبة لها وأضحت في مشكلة حقيقية لا تعرف كيف تتصرف سوى أن تواجه المجتمع وأقاربها بزيجة " عرفية" و" أون لاين" قبل أن تكبر " ثمرة" تلك العلاقه وتصبح المشكله أكثر تعقيدا فعليها أن تسرع لاثبات حق جنينها.
حكاية أمسكنا طرف خيوطها لنصل إلى عوالم خفية من " زيجات" على " ورق سوليفان" بين " العرفي" السري و"قصص" كلها تؤدي إلى ضياع الأسر و تفككها وتقنين العلاقات المحرمة تحت اسم " زواج" بورقة لا وجود لها إلا في مخيلة أصحابها والذين يعرفون أن مايفعلونه خطأ وجريمة إلا أنهم يحصلون تلك الورقة لحمايتهم إن انكشف الأمر ناهيكم عن قصص أخرى لزواج على " محادثات الواتساب" يبدأ ب " كلام معسول" وينتهي طلاقة بـ " بلوك"
هي " صفحات مشبوهة" يديرها " أدمن" مجهولين يسهلون مايسمونه " زواج" ويعنونها ب " العرفي والمسيار" ؛ يعرضون فيها النساء على كل شكل ولون ويبقي الاختيار للرجال الذين تكون شروطهم أن يكون الزواج بوقت وممهور ب " سري جدا"
لا وجود في هذا الزواج لـ " شبكه" أو " مهر" ولا حفظ لأية حقوق تصون المرأة ، " دي شبكات منافية للآداب ومقننة" قالها " مصطفى" قريب " م" الذي يعرف بسرها ويحاول معها في ايجاد زوجها الذي لا تعرف عنه سوى أنه يملك " سوبر ماركت" في القاهرة واسمه " ا" لتبحث عن " إبرة" في " كوم قش" فتعارفها جاء على الانترنت من خلال الصفحة الموجوة على الفيس بوك وكلاهما وافق بشروط الآخر وأخبرها بعنوان له ذهبت إليه فوجدت ألا وجود له.
" عندنا عرايس مصريات و من جنسيات أخرى بتدفع الرسوم على الكاش ديلفري وبنعرضهم عليك وتختار وبنجيبلك الشهود عشان الجواز" مختصر اعلانهم على " فيس بوك" .
" صفحة" ما إن تدخلها حتى تجد إعلانات العرض والطلب وكأنك دخلت "سوقا للنخاسة" او " بيع الجواري" .. ملتقى يتعارف فيه راغبي المتعه ومقنن بزواج غريب لا يعرفه الشرع ولا يحميه القانون والمرأه فيها مجرد سلعه تباع وتشترى وثمنها " الرسوم".
الجهات المعنية والكيانات المخصصة للمرأة حذرت كثيرا من أي نوع زواج غير الرسمي الذي يحفظ للمرأة والأطفال حقوقهم غير أن بعض ممن يستخدمون السوشيال ميديا لأغراض دنيئة وغير أخلاقيه أو رسمية يحتاجون إلى وقفة ويذكر أن وزارة الداخلية تحارب جرائم الانترنت على مختلف أشكالها وسوء استخدام السوشيال ميديا بشكل يضر بالمجتمع ونسقه في الآونة الأخيرة.
اترك تعليق