بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في روسيا بفوز الرئيس فلاديمير بوتين باغلبية ساحقة توالت التحليلات حول مصير الحرب الروسية الأوكرانية التي تمر الآن بعامها الثالث دون أن ينجح اي طرف سواء الأوكراني أو الروسي في تحقيق نصر حاسم علي الطرف الآخر.
اعترفت كييف بأن قواتها باتت في وضع "صعب جداً" في مواجهة القوات الروسية التي تشن هجمات في شرق أوكرانيا وجنوبها بعد سيطرتها علي مدينة أفدييفكا.. اقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن قواته تواجه وضعاً معقداً جداً في بعض نقاط الجبهة مع تأثير تأخر المساعدات العسكرية الغربية علي الوضع الميداني وانتقد اغلاق الحدود البولندية من قبل مزارعين بولنديين.
قال قائد الأركان الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن الوضع علي الجبهة الشرقية "تدهور بشكل كبير في الأيام الأخيرة وهذا عائد خصوصاً إلي تصعيد كبير في هجوم العدو بعد الانتخابات الرئاسية في روسيا".. مؤكداً علي أن المناطق التي "تطرح أكبر المشاكل" عززت خصوصاً بوسائل دفاع جوي.
اضاف سيرسكي لا يزال الكونجرس الاميركي. يعرقل قراراً بمساعدات عسكرية مهمة توقعت كييف تسلمها منذ أشهر.. موضحاً إنه سافر إلي المنطقة المحاصرة لتحقيق الاستقرار في الجبهة حيث استغلت المجموعات الهجومية الروسية التي تستخدم دبابات وناقلات جند مدرعة فترة الطقس الجاف والدافئ مما جعل من السهل عليها التحرك.
اشار سيرسكي إلي أن مجموعات هجومية مدرعة روسية تهاجم مواقع كييف علي جبهتي ليمان وباخموت بينما تستخدم عشرات الدبابات وناقلات الجنود المدرعة لمحاولة اختراق الخطوط علي جبهة بوكروفسك.. متابعاً إن التفوق التكنولوجي علي روسيا في الآسلحة المتطورة هو وحده الذي سيسمح لكييف باغتنام المبادرة الاستراتيجية من عدو أكبر ومزود بشكل أفضل.
قال الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ان الروس يستغلون تأخر المساعدات "لغربية.. مضيفاً أن بلاده تفتقر إلي المدفعية وتحتاج إلي وسائل دفاع جوي وأسلحة بعيدة المدي.. فيما تعهد بأن تهزم اوكرانيا روسيا قائلاً: إننا نحارب لأجل ذلك وسننتصر..مضيفاً أي شخص طبيعي يريد نهاية للحرب لكن لا أحد منا سيسمح بنهاية اوكرانيا.. مشدداً علي أن الحرب ينبغي أن تنتهي بشروط بلاده مع سلام عادل.
لكن للأسف لا تسير الأمور في صالح اوكرانيا.. ولا عبرة للتأكيدات المستمرة من المسئولين الامريكيين بأنهم لن يسمحوا بسقوط أوكرانيا.. وهذا التشاؤم له مبرراته وأولها أن كييف تفتقر إلي أهم عنصر في جبهات القتال وهو العنصر البشري وهذا أمر طبيعي في ضوء خسائرها الكبيرة في الأرواح فضلاً عن الأعداد الكبيرة من الأوكران الذين فروا إلي دول اخري منذ بداية الحرب.
ووافق البرلمان الأوكراني علي مشروع قانون لإصلاح كيفية استدعاء المدنيين إلي الجيش.. ووقع الرئيس فولوديمير زيلينسكي ايضا علي تشريع الأسبوع الماضي يخفض سن التجنيد من 27 إلي 25 عاماً.
وتوصلت أوكرانيا إلي اتفاق ليس له جدوي مع جارتها استونيا بالقبض علي مواطنيها المقيمين علي أرضها واعادتهم اليها لتجنيدهم.. كما فكرت في اطلاق سراح المساجين ليشاركوا في القتال لكن الأمر يواجه صعوبات عملية وقانونية ولو تحقق فهو يحتاج عدة شهور يكون الروس قد حققوا مزيداً من الانتصارات التي كان احدثها الاستيلاء علي مدينة اورليفكا الاستراتيجية شرق اوكرنيا.
وسبب اخر وهو أن الأسلحة التي يعلن الغرب عن تقديمها إلي أوكرانيا أما أن تكون مخزونة وتراجعت كفاءتها أو تحتاج فترة للتدريب عليها بسبب اسرافها في الاعتماد علي الالكترونيات مما يجعل التدريب علي استخدامها وصيانتها أمراً يحتاج فترة طويلة.
عكس الأسلحة الروسية التي يقل كثيراً اعتمادها علي الالكترونيات.. وتحاول دول الغرب التغلب علي المشكلة بارسال اطقم لتشغيلها تحت واجهة المتطوعين بلا جدوي وقبل هذا وذاك تحتاج هذه الاسلحة فترة قد تصل إلي ستة شهور لتتسلمها اوكرانيا.
ويأتي بعد ذلك عامل مهم وهو تشقق التحالف الغربي وتراجع بعض الدول عن مساندة اوكرانيا.. وهناك امثله علي ذلك ابسطها الخلافات داخل مجلس الشيوخ الأمريكي علي اقرار معونة اقتصادية لأوكرانيا قدرها 60 مليار دولار بسبب معارضة الجمهوريين.
ويكفي أن المجر جارة اوكرانيا وعضو الاتحاد الأوروبي قبلت مطلباً روسياً بوضع عدد من الاسري الأوكران في سجونها بعد أن ضاقت بهم السجون الروسية.. كما تضع بولندا وعدة دول قيوداً علي مرور صادرات الحبوب الأوكرانية بموانيها واراضيها بحجة منافسة صادراتها.
اترك تعليق