هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"دارك ويب".. عالم الجريمة الخفي

بيع وشراء مخدرات وسلاح.. وعمليات قتل وتعذيب علي الهواء

"الجمهورية اونلاين" تفتح الملف وتناقش الخبراء لمواجهة أخطر مساوئ التكنولوجيا الحديثة

عالم مظلم وخفي ومخيف. بات واقعا وليس موازيا ولا افتراضيا. لا يحتاج إلي هاتف محمول بإمكانات ضخمة كي يتسلل إليه الموهوسون بتصفح كل غريب ومريب بدافع الفضول» يتحسسه المتصفح في البداية عبر روابط معينة ثم سرعان ما يسقط في بئر عميقة مظلمة صعب الخروج منها. فالمصير محتوم جاني أو محني عليه. إنه عالم الـ دارك ويب . الجانب المظلم من الشبكة العنكبوتية. الذي تسبب مؤخرا في جرائم بشعة لم تعرف طريقها من قبل إلي مجتمعنا. ولم يأت بها حتي أشر الأساطير. فمن جريمة قتل "طفل شبرا" إلي "سفاح التجمع". يتبين لنا حجم الأعمال غير المشروعة وغير الأخلاقية التي يحويها هذا العالم. فميزة التخفي واستحالة التتبع أمنت للمجرمين مسرحا لأنشطتهم المرفوضة وللعصابات والتنظيمات العالمية. فماذا نفعل لنحمي شبابنا من هذا الوباء. وكيف ننقذ من يقع في براثنه؟


"الجمهورية اونلاين" فتحت الملف وناقشت المختصين والخبراء ومسئولي مكافحة الجريمة الإلكترونية وخبراء القانون الدولي وأعضاء لجنة الاتصالات بمجلس النواب. لطرح الروئ والحلول. في محاولة منها للوقوف في وجه أخطر مساوئ التكنولوجيا الحديثة.

اللواء أحمد طاهر مدير إدارة المكافحة الدولية لجرائم الآداب السابق:

Dark web أصبح مرتعا للمنظمات الإجرامية.. وسوقا للاتجار بالبشر والأعضاء

عمليات قتل وهجرة غير شرعية.. والاستيلاء علي الحسابات البنكية وكروت الائتمان

سرقة الصفحات الإلكترونية.. وتنفيذ جرائم علي البث المباشر لـ"الغرف الحمراء"

يجب مقاومة الفضول لمتابعة تلك المواقع.. بدلا من الوقوع تحت طائلة القانون

اللواء أحمد طاهر مدير إدارة المكافحة الدولية لجرائم الآداب السابق» والخبير في الجرائم الإلكترونية والنصب الإلكتروني والاتجار بالبشر. يري أن "دارك ويب" عالم مليء بالمخاطر والمخالفات الإنسانية والقانونية وترتكب من خلاله جرائم بشعة وغير آدمية. فضلا عن أنه مرتع للمنظمات الإجرامية التي تستخدمه لارتكاب كل أنواع الجرائم.

أضاف في حوار لـ "الجمهورية اونلاين" أنه حال محاولة شخص لا يمتلك الخبرة الكافية في التعامل مع "دارك ويب" قد يجد نفسه متورطا في ارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون» بجانب سهولة وقوعه فريسة لمحترفي ومتصيدي زوار تلك المواقع. إضافة إلي إمكانية التعرض للفيروسات والبرامج الضارة التي تخترق أجهزتهم وتؤدي بكل سهولة إلي سقوطهم ضحايا للاحتيال والنصب وسرقة محتوي أجهزتهم الإلكترونية من صور وبيانات بل وزرع برامج تتبع داخل تلك الأجهزة بحيث تصبح حياتهم الشخصية تحت سيطرة المخترقين. ويصعب التخلص من ذلك.... وإلي نص الحوار:

*  هل استخدام الـ"Dark weeb" يُعاقب عليه القانون في مصر؟

** القانون رقم 175 لسنة 2018 الخاص بالجرائم الإلكترونية ينص علي معاقبة كل من يستعمل شبكات الإنترنت بهدف ارتكاب جريمة أو الوصول إلي معلومات الآخرين دون وجه حق بالحبس ثلاثة شهور كحد أدني وبغرامة مالية من 30 إلي 50 ألف جنيه.

* وما الـ"دارك ويب" ومن يقف خلف هذا العالم المظلم؟

** لا أحد يعلم حتي الآن من وراء اختراع هذا العالم المظلم. ولكن في ديسمبر 1996 استخدم كل من بروس ماونت وماثيو كول. مصطلح الويب الخفي أوالعميق» والإنترنت المظلم. وهو جزء من شبكة الإنترنت يسمح بإصدار المواقع الإلكترونية ونشر المعلومات دون الكشف عن هوية الناشر أو موقعه ولا تستطيع محركات البحث المتعارف عليها أن تفرزه» بل يستخدم خدمات معينة للوصول إلي هذا العالم مثل تطبيق "تور TOR".

*  إلي أي مدي تمثل الشبكة المظلمة خطورة علي مستخدميها؟ 

** تظهر الخطورة في أنها تشكل بيئة خصبة عالميا خاصة للمجرمين المعلوماتيين فهم لا يخصعون فيها للرقابة لتعذر وصول السلطات إليهم لصعوبة تعقبهم. وأكثر استخدمات الإنترنت المظلم كونه سوقا سوداء لبيع وتداول المعلومات الممنوعة والمعاقب علي تداولها قانونا وتعد أسرارا عسكرية أو تخص أشخاص ودول وكيانات» ومن هذه الأمور تعليم صناعة السلاح والمتفجرات واستخدامها » تعليم الاختراق ونشر الفيروسات الضارة والثغرات والتطبيقات الخبيثة التي تستطيع تدمير أجهزة الكمبيوتر وسرقة محتواها واختراقها وبيع تلك المعلومات لعصابات متخصصة بملايين الدولارات» وهناك أيضا مواقع بيع وشراء المخدرات. ومواقع متخصصة في التزوير. وتبادل الكتب والأفلام والأغاني والمحتوي الفني المسروق.

* هل هناك علاقة مباشرة بين التنظيمات الإجرامية و"دارك ويب"؟

** بالفعل تسعي تلك التنظيمات الإجرامية إلي الاستفادة من المميزات التي يوفرها "دارك ويب" لطابعه السري وصعوبة تعقب مستخدميه.

* كيف تدار المعاملات الربحية وما طبيعة العملات المستخدمة في البيع والشراء وتنفيذ الجرائم في "دارك ويب"؟

** التعاملات تتم باستخدام العملات المشفرة» والبيتكوين هي العملة الأولي عالميا للشراء عبر تلك المواقع خاصة المخدرات والأسلحة والمتفجرات وترويج البرمجيات الخبيثة والسلع غير الأصلية وأدوات ارتكاب الجرائم الإلكترونية وأدوات التتبع والمراقبة» كما توفر أماكن لتخزين البيانات المسروقة والاحتيال والنصب المالي والاتجار بالبشر خاصة الأطفال والنساء وتنفيذ عمليات القتل والمساعدة علي تنفيذ الهجرة غير الشرعية وبيع وتجارة الأعضاء البشرية وتنفيذ العمليات الإرهابية وسرقة الحسابات البنكية والفيزا كارت وسرقة الصفحات الإلكترونية وجرائم المشاهدة الحية بالغرف الحمراء لعمليات التعذيب البشري والقتل البطيء والتعدي جنسيا علي الأطفال والنساء وذلك الأمر للأسف يجد رواجا غير طبيعي علي مواقع الدارك ويب.

