موسم درامى مميز شهده رمضان الماضى جمع بين فنون الدراما المختلفة بشكل متنوع ، بعدما تنافس صناع الأعمال الدرامية فى إسعاد الجمهور المصرى والعربى بمائدة رمضانية احتوت على شتى الأصناف المحببة بشكل أعاد الريادة الفنية للدراما المصرية.
وتصدرت مسلسلات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المشهد بمجموعة من الأعمال لم تكن فقط ممتعة ومكتملة العناصر الفنية وإنما كانت جميعها تحمل رسالة حتى الكوميدى منها كان هادفا إلى جانب الحرص على تقديم الأعمال التى تخدم القضايا الوطنية وتهدف إلى رفع الوعى لدى المواطنين بالمخاطر التى تحيط بالوطن وبالعالم العربى مثل مسلسل مليحة الذى كشف جرائم الصهاينة بحق الإشقاء الفلسطينيين على مدار سنوات طويلة ولا يزالون صامدين أمام غطرسة الاحتلال الغاشم .
أكد دكتور صلاح معاطى الكاتب والناقد : يظل دور الدراما دائما هو الحفاظ على القيم العليا في المجتمع والتأكيد على الهوية الوطنية والتركيز على مسألة الوعي بكل أشكاله ثقافيا ومجتمعيا وسياسيا.. وتعتبر القضية الفلسطينية هي العامل المشترك بين صناع الدراما والجمهور المتلقي لأنها قضية حياة ووجود قبل أن تكون حدثت سياسيا.. والحقيقة أن هذه القضية لم تغب عنا أبدا، حتى في الأعمال التي لا تتناول القضية بشكل مباشر فإنها تؤكد على عمق القضية الفلسطينية في الوجدان العربي سواء في السياق الدرامي أو من خلال الرمز والإسقاط..
وقد استطاعت الشركة المتحدة من خلال سلسلة الأعمال الوطنية التي قدمتها أن تؤكد على مسألة الوعي والهوية من خلال مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة الذى سعى إلى إبراز بطولات بعض الضباط والجنود الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن والدفاع عن مقدساته، مع إظهار بشاعة الإرهاب بكل صوره، وهذا العام تم تقديم مسلسل مليحة في 15 حلقة من تأليف رشا عزت الجزار وإخراج عمرو عرفة، وبطولة محمد دياب، وميرفت أمين و أشرف زكي، والفلسطينية سيرين خاص، أمير المصري.
أنور خليل ورحاب الشناط و ديانا رحمة و ومروان عايش ومروة أنور، حنان سليمان، وغيرهم من الفنانين. مسلسل مليحة تدور أحداثه حول فتاة فلسطينية تدعى مليحة، كانت تعيش فى ليبيا بعد أن تركت فلسطين مع جديها بعد أحداث الانتفاضة عام 2000، وذلك بسبب تدمير الاحتلال لمنزلهم، تتعرف مليحة على الضابط الشاب أدهم على الحدود المصرية اليبية وهم يحاولون الرجوع إلى قطاع غزة ولكنهم يفقدون اوراقهم الثبوتية بعد وفاة والدها.
تنشأ بين مليحة وأدهم مشاعر ولكن هي وأهلها متمسكين برجوعهم لقطاع غزة، الجميل في هذا المسلسل هو الاستعانة بممثلين عرب من دول عربية مختلفة كالفلسطينية سيرين خاص والأردني أنور خليل واللبنانية ديانا رحمة، لتحقيق المصداقية وإذكاء الروح الوطنية على العمل، وقد أثار المسلسل ردود فعل واسعة على كافة المستويات والدليل على ذلك أن أحداث المسلسل كانت مثار حوار ومناقشة في كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية.
منها صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية. التي هاجمت المسلسل من ممثلين ومخرجين وشركة إنتاج، مؤكدة أن ما يحدث هو تعمد لتشويه صورة الإسرائيليين في منطقة الشرق الأوسط، ووصفت العمل الفني بأنه يتبني وجهة نظر معينة متجاهلًا وجهة النظر الإسرائيلية الأخرى.
واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المسلسل يدعم القضية الفلسطينية، معبرة عن قلقها من تأثير المسلسل على الرأي العام العربي والعالمي، وقالت إن ما يحدث الآن هو استخدام الفن لإثارة مشاعر العداء ضد الإسرائيليين، مسلسل مليحة هو نوع من المقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي من خلال القوى الناعمة التي تقوم بدور في توجيه الرأي العام توجيها صحيحا وكشف جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وإظهار الوجه الحقيقي لهذا الكيان البغيض الذي يستخدم كل الوسائل المحرمة دوليا من الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء، وفي نفس الوقت يفتح المسلسل المجال لأعمال درامية أخرى تتناول جوانب وحكايات كثيرة داخل المدن الفلسطينية يجب أن تخرج إلى النور.
اترك تعليق