مصر الأولى فى إنتاج البرتقال والتمور والزيتون والخضروات والفواكه..بالتعاون مع القطاع الخاص، الاستثمار هو قاطرة التقدم في جميع الدول لما له من فوائد لا تعد مثل توفير فرص العمل وزيادة الانتاج والصادرات وتقليل الواردات والمحافظة على الميزان التجاري وعلى ميزان المدفوعات وتهتم مصر بالاستثمارات فى جميع القطاعات الاقتصاديه والقطاع الزراعى فى الصدارة سواء كان حكوميا أو عربيا وشركات وكيانات محليه أو جمعيات اهليه وحتي تشجع وقد أولت الدولة توفير البنية الاساسية مثل الطرق والكهرباء والمياه..
حيث تري القيادة السياسية ضرورة التعاون بين القطاع الحكومى والخاص لتعزيز التنمية فى القطاع الزراعى والذى يحظى باهتمام كبير.. والتنمية المستدامة تستلزم التعاون بين كافة القطاعات وليست مقصورة على الحكومة فقط وذلك لتحقيق الأمن الغذائى والحفاظ علي الأسعار.
أكد الدكتور مدحت عنيبر أستاذ الاقتصاد الزراعى بالمركز القومي للبحوث الزراعية، أن القطاع الزراعى يحظى باهتمام كبير..حيث انه يحقق الأمن الغذائى ويحافظ على الاسعار ولأن مصر تعاني من ندرة الأراضي الصالحة الزراعة وندرة المياه اللازمة للنشاط الزراعي ككل لتوفير الانتاج النباتي والحيواني والدواجن والأسماك حتي يمكن التوسع الأفقي والرأسي فقد قامت دراسات كثيرة لأختيار المناطق الصالحة والمتوفر فيها المياه مثل توشكي - شرق العوينات - الدلتا الجديده - سيناء المنيا - الوادي الجديد، ووفرت المياه لتلك المشروعات العملاقه.
أشار د. عنيبر أن كل منطقة بها مشروعات زراعية كبرى يكون الاستثمار الخاص او العربى أو من خلال الجمعيات الاهليه شريك ومساهم فى تلك المشروعات مثلا الدلتا الجديدة والتى شهدت مشاركه كبيرة وفعالة من الاستثمار غير الحكومى سواء أفراد أو جمعيات اهليه أو استثمارات عربية مثل دولة الامارات الشقيقة وبعض الجمعيات الأهلية "جمعيه مصر الخير وأرض الخير" وزرع منها نصف مليون فدان الآن تقريبا ونفس الامر بتوشكي كذلك بعض السعوديين والجمعيات الأهلية ووزارة الزراعه وتم زراعة نصف مليون فدان ومثلها شرق العوينات.
اكد د.عنيبر أن التعاون بين القطاع الحكومى والقطاع الخاص فى مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور جعل مصر حاليا الأولى على العالم فى إنتاج التمور بحوالى 18% من إنتاج العالم مع اقامة 14 مصنعا للتمور وايضا التعاون مع القطاع الخاص فى زراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون.. حيث أصبحت مصر الأولي أيضا على العالم بإنتاج 700 الف طن زيت زيتون تخطت اسبانيا 500 الف طن ومصر الأولى فى تصدير البرتقال وتكتفى من الخضر والفاكهة والدواجن.
أكدت الدكتورة رحاب الشربيني استاذ الإقتصاد الزراعي بمركز بحوث الصحراء، أن الجمعيات الأهلية شريك هام لا يمكن إغفاله فى تحقيق التنمية والتقدم وأن هناك مسئوليات أساسية أمام العمل الأهلى والتطوعى فى عدة مجالات حيوية بالنسبة لمستقبل مصر وخاصة فى المجال الزراعي.
أشارت إلى أن هناك العديد من النماذج الناجحة والمتطورة للعمل الأهلى التطوعى فى المجال الزراعى من أشهرها "مجتمع سيكم"، وقد تأسست سيكم على فكرة التنمية المستدامة وتنمية المجتمع عام 1977 بداية من إستصلاح 70 هكتار فى الصحراء المصرية وتطبيق مبادئ الزراعة الحيوية إلى كيان رائد فى مجال الأعشاب الطبية والمنتجات الغذائية تقوم بالتصدير للعديد من دول العالم والمشاركة في شركات أدوية دولية لتنمية الأسواق الدوائية الطبيعية فى مصر ثم التوسع فى زراعة الخضر والفاكهة وتأسيس شركة متخصصة لذلك ونشر ثقافة الزراعة العضوية وإنشاء مركز متخصص فى مصر COAE كهيئة مستقلة لإصدار الشهادات وقد حصلت سيكم على جائزة رايت لايفليهود عام 2013 وهي جائزة عالمية هامة وعريقة وتستمر سيكم حتى الأن في تشجيع نمو الزراعة العضوية فى مصر.
