بين كل فترة وأخري أشتاق لمشاهدة فيلم رومانسي كوميدي راقي. يلعب علي الوتر الحساس. كما تقول شيرين عبد الوهاب في أغنيتها. فيلم لا تكل ولا تمل من مشاهدته. وفي كل مرة تكتشف فيه زاوية جميلة لم تكن تراها في المشاهدة التي سبقتها. الفيلم بطولة اثنين من النجوم المفضلين لدي معظمنا» "توم هانكس" وميج رايان". الفيلم بعنوان "لديك بريد إلكتروني".
جيل التسعينات اعتقد الغالبية العظمي منه كانت له تجارب عديدة علي ما كان يعرف وقتها بـ "غرف الدردشة". عبر الانترنت. تتحدث مع أي شخص حول العالم. تكون صدقات مختلفة. تتعرف علي عادات وتقاليد وناس من شتي بقاع الأرض. وربما من البلد نفسه الذي تعيش عليه.
كان الاتصال بالإنترنت من خلال جهاز الكمبيوتر ومن خلال أكود تابعة لشركات الاتصال أمر في غاية الصعوبة. ليس بضغطة زر كما هي الآن. ولكن مع صعوبتها. كانت لها عذوبتها. وواقعها الثري داخل النفس. قلب يرفرف. وتنهيدات متوالية. في انتظار بدء الاتصال. في انتظار رسالة تظهر لك علي الشاشة: "لديك رسالة بريد في صندوقك الخاص".
مشاعر مراهقة نقية وبريئة. زهور تتفتح وتتعارف من كل حد وصوب. حب يتشكل عبر الواقع الافتراضي. لكن سرعان ما يتغلغل ويسيطر علي العقل قبل القلب ليتحول الافتراضي إلي واقع. بعد أن يشتاق الطرفان لرؤية كل منهما الاخر وجها لوجه. يشتاق إلي أول لمسة إيد حقيقية بعد ما مل من لمسات الكي بورد. يشتاق إلي رؤية الوجه الذي رسمه في خياله بعد أيام أو أسابيع وربما شهور من المحادثة عبر الانترنت.
كل ذلك وأكثر. عبر عنه النجمان هانكس ورايان في هذا الفيلم الأسطوري. بكل احترام وشياكة. دون ابتذال أو مشاهد خارجة. وكعادتهما لا تخلو أفلامهما الرومانسية من خفة دم وكوميديا في رقيهما تماما. قصة تعارف مثيرة ومختلفة. يتبادلان الرسائل عبر الانترنت. يتحدثان في كل شيء ماعدا التفاصيل التي تكشف عن هويتهما لبعض. يتقابلان أكثر من مرة وتدور بينهما أحاديث. دون أن يعلم أي منهما أنه صديقه علي "الإنترنت"!
من شاهد الفيلم يعرف نهايته.
ولكن لمن لم يشاهده سأتركه يستمتع بذلك.
ولكن لا أستطيع أن أختم المقال دون الإشارة إلي أحب جملة إلي قلبي في الفيلم تقولها البطلة للبطل في مشهد النهاية: "تمنيته أن يكون أنت".
اترك تعليق