* ما الذي يعنيه مصطلح الغرف الحمراء في "دارك ويب"؟

** الغرف الحمراء أمر مخزي وسميت بهذا الاسم لكثرة العنف المصحوب بالدم الأحمر والإضاءة الحمراء التي تصاحب عمليات البث المباشر الحي لفيديوهات يبثها مجهولين أو عصابات منظمة إجرامية تعمل في مجال الاتجار بالبشر تستغل فيها الأطفال والنساء أثناء التعدي عليهم جنسيا أو تعذيبهم بكل قسوة وعنف مثل قضيه طفل الكويت وشريكه في شبرا الخيمة وقضية سيدة بورسعيد وطفلها وكلاهما يحاكم حاليا بارتكاب تلك الفظائع إضافة إلي نشر عمليات بيع وتجارة ونقل الأعضاء البشرية علي الهواء مباشرة.

وحسب دراسة قامت بها جامعة بورتسموث البريطانية عام 2004 فإن أكثر محتوي متبادل علي سوق الدارك ويب هو إباحية الأطفال بالغرف الحمراء ثم بيع المخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر.

* ما التحديات الأمنية في تعقب وإثبات الأنشطة الإجرامية عبر "دارك ويب" والقائمين عليها؟ 

** أولا عدم فهرسة المعلومات الموجودة بها ما يجعل تحديد موقع تلك المعلومات باستخدام محركات البحث أمر غير مجدي.

ثانياً: استخدام المجرمين لمنصات إلكترونية لا مركزية لاستضافة خوادمهم الشبكية. ما يصعب معها تتبعهم واكتشاف هوياتهم ومواقعهم.

* هل هناك حلول تقنية تُمكن الجهات الأمنية من مواجهة تلك الجرائم وضبط مرتكبيها؟

** توازي هذا التطور التكنولوجي المخيف والمضر بالمجتمع بالفعل جهود تبذل من الجهات الأمنية المعنية بالأمر لرصد أسواق الـDark web الخفية وإجراء تحريات إلكترونية وإثبات الأدلة من خلال مساعدات دولية مهنية تشترك فيها الدول من خلال المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الإنتربول الدولي" من خلال استحداث أداة لتحليل سجل المعاملات الإلكترونية لتعقب الصفقات بالعملات المشفرة وتقفي أثرها وربطها بالتحقيقات بجانب التحريات من خلال الواقع الميداني وتجنيد مصادر سرية داخل هذا العالم لاختراقه وضبط مرتكبي تلك النوعيات من الجرائم الإلكترونية. كما أن هناك فريق الويب المظلم التابع لـ"ليوروبول" وهي وكالة من الوكالات الأمنية المعنية بتطبيق القانون في جميع أنحاء أوروبا وخارجاً وشركاء ومنظمات أخري ذات صلة إذ تتضافر الجهود لتقديم المعلومات والدعم الفني والخبرة في مجالات الجريمة المختلفة وتطوير الأدوات والتقنيات لإجراء تحقيقات الويب المظلم بالاشتراك مع المركز العربي للجرائم الإلكترونية للحد من انتشار تلك الجرائم وحماية الاقتصاد العالمي والكيانات والأفراد.

* هل هناك نجاحات أمنية في كشف جرائم إلكترونية؟ 

** بالفعل كان لتلك الجهود الدولية الكثيفة والمتشابكة نجاحات أدت إلي ضبط العديد من الكيانات الإجرامية العاملة من خلال dark web منها غلق موقع سوق الحرير الذي كان من أكبر المواقع الإلكترونية المتخصصة في الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال. وغلق موقع السوق السوداء الذي كان أكبر موقع غير قانوني في العالم وكان يستخدمه أكثر من نصف مليون مستخدم ويتعامل فيه 2400 بائع غير قانوني كانوا يتاجرون في الأدوية الممنوعة وتجارة الأموال المزيفة وتفاصيل بطاقات الائتمان بجميع دول العالم خاصة تلك الدول التي يجهل مواطنوها الأمان الإلكتروني وبيع البرامج والفيروسات الضارة المدمرة للأجهزة الإلكترونية وتجارة بيع واستغلال الأطفال والنساء.