تؤكد د. رحاب الشربيني أن عوامل نجاح العمل الأهلى تبدأ من أنه عمل تطوعى يتم بكامل إرادة العاملين فيه ويقوم على مبدأ التشاركية وهو من أهم المبادئ الضرورية لتحقيق التنمية بصفة عامة والزراعية بصفة خاصة، فا لمزارع المصرى عندما يكون شريكا متضامنا مع الجمعيات الأهلية يتحمل جزءًا من التكاليف والأعباء ويستفيد من الخدمات المقدمة ينتقل من دور "المتلقى" للخدمة إلى دور"الفاعل"فى الخدمة كما يساهم فى إدارة الخدمات المقدمة بشكل يحقق أفضل إستخدام وكما ذكرنا فى سيكم تطورت من كونها عمل تطوعي إلى مجتمع متكامل يشعر الجميع فيه بالمسئولية ويعمل الجميع فيه لتحقيق الأهداف فضلا عن تطور الأداء وبناء القدرات الأمر الذي يجعلنى أؤكد على ضرورة توافر ما يمكن تسميته بخلطة النجاح للجمعيات الأهلية والتى تتكون من "وضوح الرؤية-التطوع -التشاركية-الإلتزام-بناء القدرات والكوادر" وهناك النماذج الناجحة عديدة ومنها جمعية البسايسة بالشرقية وهى مشعرة منذ عام 1973 بفكر استاذفيزياء بالجامعة الأمريكية من أبناء محافظة الشرقية هو الدكتور صلاح عرفة والذى ادخل الواح الطاقه الشمسيه ونشر استخدامها بقرية البسايسة 1بالشرقية ثم نقل أفكاره إلى قرية البسايسة 2 بمحافظة جنوب سيناء وتقدم الجمعية العديد من الأنشطة فى مجالات متعددة وتهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال التخطيط العلمى وإرساء مبدأ المشاركة.
يري د. معتز بدوي باحث اول بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، ان قطاع الإنتاج الحيوانى المصرى من القطاعات الإنتاجية الهامة فى بناء الإقتصاد القومي بصفة عامة والإقتصاد الزراعي بصفة خاصة، وتتمثل أهمية الثروة الحيوانية فى القيمة المادية التى تقدر بها تلك الثروة، وكذلك قيمة الدخل السنوي العائد من إنتاجها، بالإضافة إلي أنها المصدر الأساسي لتوفير البروتينات الحيوانية الضرورية لغذاء صحى ومتوازن للإنسان ولتطوير ذلك القطاع لابد من دخول استثمارات خاصة وكما اشار الرئيس عبد الفتاح السيسى بان الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى لها دور كبير فى زيادة الإنتاج الحيواني.
وتعد التعاونيات الزراعية ظاهرة عالمية، فهى النموذج الأشهر لانتاج المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية.. حيث يوجد أكثر من 2.1 مليون تعاونية زراعية فى جميع أنحاء ً العالم، وتختلف تلك التعاونيات فيما بينها تبعا للظروف والاحتياجات المحلية لكل دولة، وعلى الرغم من اختلاف أنواع التعاونيات وأهدافها وأنشطتها فى دول ً العالم، فإنها جميعا تسعى إلى تحقيق الفائدة المشتركة للمزارعين وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الريفية.
أشار د. بدوي أن الشراكة مع القطاع الخاص ساهمت فى رفع معدلات نمو عدد من مشروعات الثروة الحيوانية مثل مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات بمحافظة المنوفية.. حيث يتكون المشروع من مزارع لتربية الماشية بمختلف أنواعها ومجازر آلية حديثة متكاملة ومصانع لمختلف منتجات الألبان. يعمل على توفير المنتجات بالكميات والجودة والأسعار المناسبة فى متناول المواطن المصري، وتحقيق القيمة المضافة بالإستفادة المثلى من الإمكانيات المتاحة عن طريق التكامل المتبادل بين مشروعات الإنتاج الحيوانى ومشروعات الإنتاج الزراعى وإنتاج الأعلاف والتي تنفذ من قبل شركات تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، سعياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي النسبى وتخفيض تكلفة مستلزمات الإنتاج، مع إتاحة عديد فرص العمل المناسبة لمختلف التخصصات ومستويات التأهيل العلمي. وقد أنشئ المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان بالسادات علي مساحة 1000 فدان، بإجمالى 5000 رأس حلاب بطاقة 150 طن لبن في اليوم. و3000 رأس تسمين بطاقة 1.5 طن لحم حي بالدورة الواحدة.
ويعمل المشروع على توفير منظومة متكاملة في مجال تنمية الثروة الحيوانية والأنشطة المتعلقة بها من أجل تعظيم العائد من نتائج ومكونات المشروعات، بتطبيق أحدث الطرق العلمية فى تنفيذها، وإدارتها.
هنا نشير لأهمية مشاركة المجتمع المدنى مثل جمعية مصر الخير فى تنمية الثروة الحيوانية واتاحة فرص العمل لصغار المربيين وتحسين سلالات المواشي الخاصه بصغار المربين سواء لإنتاج اللحوم أو الألبان حيث تقوم مؤسسة "مصر الخير" و"أرض الخير" التابعة لها بالتعاون مع وزارة الزراعة بتسليم عجلات عشار سمنتال محسنة وراثيا ثنائية الغرض " ألبان - لحوم " من أجود انواع العجلات الأوروبية بالتعاون مع أكبر شركات الإنتاج الحيوانى فى أوروبا، وهو المشروع الذي يستهدف صغار المربين بهدف تطوير سلالة الأبقار وزيادة إنتاج الالبان وكذلك تنمية انتاج عجول التسمين لانتاج اللحوم.. مشيرة إلى أن تمويل حصول المربين الصغار على العجلات يتم من خلال قروض ميسرة و يعتبر هذا بالتعاون مع وزارة الزراعة بهدف رفع كفاءة وتشغيل وادارة المزارع الخاصة بوزارة الزراعة.. حيث يأتى ذلك فى اطار توجيهات القيادة السياسية بترسيخ التعاون بين الوزارات والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدنى والقطاع الخاص لتنمية وتطوير الانتاج الحيوانى فى مصر وخلق فرص عمل للشباب وتشجيع صغار المربين للاتجاه الي الاستثمار فى الانتاج الحيوانى.
اترك تعليق