بعد أشهر من الاعتقال. أفرجت إسرائيل عن مدير مستشفي الشفاء. الدكتور محمد أبو سليمة. برفقة 54 أسيرا من غزة بسبب الاكتظاظ في سجونها.
وقال أبو سلمية. وهو طبيب أطفال. في مؤتمر صحفي. إن "الاحتلال الإسرائيلي لم يوجه إليَّ أي تهمة رغم محاكمتي 3 مرات".
وأضاف: "تعرضنا لتعذيب شديد في السجون الإسرائيلية. والاحتلال يقتحم زنازين الأسري ويعتدي عليهم بشكل شبه يومي".
وقال أبو سلمية. ان الأطباء والممرضين الإسرائيليين يضربون ويعذبون الأسري الفلسطينيين ويتعاملون مع أجساد المعتقلين كأنها جمادات". وتابع إن "الكثير من الأسري استشهدوا في أقبية التحقيق وتركنا خلفنا آلاف المعتقلين لدي الاحتلال"... وأشار إلي أن كل أسير لدي الاحتلال فقد نحو 30 كيلوجراما من وزنه مع منع الطعام والتعذيب.
وقال المعتقل المحرر فرج السموني لحظة الإفراج عنه. إن المعتقلين في سجون الاحتلال وخاصة من غزة يعانون ظروفا وأوضاعا مأساوية لا تطاق.
وأشار إلي أن قوات الاحتلال كانت قد اعتقلته في السادس عشر من نوفمبر الماضي من بيته في منطقة القرارة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. ونُقل الي معتقل "سديه تيمان". وتم وضعه في خيمة تضم 30 معتقًلا.
ولفت إلي أن المعتقلين يتعرضون علي مدار الساعة لعمليات تعذيب وتنكيل واعتداءات بمختلف أشكالها. وشبح طوال اليوم. فضلا عن الأمراض التي انتشرت بينهم. من جدري. وجرب وغيرها من الأمراض المعدية.
ونقل المحامي خالد محاجنة الذي تمكن من زيارة أحد المعتقلين قبل نحو أسبوعين في معتقل "سديه تيمان". أن إدارة المعسكر تبقي المعتقلين مقيدين علي مدار 24 ساعة. ومعصوبي الأعين. وهناك من بُترت أطرافهم. وتمت إزالة الرصاص من أطرافهم دون تخدير.
ولا يزال الاحتلال. يرفض الإفصاح. عن أعداد حالات الاعتقال من غزة. وينفّذ بحقّهم جريمة الإخفاء القسري.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 9450 مواطنا من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة. منذ السابع من أكتوبر 2023. إلي جانب الآلاف من المواطنين من غزة. والمئات من فلسطيني الأرض المحتلة عام 1948
وتصاعدت بالتزامن مع ذلك وبشكل غير مسبوق. عمليات التعذيب التي مورست ضد المعتقلين وفقاً لعشرات الشهادات التي تابعتها المؤسسات المختصة. إلي جانب جرائم غير مسبوقة نُفذت بحقهم. وأبرزها التّعذيب. والتّجويع. والإهمال الطبي. والإخفاء القسري. عدا عن ظروف الاحتجاز المأساوية والقاسية. والعزل الجماعيّ. وعمليات التنكيل.
وأفادت تقارير حديثة بأن جيش الاحتلال يستخدم أسري من غزة دروعا بشرية في عملية البحث عن المتفجرات والأنفاق. وأظهرت مقاطع أسيرين وقد ربط علي أحدهما كاميرا مراقبة. وهما يتجولان في بنايات سكنية. بغرض استكشاف المكان. بينما يتحصن الجنود داخل دباباتهم.كما تظهر الصور ربط أسري بحبال وإجبارهم علي الدخول إلي نفق. فيما يسمع صوت أحد الأسري يستنجد بالمقاومة.وبحسب ما تظهر المشاهد. فقد شوهدت جثث لفلسطينيين قتلهم الاحتلال في أكثر من مكان.
وجاء إطلاق سارح المعتقلين من سجن "سديه تيمان". علي وقع تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية عن تعذيب وقتل أسري من غزة في سجن سدي تيمان التابع لجيش الإحتلال. وقدمت منظمات حقوقية إسرائيلية التماسا إلي المحكمة العليا تطالب فيه بإغلاق هذا السجن سيء السعة.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت في نوفمبر الماضي. اعتقال أبو سليمة أثناء عملية إجلاء الجرحي والطواقم الطبية من المجمع الطبي. الذي تعرض لحصار واقتحام من جيش الإحتلال حينها.
ورغم أن الإفراج عنه جاء بعد أشهر من الاعتقال. إلا أنه لم يمر مرور الكرام.فقد انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير. قرار إطلاق سراح أبو سليمة. ورأي أنه إهمال أمني تتوجب عليه المحاسبة.كما شدد علي أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد منع وزير الدفاع يوآف جالانت. وجهاز الشاباك من اتخاذ قرارات بشكل مستقل.
بدوره. أعلن مكتب وزير الدفاع جالانت أنه لم يكن علي علم بقرار الإفراج عن مدير مستشفي الشفاء.ومع بن غفير. اعترض عدد من الوزراء الإسرائيليين. بينهم وزير الشتات عميحاي شيكلي. ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك. مطالبين بإقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار.
بالمقابل. أوعز رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بفتح تحقيق في الإفراج عن مدير مستشفي الشفاء.في حين أكد مكتبه أن أسماء المفرج عنهم من السجناء يحددها مسؤولو الأمن. لافتا إلي أن قرار الإفراج جاء بعد مناقشات في المحكمة العليا.
أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد. فرأي أن الاتهامات المتبادلة في الحكومة وتسريب الانتقادات من داخلها بعد إطلاق سراح مدير مستشفي الشفاء يظهر مدي الخلل الوظيفي فيها.
وقال وزير الاتصالات شلومو كري قائلا: "تحتاج إسرائيل إلي قيادة أمنية جديدة تلتزم بروح وبطولة المقاتلين كما يلتزم رئيس الوزراء بذلك".
وانتقد زعيم حزب "الوحدة الوطنية" الإسرائيلي المعارض بيني جانتس. إطلاق سراح أبو سلمية بعد اعتقال دام 8 أشهر.ورأي جانتس. في بيان أنه "أيا كان مَن اتخذ القرار الإفراج عن أبو سلمية فهو يفتقر إلي القدرة علي الحكم علي الأمور. وينبغي أن يتم طرده اليوم".
وتتهم المعارضة نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه الشخصية. ولا سيما الاستمرار في منصبه. والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب. ولا سيما إعادة الأسري من غزة والقضاء علي قدرات حركة حماس .
لكن منذ أشهر يرفض نتنياهو الاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة. ويدعي أن من شأنها "شلّ الدولة" وتجميد مفاوضات تبادل الأسري لمدة قد تصل إلي 8 أشهر.
وأردف جانتس. الوزير المستقيل من مجلس الحرب: "الحكومة التي تطلق سراح من رعي قتلة 7 أكتوبر وساعد في إخفاء مختطفينا. ارتكبت خطأ عملياتيا ومعنويا وأخلاقيا. كما ادعي.وأردف: "بالتالي. يجب أن ترحل حكومة نتنياهو."
اترك تعليق