*  بم تنصح مستخدمي الإنترنت لعدم الوقوع في براثن خطر "دارك ويب"؟

** عدم محاولة الدخول إلي عالم الإنترنت المظلم ولو علي سبيل الاستكشاف أو التجربة فذلك يعرضهم للمسائلة القانونية. إضافة إلي احتمالية كبيرة تعرضهم لسرقة كل المحتوي والسيطرة علي الجهاه الإلكتروني وسهولة إخضاعه وابتزازه. وعلي الجانب الآخر يجب تضافر كل الجهود الدولية في المجالات الأمنية والقضائية والإلكترونية لتحقيق المواجهة الفعالة لتلك الأنشطة الإجرامية. وضرورة استحداث وحدات أمنية لا تتعامل فقط في الجرائم الإلكترونية المعهودة كالابتزاز والتشهير بل تتخصص في جرائم أنشطة الدارك ويب والعملات المشفرة. مع دعم الأجهزة الأمنية فورا بالمساعدات الفنية والأجهزة التقنية بجانب التدريب واحتراف القيام بأعمال التحري وضبط الجرائم الإلكترونية المتعلقة بالعوالم الخفية في "دارك ويب". والاستعداد لتطورات الجرائم الإلكترونية خلال الفترة المقبلة في ظل انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

محمد المعداوي خبير أمن معلومات: هذه العلامات تشير إلي استخدام المراهق للويب المظلم.. وروشتة الحماية 

حذر المهندس محمد المعداوي خبير أمن المعلومات من طرق المراهقين لأبواب "دارك ويب" وإصرارهم علي استكشاف هذا العالم الخفي بالنسبة لهم لأن "الدارك ويب" هو جزء مخفي من الإنترنت لا تتم فهرسته بواسطة محركات البحث التقليدية للوصول إليه . وتحتاج إلي متصفح مجهول الهوية والأكثر شيوعا متصفح "Tor" الذي يخفي حركة مرور الويب الخاصة بالشخص عن طريق توجيهها عبر سلسلة من العقد اللامركزية علي شبكة الإنترنت المظلمة. فالحفاظ علي أمان المراهقين عبر الإنترنت أمر بالغ الأهمية. خاصة في المشهد الرقمي المتطور باستمرار.

وتابع: هناك خطوات ضرورية للمساعدة في حماية المراهق من الويب المظلم والمخاطر الأخري عبر الإنترنت أولها أن نكون مطلعين وواعين بالمخاطر المرتبطة بالويب المظلم وتهديداته المحتملة. ثانيا التواصل المفتوح. أي التحدث إلي المراهق بصراحة حول أمان الإنترنت وتشجيعهم علي مشاركة تجاربهم ومخاوفهم عبر الإنترنت معنا. ثالثا المراقبة.. نتحقق بانتظام من أجهزة المراهق بحثا عن أي متصفحات ويب مظلمة أو تطبيقات مشبوهة. رابعا إعدادات الخصوصية. أي نقوم بمراجعتها لي جميع الأجهزة والتطبيقات ومواقع الويب التي يستخدمها ونتأكد من أنهم يعرفون كيفية حماية معلوماتهم الشخصية. خامسا أمان كلمة المرور. أي نُعلم المراهق كلمات المرور القوية وأهمية عدم مشاركتها مع أي شخص واستخدام وسيلتين للتحقق. سادسا برامج الرقابة الأبوية. أي تفعيل استخدام برامج الرقابة الأبوية لمنع الوصول إلي مواقع الويب الخطرة ومراقبة النشاط عبر الإنترنت. سابعا كن متشككا وفي نفس الوقت شجع التفكير النقدي وذكر المراهق بعدم الوثوق بكل ما يراه عبر الإنترنت والتحقق من المعلومات. تاسعا وأخيرا الموقع الفعلي. أي وضع قواعد لاستخدام الجهاز في المناطق المشتركة من المنزل لتثبيط السلوك السري عبر الإنترنت.

