هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تحت رعاية الرئيس السيسي

علماء 104 دول يناقشون في مؤتمر الإفتاء.. "الفتوي والبناء الأخلاقي في عالم متسارع"

تختتم اليوم الثلاثاء فعاليات المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء. الذي تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية. برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. تحت عنوان: "الفتوي والبناء الأخلاقي في عالم متسارع". بحضور علماء ووزراء ومفتين من مائة وأربع دول حول العالم وبمشاركة أممية واسعة.


ويعدُّ المؤتمر منصةً هامة لمناقشة دَور الفتوي في تعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية في عالم يزداد تسارعًا. حيث يهدُف إلي تعزيز الوعي بأهمية الفتوي الرشيدة في ترسيخ الأخلاق والقيم الإنسانية. ومناقشة دَور الفتوي في مواجهة تحديات العصر الحديث. إضافة إلي تعزيز التعاون بين مؤسسات الفتوي والمنظمات الدولية والإقليمية. ومحاولة الخروج بتوصياتي عمليةي لتعزيز البناء الأخلاقي في المجتمعات.

وقد أثار العلماء حماس الحضور بكلماتهم المؤثرة التي ألقوها أمس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما يحدث هناك من ظلم بيّن وجرائم قتل وحشية وإبادة جماعية.

شهدت الجلسة الافتتاحية عرض فيلم تسجيلي عن أعمال المؤتمر العالمي في نسخته التاسعة. عكس الجهود المبذولة والمنتظرة من المؤتمر. ويعدُّ الفيلم فرصةً فريدة للاطلاع علي كواليس المؤتمر وأهميته» حيث يأتي بمنزلة رحلة في أعماق الجهود المبذولة والتطلعات المستقبلية للمؤتمر.

وقد بدأ الفيلم التسجيلي فقراته بالإشارة إلي ما شَابَ الْوَاقِعَ الْعَالَمِيَّ الْمُتَسَارِعَ الْآنَ من حالة التَّدَهْور الْخَطِير فِي مَنْظُومَةِ الْقِيَمِ وَالْأَخْلَاقِ بِمَا يُهَدِّدُ السِّلْمَ الِاجْتِمَاعِيَّ وَالْأَمْنَ الدَّوْلِيَّ. وهو الأمر الذي لَا يُمْكِنُ لِصَانِعِي الْقَرَارِ وَالْقِيَادَاتِ الدِّينِيَّةِ وَأَصْحَابِ الضَّمِيرِ الْحَيِّ أَنْ يَقِفُوا مَوْقِفَ الْمُتَفَرِّجِ أمامه نتيجة للِانْحِدَارِ الذي يَتَّجِهُ إِلَيْهِ الْعَالَمُ بعد غِيَابِ الْاِلْتِزَامِ بِالْقِيَمِ وَالْأَخْلَاقِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ.

واختتم الفيلم التسجيلي فقراته بالتأكيد علي طموح الْأَمَانَة الْعَامَّة لِدُورِ وَهَيْئَاتِ الْإِفْتَاءِ فِي الْعَالَمِ لأن يَكُونَ مُؤْتَمَرُهَا هَذَا فُرْصَةً حَقِيقِيَّةً لِنُقْلَةي نَوْعِيَّةي فِي مَسَارِ مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ الأخلاقية وَالسَّعْيِ لِتَرْسِيخِ قِيَمِ التَّعَايُشِ وَالتَّعَارُفِ وَالتَّضَامُنِ فِي ظِلِّ التَّنَوُّعِ الدِّينِيِّ وَالثَّقَافِيِّ.

  مفتي الجمهورية:  

الرئيس السيسي يبذل كلَّ الجهود لدعم المؤسسات الدينية

نعترف أنَّنا أمام أزمة أخلاقية صنعتها هيمنة من يريدون إخضاع العالم لنموذج أحادييّ

الأزمات العالمية تكرِّس غياب العدالة والضمير الإنسانيِّ في وقف الإبادة ضدَّ الفلسطينيين

قال فضيلة الدكتور شوقي علام. مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم. إنَّ مصر كانت -ولا زالت- قائدة رائدة علي مرِّ العصور. خاصة في عصر فخامة الرئيس عبد الفتاح السِّيسي. الذي بذل -وما زال- يبذل كلَّ الجهود لدعم المؤسسات الدينية. وفي مقدِّمتها دار الإفتاء المصرية. حيث قدَّم لها كلَّ أنواع الدعم الماديِّ والمعنويِّ الذي ساعدها لتخطو خطوات جادَّة في تجديد الخطاب الإفتائيِّ وجمع المؤسسات والهيئات الإفتائية علي كلمة سواء.
وأضاف خلال كلمته أننا أمام أزمات تعصف بمحيطنا الإقليمي والدولي. وننطلق في هذا المؤتمر من رؤية حضارية تستند إلي مبادئ دينيّة قويمة. ومعالم وقيم إنسانية مشتركة. تمنح الوازع الأخلاقي الأولويّة الكبري في بناء الإنسان والتّفاعل مع عناصر الكون التي سخّرها الله لخدمة البشرية. وهذه الرؤية الحضارية يعزّزها تاريخ قديم قدم الوجود الإنساني علي هذه الأرض. حيث سعي الإنسان منذ وجوده في هذه الدّنيا إلي تحصيل الكمال. ونشأت الأفكار والفلسفات من أجل تحقيق ذلك الهدف الأسمي وهو تكميل النّفس البشرية بالقيم والفضائل. وجعلها أساسًا للعمران» وصولًا إلي تحصيل السعادة في الدّارين.
ومن هذا المنطلق يأتي دور الفتوي في تبليغ الأحكام الشّرعيّة في كافّة مناحي الحياة من خلال ذلك الأساس الأخلاقي الذي بُنيت عليه الشّريعة. مع ضرورة المواجهة العلمية الجادّة للأطروحات الفكريّة التي تدعو إلي الانسلاخ من القيم الأخلاقية المشتركة.
وأضاف: لابدّ من الاعتراف أنّنا أمام أزمة أخلاقية ونفسية وروحية. صنعتها محاولات الهيمنة والسيطرة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية. التي يقوم بها من يريدون إخضاع العالم لنموذج أحاديّ. تغيب عنه الرؤية الأخلاقية. وتتحكّم فيه نظرة ماديّة تركت فراغًا روحيًّا عميقًا في النفوس. أدَّي إلي وجود نزعتي التّطرّف والانحلال. اللّذين يشتركان في إهمال الجانب الروحيّ وغياب السّقف الأخلاقي رغم اتّجاههما المتضادّ. إضافة إلي الأزمات العالمية التي تكرّس انتشار الفقر والجوع وغياب العدالة. وكذلك غياب الوعي والضمير الإنساني الأخلاقي في منع الصراعات. ووقف الاحتلال العسكريّ الغاشم الذي يمارس الإبادة ضدّ المدنييّن في فلسطين وغيرها من دول العالم. ولاشكّ أنّنا في ظلّ هذه التحديات نتحمّل مسؤولية كبري تفرض علينا توظيف العمل الإفتائيّ في ترسيخ منظومة القيم والأخلاق الدينية والإنسانية للخروج من هذه الأزمة. وهو ما نأمله من هذا المؤتمر الذي يضمّ نخبة من العلماء والمؤسسات الدّينيّة المؤثّرة.

  وزير الأوقاف د. أسامة الأزهري:  

المؤسسات الدينية في مصر تقف صفًّا واحدًا تحت راية الأزهر الشريف

ندين بشدة الإساءة للسيد المسيح في أولمبياد باريس

مصر تدعم دائما القضية الفلسطينية ولابد من إنهاء الظلم والعدوان علي غزة

ألقي فضيلة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف كلمة مؤثرة ركَّز فيها علي أهمية الأخلاق الإسلامية في بناء عالم أفضل. وأدان الإساءة التي تعرض لها السيد المسيح عليه السلام. من قبل مونديال باريس.
وفي بداية كلمته التي ألقاها نائبًا عن رئيس الوزراء المهندس مصطفي مدبولي. أكد الوزير علي وحدة المؤسسات الإسلامية في مصر تحت قيادة الأزهر الشريف. وشدد علي أهمية التعاون المشترك لخدمة الإسلام والمسلمين. وربط الوزير بين الفتوي والأخلاق. مؤكدًا أن الأخلاق الإسلامية هي الحل لمشاكل العالم المعاصر كما استشهد بأحاديث نبوية شريفة تبيِّن جمال الأخلاق الإسلامية وتأثيرها الإيجابي علي المجتمع.
وأضاف: إننا في مصر ودار الإفتاء المصرية ونقابة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية نقف صفًّا واحدًا وعلي قلب رجل واحد وهو الأزهر الشريف. وتحت رايته وخلف إمامنا الأكبر شيخ الأزهر الشريف الذي هو أستاذنا ورمزنا وإمامنا المعبر عنَّا جميعًا نحن المسلمين أمام العالم الذي نكنُّ له الوفاء والبر والمحبة.
وتابع: لقد وفِّقت دار الإفتاء في اختيار موضوع المؤتمر "الفتوي والبناء الأخلاقي في عالم متسارع". وهذه ثلاث كلمات تحدد إطار المؤتمر: الفتوي والأخلاق والعالم. مشيرًا إلي أنَّ سياسات العالم معقدة ومتشابكة. وهدف المؤتمر أن يقتبس من الأخلاق قبسًا ونورًا وحكمة لنطفئ بها نيران العالم المتسارع.
في إطار آخر أكَّد وزير الأوقاف علي دعم مصر الدائم للقضية الفلسطينية. ودعا إلي إنهاء الظلم والعدوان علي غزة. كذلك أدان الوزير بشدة الإساءة التي تعرض لها السيد المسيح عليه السلام في افتتاح أولمبياد باريس. ودعا إلي الحوار والتعاون بين الأديان. وضرورة العودة إلي مبادئ الإسلام السمحة والعمل علي نشرها في المجتمع. والوحدة والتعاون لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية.

  الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر:  

الفتوي تضطلع بدَور حيوي في زمن صعب تنتهك فيه حقوق الإنسان بلا هوادة

استهداف المدنيين وصمة عار في تاريخ البشرية

ندعم أشقاءنا الفلسطينيين الواقفين في وجه الآلة الصهيونية المتغطرسة

أكد فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في كلمته التي ألقاها نيابة عنه د. محمد الضويني. وكيل الأزهر الشريف. علي ضرورة اضطلاع الفتوي بدَورها الحيوي في حياة الناس في ظلِّ زمن صعب تجري فيه انتهاكات حقوق الإنسان بلا هوادة. وانتهاك القيم الأخلاقية والفطرة البشرية. والتجرؤ علي الفتوي الصحيحة. وانتشار دعاوي تسعي لتمييع الدين أو تنشد التطرف والإرهاب.
وأبدي شيخ الأزهر الدعم الكامل لأشقائنا الفلسطينيين وهم يقفون في وجه الآلة الصهيونية المتغطرسة. وتأكيده أنَّ استهداف المدنيين جريمة ووصمة عار علي جبين البشرية يسجلها التاريخ.
وقال الضويني إننا في أشدِّ ما تكون حاجتنا إلي تلك الثلاثية المتماسكة التي يطرحها المؤتمر. وهي: الفتوي والبناء الأخلاقي والعالم المتسارع. ويأتي المؤتمر حلقة في سلسلة الوعي الذي تعمل عليه المؤسسة الدينية في مصر لمناقشة القضايا المعاصرة في إطار شرعي يستجيب للواقع ولا يخرج عن الثوابت ويحفظ علي الناس الضروريات الخمس التي تدور حولها أحكام الشريعة.
إن عالمنا ينطلق بالتطور المتسارع في اقتحامه كلَّ مجالات الحياة. وفي انتقال آثار هذا التسارع والتغير لكثير من بقاع الأرض دون نظر لقواعد إيمانية أو مكونات هوية أو حدود جغرافية. ومن التسارع العجيب هذه اللوثة التي تصيب المجتمع في نواته الصلبة وتحاول أن تستبدل بالأسرة الشرعية والعفة شذوذًا يعارض الفطرة ويسمونه زورًا المثلية. بما يخالف منهج السماء. وتلك السياسة التي تقيم حروبًا ظالمة تتجاوز آثارها أطراف الحرب علي بلدان السلام التي لا ناقة لها في الحرب ولا جمل. وتصطلي بنارها دون ذنب. وهذا التسارع يدفعنا للتطرف إما تشددًا وانغلاقًا أو إلحادًا وانفلاتًا يهدد العقائد ويهدر الثوابت. وهذا الذكاء الاصطناعي أوقع الناس في حرفية ونصية ملبسة. ولو كنا نوقن أن الفتوي ضابط حركات الناس. فإن حياتهم تحتاج إلي فتوي بصيرة في زمان ضاغط يحتاج إلي فتح أبواب الرجاء.

 نائب الأمين العالم لرابطة العالم الإسلامي: 

 نسعي إلي إيجاد إطار من الشراكة مع مختلف الأديان من أجل سلام البشرية

قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزيد. نائب الأمين العالم لرابطة العالم الإسلامي. أمين مجمع الفقه الإسلامي: إنَّ هذا المؤتمر يكتسب أهمية لاختياره موضوعًا هامًّا يمسُّ الإنسانية بمختلف مستوياتها. ويناقش جانبًا مهمًّا وهو الجانب الأخلاقي. مشيرًا إلي أنَّ هذا المؤتمر يُعقد في أجواء عالمية مشحونة بالتوتر جرَّاء ما يقع في فلسطين المحتلة ومواصلة العمليات الإسرائيلية الهادفة للإبادة في مشهد مجرد من كل القيم الإنسانية.
وأضاف: نحن في رابطة العالم الإسلامي نثمِّن الجهود الكبيرة التي يبذلها خادم الحرمين وولي عهده لنصرة القضية الفلسطينية. لتوحيد الرأي العالمي حول إيجاد حل عادل وشامل وتفعيل المبادرات العالمية حيالها. كما نستعرض شواهد علي إبراز القيمة المطلقة علي الأخلاق. ويكفي أن نشير إلي الهَدي النبوي الذي يقول "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وأكد أن الدين هو منبع الأمان النفسي والقيم الخلقية. وأن رابطة العالم الإسلامي تدرك أهمية الدين لتحقيق الأمن والسلام. ومن ثَمَّ سعت إلي إيجاد إطار من الشراكة مع مختلف الأديان من أجل سلام البشرية.

  الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي: 

التاريخ خير شاهد أن ديننا الحنيف لم ينتشر بسيف بل بقيمة الأخلاق والتسامح

منظمة التعاون الإسلامي تجدِّد دعوتها لوضع حديّ للاحتلال البغيض في فلسطين

قال الدكتور قطب سانو. الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي: في كلمة ألقاها نيابةً عن السيد حسين طه إبراهيم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. إن المؤتمر ينعقد في الوقت الذي يشهد فيه العالم تطورات مذهلة في الفكر والسلوك. وتغيرات متلاحقةً في المفاهيم والمنطلقات. وتقلبات متصاعدة في المواقف والموازين. وتحديات محيرة في عالم القيم والأفكار والمبادئ. وفوق كل ذلك. فإنَّه يعاني صراعًا متقدًا بين الحق والباطل. وبين النور والظلام. وبين الرحمة والقسوة. وبين العدل والجور. مما أدي إلي نشوب حروب جهنمية وصراعات دموية في أرجائه لا تفتأ تحصد أرواح الأبرياء من النساء والولدان والشيبان. وتقضي علي الثمرات والممتلكات. وتطال جهارًا نهارًا القيم والمبادئ.
واستطرد قائلًا: اسألوا التاريخ. والتاريخ خير شاهد. أن ديننا الحنيف لم ينتشر بسيف ولا برصاص بل بالأخلاق الفذة العظيمة التي جعلت الناس في مشارق الأرض ومغاربها يدخلون في دين الله أفواجًا. اسألوا التاريخ والتاريخ خير شاهد أن الحضارة التي سعدت البشرية في ظلها ذات يوم. وانتشر التسامح والتعاون والتضامن والتآزر في أرجائها كانت حضارة انبثقت وقامت علي هذه القيمة. قيمة الأخلاق.
إن انهيار هذه القيمة في بنية النظام العالمي المعاصر هو الذي جعل العالم اليوم يتفرج بدم بارد علي ما يتعرض له ليل نهار أطفال فلسطين من قتل وتقتيل وتجويع علي أيدي الصهاينة... نعم إن هشاشة مكانة هذه القيمة في نفوس المتحكمين في العالم المغلوب علي أمره هي التي جعلت العالم الحر يشاهد بلا إحساس ما تتعرض له حرائر فلسطين من هتك وعدوان..
ولفت النظر الي أنَّ منظمة التعاون الإسلامي تجدِّد دعوتها الأمة الإسلامية والعالم الحر إلي المسارعة إلي وضع حديّ للاحتلال البغيض والظلم الغاشم الذي تتعرض له فلسطين المحتلة منذ عقود علي أيدي حفنة من الصهاينة المتطرفين الذين تجردوا من كل معاني الإنسانية والرحمة والعدل كما أنها تجدد دعوتها المنظمات والمؤسسات الدولية إلي التعاون والتضامن من أجل مواجهة التحديات التي تواجهها القيم والمبادئ في هذا العصر.

  مفتي القدس الشيخ محمد حسين:  

الفلسطينيون يقبضون علي الجمر في زمن قاسي

صوت الساسة ورجال الدين لابد أن يصدح عاليًا أمام ما يحدث من استباحة للأقصي

دعا مفتي القدس والديار الفلسطينية سماحة الشيخ محمد حسين. إلي أن يكون صوت الساسة ورجال الدين والمفكرين عاليًا أمام ما يحدث من استباحة للمسجد الأقصي المبارك والأبرياء المرابطين فوق كل ذرة من تراب فلسطين الطاهر. وهم يعانون القتل والتشريد والإبادة. علي مرأي ومسمع من العالم كله.
وأضاف أن الفلسطينيين القابضين علي الجمر. يحرسون المسجد الأقصي وأرض الآباء والأجداد. والرسالات. والإسراء والمعراج. وهي الأرض التي تنطلق منها آهات الشعب الذي عاني -وما زال يعاني- من القتل والتشريد والتدمير.
وتابع: يأتي ذلك ونحن أمة السلام. وقد جاء نبينا عليه الصلاة والسلام متممًا لمكارم الأخلاق. وقد اتَّفقت الإنسانية علي قيم الأخلاق. لكنها فضيلة غائبة في وقت يظلم الإنسان فيه أخاه الإنسان. ورحم الله الإمام علي كرم الله وجهه القائل: الناس صنفان» إمَّا أخ لك في الدين. وإما أخ لك في الإنسانية.
وأكد مفتي القدس أن عالمنا غلبت عليه القسوة وذهبت حقوق الإنسان جراء الحيف والميل عن الأخلاق بعيدًا عن المبادئ السليمة التي تحافظ علي الإنسان وكرامته.

  مفتي البوسنة والهرسك يفوز بجائزة الإمام القرافي الشيخ حسين كفازوفيتش:  

الجائزة شَرَفى عَظِيمى لِي وَطَنِي بَلَدى أُورُوبِيىّ صَغِيرى مُلْتَقًي لِمُخْتَلَفِ الأَدْيَانِ والثَّقَافَاتِ والتُّرَاثَاتِ

قال الشيخ حسين كفازوفيتش. رئيس العلماء والمفتي العام في البوسنة والهرسك: إِنَّ التَّطَوُّرَ التِّكْنُولُوجِيَّ. والتَّغَيُّرَاتِ المَنَاخِيَةَ. وَالبَحْثَ عَنْ مَصَادِرَ جَدِيدَةي لِلطَّاقَةِ. وَالكِفَاحَ مِنْ أجْلِ أَسْوَاقي جَدِيدَةي. وَالحُرُوبَ. وَغَيْرَهَا. مَا هِيَ إِلَّا تَغَيُّرَاتي تُؤَدِّي إلَي تَغْيِيرِ مَوَازِينِ القِوَي في العَالَمِ. أمَّا مَدَي انْعِكَاسِهَا عَلَي عَالَمِنَا فَهُوَ مِنَ الضَّخَامَةِ مَا يَفْرِضُ عَلَينا أن نُكَافِحَ لِجَعْلِ تِلكَ التَّغَيُّرَاتِ مُفِيدَةً لَنَا قَدْرَ المُسْتَطَاعِ.

وأضاف خلال كلمته في احتفالية تسليم جائزة الإمام القرافي المقامة علي هامش المؤتمر التي تُمنح هذا العام لفضيلته. إنَّ الإيمانَ ـ فِي هَذَا الكِفَاحِ ـ سَنَدُنَا المَوْثُوقُ. وَمَصْدَرُ قُوَّتِنَا وَعَزِيمَتِنَا. وإنَّ قِيَمَ الإيمانِ وَالخَيرِ والأَخْلَاقِ الحَمِيدَةِ. التي يَنْبَغِي أنْ يَقُومَ عَلَيهَا الجِنْسُ البَشَرِيُّ. هِيَ مُرْشِدُنَا الأَمِينُ في كُلِّ الأَزْمَانِ. وَنَحْنُ نَخْضَعُ لِامْتِحَاني مُتَوَاصِليّ حَتَّي نُؤَكِّدَ هذه القِيَمَ في تَصَرُّفَاتِنَا وَفِي اتِّخَاذِ المَوَاقِفِ الأَخْلَاقِيَّةِ تُجَاهَ مَا يُحِيطُ بِنَا مِنْ أَحْوَالي وَظَوَاهِرَ.

أعرب عن شكره للقَائِمِينَ علي جَائِزَةِ الإِمَامِ القَرَافِيِّ التِي تَمْنَحُهَا الأَمَانَةُ العَامَّةُ لِدُورِ وَهَيْئَاتِ الإِفتَاءِ في العَالَمِ. قائلا َفِي مَنْحِي إِيَّاهَا شَرَفى عَظِيمى لِي. وَاسْمَحُوا لِي في هذهِ المُنَاسَبَةِ أنْ أَقُولَ بِضْعَ كَلِمَاتي عَنْ بَلَدِي: "وَطَنِي البُوسْنَةُ وَالهرْسكُ بَلَدى أُورُوبِيىّ صَغِيرى. كان عَلي مَرِّ الأَزْمِنَةِ والعُصُورِ مُلْتَقًي لِمُخْتَلَفِ الأَدْيَانِ والثَّقَافَاتِ والتُّرَاثَاتِ. وَقَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَةِ قُرُوني. اعتنق شَعْبِي البُوشْنَاقِيُّ الإسلامَ. وَتَبَنَّي مَعَ هَذَا الدِّينِ الجَدِيدِ. ثَقَافَةً وَحَضَارَةً عَظِيمَتَيْنِ. فَبَنَي بِهِمَا رُوحًا بُوسْنِيَّةً فَرِيدَةً. أَصَبَحَتْ بِهَا البُوسْنَةُ والهرْسك مَعْرُوفَةً فِي أُورُوبا".

  شيخ الإسلام في تايلاند:  

مصر لها فضل عظيم ودور رائد في العالم الإسلامي قديمًا وحديثًا

ندرك أهمية الفتوي الشرعية في توجيه حياة المسلمين إلي البناء الأخلاقي

قال الشيخ أرون بون شوم. شيخ الإسلام في تايلاند: إن الدولة المصرية لها فضل عظيم. ودور كبير ورائد في العالم الإسلامي قديمًا وحديثًا في نشر الإسلام. وعزته. وكرامته. وتسامحه. إلي بقاع الأرض. فالجميع يعترف بما قدمته هذه الدولة لأمة الإسلام من إشعاعات النور المحمدي التي أضاءت جميع بلدان العالم.
وأضاف أن المعلوم لديكم أن تايلاند دولة غير مسلمة. والمسلمون في تايلاند أقلية ومع ذلك فإنهم يتمتعون بكل ما يتمتع به غيرهم من حقوق وحرية. ويعيشون مع إخوانهم البوذيين المتسامحين وهم الأغلبية بأمن سلام. موضحًا أن من أهم خصائص المجتمع التايلاندي دعم التعايش السلمي بين أصحاب الديانات المختلفة بوجود الملك الذي يرعي جميع الأديان وهو بوذي الديانة. وكذلك وجود الدستور الذي يضمن الحقوق والحرية. ويدعم جميع الأديان. وأيضًا وجود تاريخ مشترك بين المسلمين والبوذيين في بناء الدولة والدفاع عنها. حيث ربطت بينهم صلة قرابة وصلة أخوية من قديم الزمان إلي وقتنا الحاضر. وبهذه الخصائص الثلاث ساد المجتمع التايلاندي جو التعايش السلمي بين أصحاب الديانات.
وأشار إلي أن الفتوي في كثير من الأحيان قد واجهت صعوبات وتحديات معاصرة. مثل الفتوي في مسألة الزواج المثلي الذي يعترف به قانونيًّا في الدولة. ومسألة المسكرات. والمخدرات. والممارسات الجنسية. والمعاملات الربوية. ونحو ذلك. مما أباحه القانون.. ومن هنا ندرك أهمية الفتوي الشرعية في توجيه حياة المسلمين وكذلك غير المسلمين إلي البناء الأخلاقي وإلي تعزيز السلام والوئام في المجتمع. خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في الوقت الحاضر.

  د. عمر الدرعي:  

لا مستقبل للإنسانية إن تجردت من الأخلاق

قال الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات: إن السياق العام يتسم بـ "السرعة والعالمية" وشبكة كبيرة من التحديات التي تحتاج إلي السعي الدؤوب لمواجهتها.. وتساءل الدرعي عن دور الأخلاقيات في فن الفتوي المعاصرة. مجيبًا بأنهما لا تنفصلان. فـ"الشريعة كلها إنما هي تخلُّق بمكارم الأخلاق". ومن هنا فوظيفة المؤسسة الإفتائية كانت دائمًا تهدُف لترسيخ الأخلاق وتعزيز القيم الإنسانية. وهي بحاجة إلي تكاتف الموقف الديني والأخلاقي والقانوني. سواء في مجال الطب والأسرة. أم الاقتصاد والتقنية. والمسائل الإنسانية كمسائل الاستنساخ والقتل الرحيم والأجنة والحمل خارج الرحم. ومسؤولية الروبوتات. والأغذية المستنبتة. وزراعة الأعضاء.
أضاف: أن جميع الأديان والثقافات والفلسفات تؤكد أن القيم الإنسانية هي السد الواقي من المخاطر. فالأخلاق من الثوابت الإنسانية أما الفتوي فتتغير بحسب الزمان والمكان والحال. ومن هنا فمعيار الأخلاق في الفتوي متطلب إنساني قبل أن يكون دينيًّا. وبه يتم التواصل الحضاري. وننفتح علي العلوم الكونية والطبيعة. مع ترسيخ التواصل الحضاري والتعايش والتسامح والتنمية.

  مدير تحالف الحضارات بالأمم المتحدة:  

الفوضي العالمية الحالية لا تعمل لصالح أحد وعلينا تعزيز الحوار والاحترام المتبادل

مهمتنا معالجة الأسباب الجذرية للاستقطاب والتطرف

قالت السيدة نهال سعد. مدير تحالف الحضارات بالأمم المتحدة: "إننا نعيش في عالم متسارع ومعقد وفوضوي. الفوضي العالمية الحالية لا تعمل لصالح أحد. عالمنا يواجه تحديات وجودية تشمل الصراعات العنيفة والحروب وتغير المناخ والفقر والتهديدات النووية. كما توجد جميع المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي غير المنضبط حيث يتم تجريد الحقيقة والحقائق من جميع المعاني في عصر التزييف العميق والمعلومات المضللة."
وأضافت: "المجتمعات أكثر تفرقًا وانقسامًا من أي وقت مضي بسبب عدم المساواة والتمييز وخطاب الكراهية واللغة اللاإنسانية ضد الآخر. علينا أن نعترف بأن المجتمعات المنقسمة هي مجتمعات ضعيفة. حيث يمكن أن تترسخ السرديات المتطرفة وتتصاعد التوترات بسرعة إلي العنف والتعصب الديني مما يقوض القيم الديمقراطية."
أكدت أنه "علي مر السنين. قدم تحالف الأمم المتحدة للحضارات منصة معترف بها للحوار بين الأديان والثقافات بهدف جسر الفجوات الثقافية وبناء مجتمعات شاملة وسلمية. نحن نفخر بأنفسنا ككيان رائد للأمم المتحدة يوفر منصة عالمية للحوار بين الثقافات والزعماء الدينيين عبر طيف الإيمان."
وشددت علي ضرورة حماية كرامة الإنسان واحترام حقوقه. قائلة: "حماية كرامة الإنسان وحياته واجب أخلاقي. الطريق نحو العيش معًا بسلام كإنسانية واحدة يجب أن يكون قائمًا علي العدالة واحترام حقوق الإنسان."

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق