اشتهر الممثل القدير الراحل عبد البديع العربي في شبابه بتقديم ادوار رجل الأمن الشريف فى سينما الابيض والاسود ، وعندما اصبح من كبار الممثلين تخصص فى تقديم دور الأب الطيب الحنون..
كان ذو موهبة كبيرة فى اداءاه التمثيلي ، ويعد دوره فى فيلم " العار " علامة مميزة فى تاريخ عبد البديع العربي ، اذ استطاع تقديم شخصية تاجر مخدارت بتناقضات يصعب تصديقها الا من ممثل موهوب مثله ، فهو الاب الحنون لأربعة أبناء قام على تربيتهم على احسن ما يكون " طبيب ، وظابط ، ومهندسة ، وإبن يساعده فى محل العطارة " وزوجة تقية تراعيه وتراعي اولاده وهو فاعل خير وصاحب صوت هاديء وابتسامة ودودة مع الجميع ، ثم يفاجيء المشاهد بأنه من كبار تجار مخدرات بل واورث ابنه هذه المهنة الخطيرة ، فكيف يمكن لانسان ان يعيش حياة طويلة بهذا التناقض دون ادني شعور بتأنيب الضمير ، أيضا دور كبير القرية فى مسلسل "غوايش" الأب القوي لأبن ورث عنه التجبر والقوة ولكنه لم يرث حنانه ، ابو "فاروق الفيشاوي " ونبيل الحلفاوي " الذى كان نفس المسلسل سببا فى شهرته بدور " المعلا قانون " .
عبد البديع العربي ، هو ممثل مصري وُلد يوم 22 يوليو عام 1912 لأسرة ريفية متوسطة بقرية الزعفران بمحافظة كفر الشيخ ، حصل على البكالوريا من مدرسة "الخديوي اسماعيل" عام 1938، وعمل في مصلحة الطب الشرعي مقابل راتب سبعة جنيهات، كما عمل بوزارة المعارف ، و ساهم "عبد البديع" في تأسيس المسرح العسكري عدما اقترح علي وزارة الحربية إنشاء فريق للتمثيل من أبناء القوات المسلحة وتمت الموافقة علي ذلك وكانت أول مسرحية "احمد عرابي" وتم تقديمها علي خشبة المسرح العسكري وكان من بين الجنود الذين قاموا بالتمثيل "إبراهيم الشامي ورشدي المهدي " وبعدها لمع فى الإذاعة، حين التقي محمد محمود شعبان "بابا شارو" وزوجته "صفية المهندس"، وشاركهما في برامج إذاعية كثيرة منها "مايسة" و " علي بابا" و " معروف الاسكافي" و " الداندورما" و"أديب". واشترك في مسرحيات عدة منها "راسوبتين"، "كرسي الاعتراف"، "بنات الري" ،"بيومي افندي"، و"حسن ونعيمة".
وكانت زوزو نبيل الصديقة المقربة منه، كما ظل صديقا لفاطمة رشدي خاصة بعد ان تركت الفن وظلت من غير عمل لفترة طويلة.
هو والد الفنانين "محمد العربي"، "وجدي العربي"، والإعلاميتين "كامليا العربي، ألفت العربي " وجميعهم اعتزلوا العمل الفني والإعلامي ، عمل أولا بالمسرح فى فترة مبكرة، حيث قام بتدريب الممثلين، كما عمل مخرجا فى المسرح المدرسى، ثم عمل فى فرقه رمسيس وقدم علي المسرح العديد من الاعمال منها "المائدة الخضراء واعظم امرأة وشجرة الظلم".
وتوفى في يوم 26 يونيو عام 1996 بعدما قدم ما يقرب من 50 عملا فنيا ، وحصل علي أول جائزة له من خلال مسرحية "الذبائح" .
اترك تعليق