أضاف خبير أمن المعلومات أنه يجب الانتباه لبعض العلامات التي تشير إلي أن المراهق قد يحاول الوصول إلي الويب المظلم مثل تغيير كلمات المرور. قد تشير التغييرات المتكررة لكلمة المرور أو محاولات إخفاء النشاط عبر الإنترنت إلي استكشاف الويب المظلم . أو مسح سجل التصفح فقد يكون حذف سجل التصفح بانتظام علامة حمراء يجب الانتباه إليها. والاهتمام بأدوات إخفاء الهوية فإذا أظهر المراهق فضولا حول أدوات مثل Tor (The Onion Router) أو شبكات مجهولة أخري . فقد يستكشف الويب المظلم و يحاول التعامل معه.

د. محمد مهران أستاذ قانون دولي: تتبع أنشطة "دارك ويب" ومرتكبي العمليات غير المشروعة صعب بسبب الطبيعة المجهولة

أكد د. محمد مهران أستاذ القانون الدولي ضرورة توعية المجتمع بالتبعات القانونية المحتملة لتصفح الشبكة الخفية المعروفة باسم "الدارك ويب". ومن المخاطر الكامنة في استخدامها. معتبرا أنها تحد كبير للقانون الدولي إذ يصعب تتبع الأنشطة غير المشروعة التي تتم عبره نظرا لطبيعته المجهولة وتشفير البيانات فيه.

أشار مهران إلي المشاركة في أي نشاط غير قانوني من خلال الدارك ويب يعرض الشخص للمساءلة القانونية منوها عن عدد من الاتفاقيات الدولية الرئيسية التي تتناول الجرائم الإلكترونية. مشيرا إلي أن اتفاقية "بودابست" لمكافحة جرائم الإنترنت لعام 2001 تعد من أهم الصكوك الدولية في هذا المجال. إضافة إلي "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية" والتي تلعب دورًا مهمًا في التصدي للأنشطة الإجرامية عبر الإنترنت. فضلا عن الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات لعام 2010 والتي تمثل خطوة مهمة نحو تنسيق الجهود العربية في مواجهة التحديات الأمنية الرقمية.

أوضح أن القانون المصري يوفر حماية للضحايا ويتيح لهم إمكانية تقديم بلاغات وإقامة دعاوي قضائية ضد الجناة. مشيرا إلي أن الدولة المصرية اتخذت خطوات مهمة في تطوير إطارها القانوني لمواجهة الجرائم الإلكترونية. حيث يعد قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 من أبرز التشريعات في هذا المجال. إضاقة إلي أن قانون حماية البيانات الشخصية رقم 151 لسنة 2020 يوفر إطارًا قانونيًا لحماية خصوصية المواطنين في العالم الرقمي.

أضاف أن هذه القوانين تغطي مجموعة واسعة من الجرائم الإلكترونية. بما في ذلك الاختراق غير المشروع للأنظمة الإلكترونية. والنصب الإلكتروني. وسرقة البيانات الشخصية. إلا أن تطبيق هذه القوانين علي أنشطة الدارك ويب يظل تحديًا كبيرًا نظرًا لطبيعته المجهولة وصعوبة تتبع المجرمين.

وتابع : يمكن لمن يقع ضحية للنصب أو الابتزاز عبر الدارك ويب. اللجوء إلي القانون وتقديم بلاغات رسمية للجهات المختصة. لافتا إلي أن الإشكالية في بعض الأحيان تكون في إثبات هذه الجرائم وتعقب الجناة. موضحا أذلك يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا لطبيعة الدارك ويب المجهولة. وأكد أن الشخص الذي يقع ضحية للنصب أو الابتزاز عبر الدارك ويب يعتبر مجني عليه من الناحية القانونية حتي لو كان دخوله إلي هذه الشبكة بدافع الفضول أو حب الاستطلاع. مشددا علي أن القانون يحمي الضحايا بغض النظر عن الظروف التي أدت إلي وقوعهم في فخ المجرمين.

