يعد يوم الثالث من يوليو عام 2013، من الأيام الخالدة فى تاريخ مصر، بعد أن استطاع الشعب بغالبية طوائفه ان يفرض كلمته ويسقط أخطر تنظيم ارهابى عرفته البلاد، استطاع بمساعدة قوى دولية وإقليمية أن يصل إلى حكم مصر، فى غفلة من الزمن.. لكن الشعب صحح الخطأ وطهر الوطن من أخطر تنظيم متآمر عرفته مصر علي مر تاريخها.
كان مطلب المتظاهرين بالشوارع والميادين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إلا أن قيادات الجماعة الارهابية التى استولت على حكم مصر وبدأت السيطرة عليم فاصل الدولة، أعلنت رفضها لإجراء الانتخابات وزعمت انها ستظل تحكم مصر 500 سنة.
الحوار الأخير
حرص القائد العام للقوات المسلحة فى ذلك الوقت الفريق عبدالفتاح السيسى على الاجتماع بمحمد مرسى لإقناعه بضرورة الاستجابة لمطالب الشعب والقوي السياسية المختلفة باجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة ودار بينهما هذا الحوار فى 2 يوليو 2013:
مرسي: الجيش موقفه إيه من اللي بيحصل هيفضل كده يتفرج مش المفروض يحمي الشرعية؟
السيسي: شرعية ايه؟!. الجيش كله مع إرادة الشعب وأغلبية الشعب- حسب تقارير موثقة- مش عايزينك.
مرسي: أنا أنصاري كتير ومش هيسكتوا.
السيسي: الجيش مش هيسمح لأي حد يخرب البلد مهما حدث.
مرسي: طيب لو أنا مش عايز أمشي؟
السيسي: الموضوع منتهي وما عدش بمزاجك وبعدين حاول تمشي بكرامتك وتطالب من تقول إنهم انصارك بالرجوع لمنازلهم حقناً للدماء، بدلاً من ان تهدد الشعب بهم.
مرسي: بس كده يبقي انقلاب عسكري وأمريكا مش هتسيبكم.
السيسي: احنا يهمنا الشعب مش أمريكا وطالما انت بتتكلم كده. أنا هكلمك علي المكشوف.. احنا معانا أدلة تدينك وتدين العديد من قيادات الحكومة بالعمل علي الإضرار بالأمن القومي المصري. والقضاء هيقول كلمته فيها وهتتحاكموا قدام الشعب كله.
مرسي: طيب ممكن تسمحوا لي أعمل شوية اتصالات. وبعد كده أقرر هعمل ايه.
السيسي: مش مسموح لك. بس ممكن نخليك تطمن علي أهلك فقط.
مرسي: هو أنا محبوس ولا ايه؟
السيسي: أنت تحت الاقامة الجبرية من دلوقتي.
مرسي: ما تفتكرش ان الاخوان هيسكتوا. لو أنا سبت الحكم هيولعوا الدنيا.
السيسي: خليهم بس يعملوا حاجة وهتشوف رد فعل الجيش.. اللي عايز يعيش فيهم باحترام اهلا وسهلا. غير كده مش هنسيبه واحنا مش هنقصي أحداً والاخوان من الشعب المصري وما تحاولش تخليهم وقود في حربكم القذرة لو بتحبهم بجد تنحي عن الحكم وخليهم يروحوا بيوتهم.
مرسي: عموماً أنا مش همشي والناس بره مصر كلها معايا وأنصاري مش هيمشوا.
السيسي: عموماً أنا نصحتك.
مرسي: طيب خد بالك أنا اللي عينتك وزير وممكن أشيلك.
السيسي: أنا مسكت وزير دفاع برغبة الجيش كله ومش بمزاجك وانت عارف كويس. وبعدين أنت متقدرش تشيلني انت خلاص لم يعد لك أي شرعية.
مرسي: طيب لو وافقت أن اتنحي. ممكن تسيبوني أسافر بره وتوعدني انكم مش هتسجنوني.
السيسي: مقدرش أوعدك بأي حاجة.. العدالة هي اللي هتقول كلمتها.
مرسي: طيب طالما كده بقي أنا هعلنها حرب ونشوف مين اللي هينتصر في الآخر.
السيسي: الشعب طبعاً هو اللي هينتصر.
وانتهي الحوار عند هذه الجملة بقول السيسي لمرسي: انت من دلوقتي "محبوس".
في مساء نفس اليوم 2 يوليو 2013 وجه محمد مرسي خطاباً أعلن فيه رفضه مطالب الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
بيان السيسى
دعت القوات المسلحة لعقد اجتماع لحل الازمة ودعت إليه قيادات الاخوان ومنهم سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، ولكنه لم يحضر، بينما حضرت باقي القوي السياسية ومن بينهم محمد البرادعي رئيس حزب الدستور انذاك ومحمود بدر مؤسس حركه تمرد وسكينة فؤاد الكاتبة الصحفية وجلال مُرة أمين عام حزب النور بجانب د.أحمد الطيب شيخ الازهر والبابا تواضروس رئيس الكنيسة المرقسية، بالاضافة إلى قيادات القوات المسلحة واستمر الاجتماع لعدة ساعات حتي تم التوافق، وألقي عبدالفتاح السيسى بيانه التاريخي الذى أعلن فيه عن 10 قرارات لإنقاذ مصر، وهي على الوجه التالى:
1- تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.
2- يؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة.
3- إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. علي أن يتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا ادارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.
4- لرئيس المحكمة إصدار اعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية.
5- تشكيل حكومة كفاءات وطنية قادرة وقوية تتمتع بجميع الصلاحيات لادارة المرحلة الحالية.
6- تشكيل لجنة تضم كل الاطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة علي الدستور الذي تم تعطيله مؤقتاً.
7- مناشدة المحكمة الدستورية العليا سرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء في اجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.
8- اتخاذ الاجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة ليكون شريكاً في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة.
9- تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف الأطياف.
10- دعوه الشعب المصرى العظيم بكل اطيافه إلى الالتزام بالتظاهر الذي لا يؤدى إلى مزيد من الاحتقان وإراقه دم الابرياء وتحذر من انها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة ضد أى خروج عن السلمية طبقا للقانون وذلك من منطلق مسئوليتها الوطنية والتاريخية، كما وجه البيان التحيه والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين على دورهم الوطنى العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ علي سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.
بعد إعلان البيان مباشرة، عمت الأفراح فى الشوارع والميادين من الأسكندرية إلى اسوان واحتفل المصريون فى الشوارع بسقوط حكم الأخوان، وبدأت مرحلة جديدة لإنقاذ البلاد.. وقال المصريون بكل سعادة وفخر: حمد لله على سلامتك يا مصر.
اترك تعليق