موسم المانجو في الإسماعيلية يختلف عن باقي المحافظات. حيث يبدأ الإنتاج من آخر أسبوع في شهر يوليو وحتي نهاية شهر سبتمبر. وتنتج المحافظة ثلث إنتاج مصر من المانجو بمساحة مزروعة تتخطي 88 ألف فدان.
كما أن المحافظة تنظم لها مهرجاناً سنوياً يهدف لجذب استثمارات لإنشاء مصانع لتغليف وتعليب المانجو وصناعة العصائر وغيرها للتصدير. وهو ما يعود بالفائدة علي محاصيل أخري يتم الترويج لتصديرها مثل الفراولة والبرتقال الصيفي الذي تصدره مصر لعدد كبير من دول العالم لاسيما الصين.
وفي الإسماعيلية هذا الموسم تتجاوز المانجو أحزانها. لتعوض خسائرها في العام الماضي بسبب مرض "العفن الهبابي" والتغيرات المناخية والتي أثرت علي إنتاجية المحصول بشكل كبير.
وتشير تقديرات المزارعين والمسئولين بالإسماعيلية إلي أن هذا الموسم يبشر بالخير. وأن هناك زيادة في الإنتاج تتراوح ما بين 40 إلي 50% عن الموسم الماضي. بشرط استقرار الظروف الجوية حتي موعد جني المحصول. كما أكدت شعبة الخضر والفاكهة بالغرفة التجارية بالإسماعيلية. إقامة مزيد من شوادر بيع المانجو لتخفيف العبء عن المواطنين. في الوقت الذي بحث فيه بعض المزارعين عن حلول لتقليل تكلفة الإنتاج. من خلال بيع المحصول في مكانه للتجار والمصانع دون الذهاب إلي أسواق الجملة.
قال د. سيد خليل نقيب الزراعيين بالإسماعيلية إن هناك زيادة في الإنتاح من محصول المانجو هذا العام. ومن المنتظر أن يكون إنتاج الفدان من الأصناف البلدية من ثلاثة إلي ثلاثة ونصف الطن مقارنة بأقل من ثلاثة أطنان خلال العام الماضي. كما يتراوح إنتاج الأصناف الأجنبية بين أربعة وخمسة أطنان مقارنة بنحو 3.5 طن خلال العام الماضي.
ويؤكد خليل أن المانجو تعُد المحصول الرئيسي في المحافظة وتمثل نصف المساحة المزروعة بالفاكهة. حيث تمثل مساحة الفاكهة نحو 233 ألف فدان في حين تبلغ المساحة المزروعة من المانجو نحو 118 ألف فدان. كما تمثل ربع مساحة المحافظة من الزمام المزروع من الخضر والفاكهة وكافة المحاصيل.
ويشير إلي أن المانجو الإسماعيلاوي تتميز بنكهة مميزة تختلف عن أي مانجو داخل مصر نفسها. وذلك في صفات السكر والحلاوة والحموضة والأملاح. فهي الأفضل من أي مكان آخر حتي الأصناف الأجنبية ذاتها. خاصة صنف "العويس" الذي تصل نسبة السكر فيه إلي أكثر من 20%.
تسهيل إجراءات التصدير
قال المهندس فتحي محروس مدير عام التسويق والصفقات الخارجية السابق بمديرية الزراعة بمحافظة الإسماعيلية. إنه لابد من تسهيل الإجراءات التصديرية لقطاع الزراعة وتشجيع صغار المصدرين علي فتح أسواق جديدة مما يؤدي إلي ارتفاع الدخل بالمحافظة. ويشير إلي أن المراكز البحثية بصدد استنباط أصناف جديدة عالية الجودة من المانجو توجه للأسواق الخارجية. ويضيف أن دول العالم بدأت في النظر إلي الخريطة الزراعية لمحافظة الإسماعيلية خاصة محصول المانجو. بعد إقامة مهرجان المانجو الذي حضره العديد من سفراء الدول. وهو ما يؤكد الحاجة إلي ضرورة إنتاج محاصيل عالية الجودة. بالإضافة إلي ضرورة وجود تعاون مشترك بين مديرية الزراعة. والحجر الزراعي. والرقابة علي الصادرات. وقطاع الجمارك. وهيئة السلامة الغذائية. لفتح أسواق جديدة لصادرات المانجو.
وحول أهم الأسواق الخارجية للمانجو. يشير المهندس فتحي محروس. إلي أن أهم أسواق المانجو هي الصين والهند ومعظم الدول العربية بالإضافة إلي روسيا وإنجلترا وإيطاليا. وكانت الهند من أهم الدول المستوردة للمانجو الإسماعيلاوي بالرغم من أنها مصدر المانجو في الأساس. حيث تتميز المانجو الإسماعيلاوي بالسكريات العالية والملوحة القليلة.
