شهر ذو القعدة هو الشَّهر الحادي عشر في التَّقويم الهجري، وهو أحد الأشهر الحرم التي نهى اللهُ تعالى عن الظلم فيها؛ تشريفًا لها قال الله تعالى:"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ".
سُمي شهر ذي القعدة بهذا الاسم؛ لأن العرب كانوا يقعدون عن القتال فيه، وهو أول الأشهر الحرم المُتوالية،وقد ذكر القرآن حرمة شهر ذي القعدة في قول الحق سُبحانه وتعالى: "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ...". [البقرة: 194].
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يختص هذه الأشهر الحرم بمزيد من العبادات وحث أمته أن تعمل جاهدة ببذل مزيد من الطاعات فى هذه الأشهر،واقتداءاً بهدى نبينا علينا فهناك بعض الأعمال المستحبة فى ذلك الشهر ومنها:ألا يعتدى إنسان على نفس معصومة بالدم وحري ألا يؤذى جاره ولا يهدم بنياناً ولا يقطع شجرة ولا يهيج طيراً ولا يؤذي حيواناً،فهذه الأشهر خير معلم للإنسانية وقداسة وحرمة الدم.
فضلاً عن كون العُمرة فيه سُنَّة؛ لأن عُمرات النبي عليه السلام كنّ في شهر ذي القعدة؛ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ عليه السلام أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ». [متفق عليه].
اترك تعليق