كتب - سيد حسن:
في كل يوم تخرج من الأراضي الفلسطينيية تقارير تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني علي أيدي الاحتلال الاسرائيلي.. واحدث وجوه المعاناة التي كشفت عنها التقارير ولاتكاد تكون معروفة للكثيرين خارج فلسطين.
المقصود هنا تدريبات الجيش الاسرائيلي في الضفة وتجري هذه التدريبات في الأراضي الفلسطينية الزراعية خاصة ذات الطابع الجبلي التي تغلقها قوات الاحتلال في وجه اصحابها وتمنعهم من دخولها إلي حين انتهاء التدريبات التي تستغرق عدة ايام.
عادة ما تنتهي هذه التدريبات باحتراق المزروعات والاشجار وغالبا ما يكون ذلك متعمدا من قوات الاحتلال للإمعان في البطش بالمزارع الفلسطيني وقبل انسحابها تلقي بشراك خداعية كي تنفجر في الفلسطينيين الابرياء فتودي بحياتهم او تتسبب في بتر اطرافهم ليعيشوا معاقين باقي حياتهم.
وتتداول الصحف العربية والاجنبية العديد من الحالات مثل حالة الشاب محمد مخامرة "21 سنة" يقول مخامرة انه لم يكن قد تجاوز سنه التاسعة عشرة من عمره عندما كان يرعي الأغنام قرب البيت وتعثرت قدمه وسقط أرضاً فإذ بيده تلامس لغماً وانفجر به اللغم وفقد الوعي علي الفور وافاق بعد تسعة أيام ليجد نفسه في العناية المكثفة مبتور اليد.
وخلال إغماءته الطويلة استخرج الأطباء الشظايا التي أصابت قدمه وصدره نتيجة انفجار اللغم الذي تركه الجيش الإسرائيلي بعد أن انتهي من تدريباته قرب منزله في مسافر يطا جنوب الخليل وعلم فيما بعد أن أحد رعاة الأغنام أنقذه واتصل بالإسعاف بعد أن سمع صوت الانفجار من مكان بعيد.
ربما نجا محمد من انفجار مخلفات الاحتلال التي تعثر بها وهو يمارس حياته اليومية إلا أن فلسطينيين كثيرين قد يفقدون حياتهم في الاراضي الممتدة حول قراهم ومدنهم وإن لم يفقدوها فقد يتعرضون إلي تشوهات دائمة وحروق في الجسد.
وفي ذلك يقول مسئول في محافظة طوباس يحرق الجيش المزروعات يتدرب ثم يترك ذخائره عقب انتهاء التدريبات بين التجمعات السكنية والمراعي وقد تنفجر المخلفات في أي لحظة في أجساد الناس خاصة رعاة الأغنام الذين تزيد نسبة الإصابة بينهم عن 90% وهناك عدد من المصابين من الاطفال.
ويضيف المسئول ان معظم المناطق الشرقية للضفة أي مناطق الغور حتي حدود الأردن تعد مناطق مفتوحة للرماية والتدريب لقوات الاحتلال وفي هذه التدريبات تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة ومنها سلاح الجو والمدرعات وجنود المشاة وحتي المروحيات القتالية.
اشار مسئول اخر الي ان معظم سكان محافظة طوباس يعتمدون علي الزراعة وتربية المواشي إلا أن أهلها يعانون من مضايقة الاحتلال للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية بتدريباتهم المتكررة .. مضيفا إن ترك تلك المخلفات ذات الأشكال والأحجام المتعددة في المناطق الزراعية وبين المساكن هي إحدي الوسائل المستخدمة والهادفة إلي تهجير المواطنين.
وتستغل السلطات الإسرائيلية هذه المناطق كأداة لتهجير المواطنين الفلسطينيين فقد أخلي في سنوات سابقة تجمعات وقري تقع ضمن ما عرفها بالمناطق العسكرية المغلقة وفي أحيان كثيرة يتم إخلاء هذه التجمعات خلال 24 ساعة فقط.
ولا تتوقف اضرار هذه الشراك علي المزارعين والرعاة فقط بل قد تنفجر في أشخاص يبحثون عن رزقهم من خلال جمع الخردة.. ولا تسلم الماشية نفسها من مخاطرها ولا تقتصر علي المتفجرات فقط بل تمتد الي مواد محرمة دوليا مثل الفسفور الأبيض الذي يمتد تأثيره علي الأرض والبشر.
كما أن الخطر المحدق بالمواطنين ليس في المخلفات غير المتفجرة فحسب إنما في القذائف التي لا تسقط في المناطق المخصصة لسقوطها .. وتمنع إسرائيل السلطة الفلسطينية من العمل في مواقع التدريب لإزالة المخلفات الحربية بذريعة أن تلك المناطقة مصنفة "ج" أي المناطق التي يسيطر عليها الجيش أمنياً.
اترك تعليق