يؤكد علي العكرمي رئيس شعبة الخضر والفاكهة بالغرفة التجارية بالإسماعيلية. أن محصول هذا العام يبشر بالخير حتي الآن. ويضيف أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت في زيادة إنتاج هذا العام حتي الآن. منها الجو والحرارة المعتدلة. وخلوه من البرد الشديد. والزيادة التدريجية في درجات الحرارة خاصة في شهر أبريل ومايو. وعدم وجود العواصف الترابية التي تؤدي إلي سقوط الثمار في أثناء تباشيرها. فضلا عن دور وزارة الزراعة في القضاء علي الآفات خاصة مرض العفن الهبابي. والذي تم القضاء عليه بصورة نهائية من أشجار المانجو. وستقوم شعبة الخضر والفاكهة هذه العام بعمل مزيد من الشوادر الخاصة ببيع المانجو للمواطنين بالتعاون مع الجهاز التنفيذي للمحافظة. وذلك للتغلب علي مشكلة الوصول إلي التجار.
ارتفاع الأسعار
وقال محمد عبدالوهاب أحد شباب الخريجين بمنطقة شرق قناة السويس إن حالة المانجو جيدة هذا العام. ولكن نناشد وزارة الري بمساعدة الفلاح خلال هذه الفترة بسبب ارتفاع درجة الحرارة الشديد. وذلك من خلال تغيير مناوبات الري. لتكون 4 أيام "فتح". و4 أيام أخري "غلق". وذلك بدلا من المناوبات الحالية. حيث تحتاج المانجو خلال هذه الفترة إلي المياه ورش الذباب والحشرات. ورش الحشيش أسفل الأشجار بالأدوية.
ويضيف أن المشكلة تكمن في ارتفاع تكاليف الإنتاج فزجاجة مبيد الحشائش الواحدة ارتفعت من 50 جنيها إلي 300 جنيه وهي لا تكفي سوي رشتين فقط سعة 20 لترا. كما أن سعر شيكارة الملح غير المدعوم وصلت إلي 600 جنيه بينما يتم دعم النترات واليوريا فقط. ولذا نطالب بإضافة الملح إلي بنود الدعم لأنه يباع في السوق السوداء بمبلغ 600 جنيه. فضلا عن ارتفاع أسعار السولار. وتكاليف العمالة اليومية حيث وصلت أجرة العامل الواحد إلي 150 جنيها يوميا. فضلا عن ارتفاع أسعار الكالسيوم والمغذيات الأخري. والخلاصة أن من يقدم خدمة جيدة سيحصل علي إنتاج جيد من المحصول. ويتابع أن سعر الكرتونة الفارغة ارتفع أيضا من 15 إلي 25 جنيها. كما ارتفعت تكلفة نقل الكرتونة الواحدة من 7 إلي 10 جنيهات. وهو ما دفع بعض المزارعين إلي بيع المحصول من الأرض مباشرة للتجار والمصانع. لتوفير تكاليف التعبئة والنقل والعمولة. بينما يضطر المزارعون إلي توريد المحصول إلي التجار الذين حصلوا علي قروض منهم لسداد هذه الديون. ويطالب عبدالوهاب بتعديل شروط السلف التي يتم الحصول عليها من بنك التنمية والائتمان الزراعي. حيث اشترط البنك سداد القروض القديمة تماما للحصول علي قروض جديدة. حيث لم يعد هناك تدوير للقروض كالسابق. ولكن يجب علي المزارع السداد أولا ثم التقديم للحصول علي قرض جديد بعد 15 يوماً من سداد القرض السابق.
أحسن موسم
من جانبه. أشار المهندس جودة العبادي. خبير زراعي بالإسماعيلية. إلي مدي تأثير التغيرات الجوية علي إنتاج الأصناف المحلية العويسي والسكري والزبدة وغيرها.
وقال إن الأصناف المحلية للمانجو الاسماعيلاوي تعاني من ظاهرة المعاومة وهي "التناوب في حمل الثمار" وهي عبارة عن ميل الشجرة إلي الحمل الغزير في عام ما وحملها محصول قليل جدا أو قد لا تحمل بالمرة في العام التالي له. والسنة التي تحمل فيها الشجرة محصول عالي تسمي سنة الحمل الغزير في حين تسمي السنة التالية بسنة الحمل الخفيف وقد تظهر في بعض الأحيان في سلسلة متعاقبة من السنين إن المحصول يقل في سنتين متتاليتين تليها سنة حمل غزيرة أو العكس صحيح. والحمد لله هذا العام يعد من أحسن مواسم المانجو بجميع أصنافها وستكون الأسعار في متناول الجميع وسوف يستفيد المواطن البسيط هذا العام ويتناول أحلي مانجة اسماعيلاوي بجانب تحقيق أرباح ومكاسب لأصحاب المزارع والتجار أيضاً لاسيما وأن الموسم يبشر بالخير.
اترك تعليق