وشدد أستاذ القانون الدولي علي أهمية التعاون الدولي في مكافحة الجرائم الإلكترونية. مشيرا إلي أهمية التنسيق بين الدول وتطوير الأدوات القانونية والتقنية الجديدة لمواجهة التحديات التي يفرضها الدارك ويب علي منظومة العدالة الجنائية الدولية. موضحا أن القانون يسعي جاهدًا لمواكبة التطورات التكنولوجية. ولكن لا تزال هناك تحديات كبيرة في تعقب ومحاكمة المجرمين الإلكترونيين. خاصة عندما يتعلق الأمر بالدارك ويب.

دعا إلي ضرورة مراجعة وتحديث التشريعات بشكل مستمر لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة. مع أهمية التوعية المجتمعية بمخاطر الدارك ويب وسبل الحماية من الجرائم الإلكترونية. ومؤكدا أيضا أهمية تطوير قدرات الأجهزة الأمنية في مجال التحقيقات الرقمية لكونه أمر ضروري لمواجهة هذه التحديات.

د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي: نحتاج إلي مزيد من التوعية بعد تضاعف المستخدمين 10 مرات

د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي. قال إن الفضول وحب الاستطلاع القاتل يدفع البعض لدخول عالم " الدارك ويب" للتعرف علي ما يدور داخل هذا العالم . مثل ذلك نوعية المراهقين ممن يميلون للاستعراض بين أقرانهم ويتباهون بقدرتهم علي الدخول لتلك المواقع والتعامل عليها وذلك للفت الانتباه ومشاهدة قيمتهم في نظرات الآخرين.

ولفت فرويز إلي أنه من المتناقضات أنه بعد التوعية بخطورة مواقع " الدارك ويب" عقب جريمة شبرا الخيمة التي دفع طفل صغير حياته ثمنا لها أن يزيد عدد مستخدمي الانترنت المظلم إلي عشرة أضعاف رغم الاهتمام الإعلامي والتوعية والتثقيف . لذلك يجب مزيد من التعريف بمخاطر الدارك ويب وكيف أن من يدخل هذه المواقع يقع فريسة للتتبع ويظل تحت التهديد.


د. تامر شوقي أستاذ علم نفس تربوي: التربية الدينية والأخلاقية السليمة للأبناء وفتح باب الحوار الآمن معهم.. أهم طرق الوقاية الاستباقية

د. تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس والخبير التربوي قدم روشتة نصائح نقي بها الأبناء في سن المراهقة من الوقوع في فخ التكولوجيا المظلم قائلا : الدارك ويب هو إحدي النوافذ الخطيرة علي شبكات الإنترنت . ويمثل الجانب السيء لاستخدام التكنولوجيا في الحياة المعاصرة بما يتضمنه من مواقع تحض علي السلوكيات غير الأخلاقية والتي تتعارض مع القيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية مثل القتل وسفك الدماء وغيرها . وتحظي مثل هذه المواقع بإقبال كبير بين الأطفال والمراهقين ما قد يدفعهم إلي تقليد ما يرونه وبالتالي يقعون تحت طائلة القانون جراء ما قد برتكبونه من جرائم مما يتسبب في ضياع مستقبلهم . ومن ثم يجب اتخاذ بعض التداببر لوقاية الأطفال والمراهقين من الوقوع في براثن تلك المواقع التي قد يدمنون الدخول إليها ومن هذه الإجراءات:

وعي أولياء الأمور والمعلمين بهذه المواقع وخطورتها وبالكلمات والمصطلحات المرتبطة بها حتي ينتبهوا اليها. ويحذرون الأطفال والمراهقين منها. إذ أن عدم وعيهم يجعل الأولاد يدخلون اليها بحرية مستغلين جهل الآباء والمعلمين. ثم التربية الدينية والأخلاقية السليمة للأبناء مثل الصدق والصراحة مع فتح باب الحوار الآمن مع الأبناء وتربيتهم علي التحدث معهم بصراحة في كل الأمور وخاصة ما يتصل بالإنترنت وتقليل استخدام أفراد الأسرة للإنترنت وتخصيص وقت يومي للنقاش والحوار بعيدا عن الإنترنت وتخصيص وقت يومي لاستخدام الإنترنت في البحث عما هو مفيد وتنظيم النوم وتجنب السهر للأبناء حتي لا يتهيأ لهم المناخ الملائم لدخول تلك المواقع.

أضاف: كذلك تجنب إبقاء الأولاد بمفردهم لأوقات طويلة أمام الإنترنت وفتح نقاش مع الأبناء حول خطورة تلك المواقع. وما قد تسببه من جرائم وعقوبات جنائية قد تدمر مستقبلهم . مع ضرورة التعرف علي أصدقاء الأبناء وإبعادهم بالإقناع عن بعض الأصدقاء من مدمني هذه المواقع وضرورة شغل أوقات الأبناء وخاصة في الإجازات بالأنشطة المفيدة مثل ممارسة رياضة معينة أو أي هواية مفضلة.

واستكمل: لا بد من استخدام برامج لمراقبة استخدام الأبناء لمواقع الانترنت وخاصة المواقع المسيئة وحجب تلك المواقع مع عرض نماذج لجرائم ارتكبها بعض الأفراد الذين يستخدمون تلك المواقع . وكيف تم القبض عليهم ومحاكمتهم . كذلك لا بد للمدارس والجامعات من استضافة خبراء في مجال التكنولوجيا» لتوعية الطلاب بمخاطر تلك المواقع.

شدد علي أهمية دور المدرسة قائلا: ضرورة ملحة يجب تنفيذها بالمدارس وهي إتاحة الأنشطة المختلفة للطلاب لممارسة هواياتهم سواء الفنية أو الرياضية واكتشاف الموهوبين منهم ورعايتهم وتفعيل دور الاخصائي النفسي في المدرسة لاكتشاف الطلاب ذوي الميول الغريبة المرتبطة بمواقع الدارك ويب واقتراح خطط العلاج المناسبة مع استغلال الإذاعة المدرسية في توعية الطلاب بمخاطر الدارك ويب وتأثيراته الخطيرة وكذلك استضافة بعض الخبراء في مجالات الإنترنت وعلم النفس لتوعية الطلاب بمخاطر الدارك ويب.

وعن دور المسجد والكنيسة. قال: يتمثل في توعية الأفراد بمخاطر الدارك ويب وأنه يخالف القواعد الدينية ويسبب هلاك الفرد. أما وسائل الاعلام فلا بد ان تخصص برامج توعوية بتلك المواقع وكيفية وقاية الأولاد من إدمانها.

النائبة مارثا محروس وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب: وقفة قوية في دور الانعقاد الخامس.. لمواجهة خطر "دارك ويب"

قالت النائبة مارثا محروس وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب. إنه كان للجنة الاتصالات دور مهم في ملف الأمن السيبراني ومن ثم مواقع الويب دارك لبحث سبل المواجهة. وكنا متواصلين طوال الوقت سواء من خلال الجدول باللجنة أو من خلال الندوات البرلمانية المقدمة كي نعمل علي تفعيل دور المجلس في مراقبة أي هجمات سيبرانية وأيضا الدور المجتمعي الذي ننادي به من خلال الأحزاب في هذا الشأن .

وتابعت: قضية الويب دارك أمر معقد للغاية نظرا لأن هناك كثير من الأطراف تخص مواقع غير مصرية يتم من خلالها استقطاب أبنائنا من الشباب والمتاجرة بهم كما حدث في واقعة مقتل طفل شبرا علي يد أحد مرضي هذه المواقع نظير المال بإيعاز من أطراف خارج مصر. ولذلك بقدر ما يحتاج الأمر إلي جهود من البرلمان للسيطرة علي فكرة الأمن السيبراني المصري والحد من هذه الظواهر. لكن الواقع يثبت أن أكثر من 90% يتعلق بالوعي المجتمعي وسنكمل في هذا الاتجاه وسيكون لنا في دور الانعقاد الخامس وقفة كبيرة وقوية لمواجهة خطر الدارك ويب وسنعلنها لوسائل الإعلام.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق