مبدئيا، لابد من توضيح بعض الأمور حتى يكون الجميع على بينة مما حدث أو سيحدث.
أولا: أقر وأعترف بأن رئيس المهرجان القومي للمسرح، الفنان الكبير محمد رياض، رجل مهذب ومحترم وعلى خلق، ولا أحد يمكنه التشكيك في نزاهته، أو جديته، أو رغبته في أن يكون المهرجان واحدا من أهم المهرجانات المحلية والعربية، وهو كذلك بالفعل.
ثانيا: عندما يبدي أحد ملاحظة على المهرجان فهو يبديها بغرض أن يخرج المهرجان في أفضل صورة تليق بالمسرح المصري.
ثالثا: كل نقد يوجه إلى المهرجان هو موجه إلى المهرجان وليس إلى شخص رئيس المهرجان أو مدير المهرجان، أو عامل النظافة في مقر المهرجان. المهرجان ليس له مقر أصلا.
رابعا: ليس كل من يوجه نقدا إلى المهرجان يكون صاحب غرض، أو كانت لديه رغبة مثلا في العمل بالمهرجان ولم يتمكن من تحقيقها.
خامسا: وهو أمر شخصي لابد من الإشارة إليه، أنا واحد ممن يوجهون نقدا للمهرجان وغيره، وأزعم أنني لا هدف لي سوى الإصلاح، تفضلت إدارة المهرجان، مشكورة، بدعوتي إلى رئاسة إحدى لجان المهرجان، وقد ثمنت هذه الثقة غاليا، لكني اعتذرت عن عدم قبول الدعوة، مؤكدا استعدادي للمساعدة في أي شيء بشكل تطوعي، ومؤكدا كذلك رغبتي في دعم المهرجان من خارجه، ليس تفضلا مني، ولكنه إيمان بأنه دوري الذي يجب على القيام به تجاه مهرجان للمسرح المصري يخصنا جميعا.
اعتقد أنها مقدمة لطيفة وهادئة، وأرجو أن يتسع صدر الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، الذي أحبه وأقدره، والفنان د. أحمد هنو وزير الثقافة، الذي لم أسمع عنه سوى كل خير، فضلا عن وصفه بأنه " أبو ضحكة جنان" وهذه ليست سخرية بالتأكيد، لكنها نعمة يهبها الله لمن يشاء، وكنت أتمنى أن يهبني إياها، لكنه وهبني تكشيرة عظيمة، وإن كانت خادعة والله. فأنا أحب الضحك والسخرية، وعندما لا أجد ما أسخر منه، وكثيرا ما لا أجد، أسخر من نفسي التي تستحق الكثير من السخرية.
تعالى بقى يا أستاذ محمد، وعليك أن تردد بينك وبين نفسك:" الراجل ده بيحبني ويقدرني.. الراجل ده بيحبني ويقدرني"
تقول في ردك، الهادئ والمحترم، إن المهرجان شغال بقى له شهر، عبر الورش التدريبية، الحقيقة لم يطلب أحد ذلك، ولا هي، أقصد الورش، من واجبات المهرجان الموجودة في لائحته أصلا، يبقى المهرجان مش شغال ولا حاجة، دور المهرجان أن يقدم العروض المسرحية المختارة كأفضل عروض هذا الموسم، ويجرى التسابق حولها، وفي النهاية يحصل المجيدون على جوائزهم وانتهى الأمر، مع وجود تكريمات لبعض من أثروا الحركة المسرحية، ومسألة التكريمات هذا العام تحتها 37 خطا، لكني لن أتحدث عنها الآن، عشان وقتك ووقت الناس.
تقول إنك طلبت من الوزير تأجيل المهرجان حتى يخرج في أفضل صورة وتنقله قناة الحياة إلى أوربا وأمريكا، طيب إذا كان المهرجان قد بدأ منذ شهر، كما تذكر، يعني ناس شغالة وزي الفل، ألم يكن هذا الشهر كافيا لتستعد فيه لحفل الافتتاح الضخم الذي يليق بمصر ومسرحها، ثم أليس من الممكن أن يكون هذا الافتتاح عظيما ولائقا بمصر ومسرحها بدون كل هذه التكاليف الباهظة التي علمت أنها تتجاوز المليون جنيه، أليس من الممكن أن يكون عظيما بدون وجود الأستاذة كارول سماحة، التي تردد أنها ستكون ضمن نجوم هذا الحفل العظيم؟
لماذا حفل عظيم ويتكلف كل هذه الأموال، وهناك ألف طريقة يمكن بها تقديم حفل شيك ومحترم بتكاليف بسيطة جدا، خاصة أننا نعاني ضائقة مالية، ثم أليس من الأفضل توجيه كل هذا الأموال للفائزين بالجوائز مثلا، خاصة أن صناع المسرح أغلبهم على باب الله؟
تقول إنك قررت تأجيل المهرجان، وهذا لا يصح، كان من الأفضل أن تستفتي المسرحيين أصحاب الشأن، عندي مشكلة وبفكر في تأجيل المهرجان، أعينوني أعانكم الله، وفي النهاية تصل إلى القرار السليم مدعوما برأي الناس، المهرجان مهرجان الناس وهم الأحق في أن يتستفتوا في شأن يخصهم.
هناك سؤال يمكن أن تطرحه أنت: هل من المستحيل تأجيل أي فعالية ثقافية أو فنية؟ ليس من المستحيل طبعا، ولكن التأجيل يتم لأسباب قهرية، وليس لسبب أظنه بسيطا جدا.
نأتي بقى للموافقة السريعة من د. أحمد هنو وزير الثقافة، ونسأل لماذا كانت سريعة؟
لماذا لم يناقش الوزير معك أسباب التأجيل بشكل غير سريع، نعم نحن في عصر السرعة، ولكن ليس إلى هذه الدرجة، العجلة من الشيطان كما تعرف.
كان على الوزير أن يطرح عليك الأسئلة التالية:
1- ألن يؤثر التأجيل على الموسم المسرحي؟ بمعنى أن كل المسارح عملت حسابها على أن يبدأ المهرجان في 15 سبعة وينتهي في 30 من سبعة نفسه؟
2- ألم تستعد الفرق المشاركة في المهرجان وعملت حسابها على موعد المهرجان المحدد سلفا؟
3- ألن يربك تأجيل المهرجان بعض الممثلين الذين كانوا مرتبطين بأعمال أخرى وقاموا بترتيب أمورهم حسب الموعد المحدد للمهرجان؟
4- ألن يكون أحدهم مرتبطا بسفر أو خلافه، ورتب ظروفه حسب موعد المهرجان؟
5- ألا يوجد ممثل أو مخرج، كان يستعد مثلا لعقد قرانه، أو لإجراء جراحة لاستئصال المرارة، وقام بتأجيل ذلك إلى مابعد 30 سبعة؟
6- ألا يمكن افتتاح المهرجان في موعده المحدد سلفا والاستغناء عن حفل الافتتاح الذي ستشاهده أوربا وأمريكا، وتقديم الاعتذار لمواطني أوربا وأمريكا والقارة القطبية عن عدم مشاهدة كارول سماحة، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وأعتقد أنهم كانوا سيقدرون الموقف، خاصة سكان القارة القطبية.
7- أليس لدار الأوبرا، التي ستستضيف حفل الافتتاح، برنامج سنوي محدد ومعروف، هل أرسلت إلى الدار بموعد الافتتاح حتى تضعه في حساباتها، أم أن الأمور تمضي كيفما اتفق؟
أسئلة كثيرة كان يجب على الوزير أن يطرحها عليك قبل موافقته السريعة والحاسمة، وبالتالي فكل هذه الارتباكات التي حدثت، تقع مسئوليتها عليكما.
أكتفي بهذا القدر.. والحديث متصل.. وكذلك الود والمحبة
اترك تعليق