مصر علي موعد مع نفس الظاهرة ..  في 2 أغسطس 2027

ظاهرة الكسوف الشمسي والخسوف القمري هي ظواهر فلكية طبيعية ليس لها علاقة بما يثار علي مواقع التوصل الاجتماعي من نهاية الساعة أو غضب الله علي الأرض .

هذا هو ما أكده د . جاد القاضي أمين عام الرابطة العربية للفلك والفضاء ورئيس المعهد القومي للبحوث السابق . وذلك تزامنا مع حدوث الكسوف الكلي والجزئي للشمس عند السادسة مساء اليوم بتوقيت القاهرة. حيث ان الظاهرة تجذب انتباه العالم أجمع ويحرص بصفة خاصة خبراء وأساتذة وعلماء الفيزياء والفلك في كل مكان علي رصد تأثيراتها علي الإنسان والأرض.

رصدت "الجمهورية أون لاين" عددا من المعلومات والحقائق وكذلك ما هو متوقع حدوثه اليوم. علي لسان عدد من أساتذة الفلك وخبراء الحسابات الشمسية. الذين قالوا إنه رغم عدم تحقق الكسوف الشمسي ورؤيته في مصر اليوم إلا أن متابعته من علماء الفلك المصريين لحظة بلحظة غاية في الأهمية لما لهذه المتابعة بصفة عامة من فوائد علمية منها دراسة مناطق " الكرومو سفير والإكليل " حول الشمس لمعرفة أسباب ارتفاع درجة الحرارة بهما وكذلك التأكد من دقة المعادلات الرياضية الفلكية والشهور الهجرية.

قال علماء الفيزياء والفلك لـ"الجمهورية أون لاين". إن ظاهرة الكسوف تؤرخ للأحداث علي وجه الأرض وتثبت النظريات العلمية مثل النسبية وانحناء الضوء لـأينشتين . وأنه لثالث مرة علي التوالي تأتي ظاهرة كسوف الشمس في شهر رمضان . وأن الكسوف هذه المرة يؤكد أن رمضان 30 يوما ويحسم أول أيام العيد . محددين مدة الكسوف الكلي يوم 8 إبريل بـ 4 دقائق و10ثواني.

أضافوا أن آخر كسوف كلي في مصر كان عام 2006 في مطروح . والكسوف الكلي القادم في مصر سيكون في 2 أغسطس 2027 أي يكون بكل دقة معلوم جيدا متي وأين يحدث الكسوف ويسهل حسابه لمدة ألف سنة قادمة. ولأن العلم كل يوم يظهر عشرات الحقائق نستعد حاليا بشكل جدي لكسوف 2027 . ويجري تشكيل لجنة من أساتذة وعلماء الفلك والاستعداد لاستقبال الضيوف من مصر والعالم حتي من الهواة ومحبي الظواهر الطبيعية . بجانب الاستفادة من الحدث سياحيا خاصة وأنها ستكون في منطقة الأقصر والأماكن المحيطة.

د . محمد غريب راشد أستاذ فيزياء الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية. عرف عملية كسوف الشمس وقال: هي ليست ظاهرة نادرة كما يشيع البعض ولكنها ظاهرة طبيعية تنتج عن دوارن القمر حول الأرض ودوران الأرض حول الشمس تحدث سنويا في أي مكان في العالم . وفي هذه العملية يحجب القمر الشمس يبدأ الحجب "الكسوف"بشكل جزئي ثم كلي ثم جزئي حتي تنتهي فترته. وفقا للحسابات الفلكية الدقيقة تُحدد الدول والمناطق التي سيظهر فيها الكسوف سواء كلي أو جزئي.

 أوضح: وما سيحدث اليوم. كسوف كلي للشمس أي أن القمر سيغطي الشمس كليا وسيظهر ذلك جليا في أمريكا الشمالية والمكسيك وكندا وسيكون جزئيا في أوروبا والمحيط الأطلنطي والقارة القطبية الشمالية .

وتابع: عملية كسوف الشمس مهمة جدا لعلماء الفيزياء والفلك لاستكشاف مزيد من الحقائق العلمية. علي سبيل المثال هناك 3 مناطق في الغلاف الجوي للشمس الأولي الفوتوسفير وهي الأقرب لسطح الشمس ثم منطقة الكروموسفير وبعدها منطقة الإكليل . منطقة الفوتوسفير درجة حرارتها 6000 درجة مئوية . والكروموسفير لأنها الأبعد عن الشمس من المفترض أن تكون أقل حرارة . لكن لوحظ أن درجة الحرارة بها تزيد بكثير تصل إلي 150 ألف درجة مئوية والإكليل تصل إلي 15 مليون و2 مليون درجة وهنا كانت علامة استفهام ..؟؟ فجاءت بعض الآراء والنظريات التي تقول إن الموجات التصادمية هي التي ينتج عنها عملية التسخين وارتفاع درجات الحرارة في هاتين المنطقتين . لكن لم يثبت صحة هذه الآراء قطعيا ولذلك فإن رصد تلك المناطق والتأكد من تلك الآراء لا يمكن في الظروف العادية. ولكن يمكن التأكد منها في فترة الكسوف الكلي الشمس . وهنا فأي عملية كسوف للشمس هي دافع قوي لجميع علماء الفيزياء والفلك لجعلهم يحملون أجهزتهم لرصد هذه العملية لمزيد من الدراسات والتوصل الحقائق العلمية الخاصة بالفلك .

وأردف: عملية كسوف الشمس تحدث كل 18 شهر تقريبا وليس كل 350 سنة . لكنها قد تحدث بالفعل كل 350 سنة في نفس المنطقة التي حدثت فيها منذ ذلك التاريخ. كما تم التأكد وفقا للعمليات الحسابية الفلكية الدقيقة أن عملية كسوف كلي للشمس ستلاحظ في مصر في 2 أغسطس 2027 في محافظة الأقصر وسيكون كسوفا جزئيا في كل من المغرب وإسبانيا والجزائر تونس وليبيا ومالي واليمن .

وأوضح أنه كان هناك كسوف كلي للشمس تم ملاحظته في عام 2006 في مصر. وحضره 3 من العلماء الحاصلين علي جائزة نوبل في الفلك والفيزياء وحصلت مصر علي جائزة أفضل صور ملتقطة لهذا الكسوف علي الذي كان كليا في منطقة السلوم يوم 29 مارس عام 2006 وجزئيا في باقي المحافظات .

وأشار إلي أن رصد عملية كسوف الشمس يساعد علماء الميكانيكا في مسألة ضبط المعادلات الرياضية للمدرات الفلكية وضبط ودقة الحسابات الفلكية للشهور الهجرية لأن الكسوف يحدث في نهاية الشهر الهجري . ومعني ذلك أن عدة شهر رمضان هذا العام ستكون 30 يوما وآخر أيامه هو غد الثلاثاء. والأربعاء هو أول أيام شهر شوال. وأول أيام عيد الفطر المبارك.

قال د. جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية السابق وأمين عام الرابطة العربية للفلك والفضاء. إن كسوف الشمس ظاهرة طبيعية محسوبة التوقيت فلكيا بشكل دقيق ويمكن تحديد توقيت حدوثها في المستقبل وكذلك مدتها. والكسوف أنواع منه جزئي أو كلي أو حلقي. والحلقي يعني أن القمر يتوسط الشمس وأن جزء من الشمس يحيط بالقمر كحلقة ويسمي حلقة النار .

وحدد "القاضي" مدة الكسوف الذي سيحدث للشمس اليوم: الكسوف الشمسي القادم سيكون كلي وجزئي. ستكون مدته بمنتهي الدقة 4دقائق و10ثواني وليس خمس ساعات. لكن فترة الـ 5 ساعات و10دقائق فهي إجمالي عملية الكسوف منذ بدايتها من غرب أوروبا والمحيط الأطلنطي حتي ينتهي في المحيط الهادي .

وأوضح أن الاستفادة الحقيقية لعملية الكسوف الشمسي هي علمية فلكية فقط: قاعدة علمية ثابتة أن كسوف الشمس يحدث في بداية ميلاد الشهر العربي الجديد وليس دون ذلك. وهذا يفيد علي سبيل المثال علي أرض الواقع حاليا أنه تم تحديد ميلاد هلال الشهر العربي الجديد "شوال "يوم 8 إبريل . ولكن فلكيا يتضح الهلال يوم 9 بعد غروب الشمس وبالتالي يوم 10 هو بداية الشهر العربي الجديد أي أول أيام عيد الفطر المبارك. إذن فائدة عملية الكسوف الشمسي هي تحديد وتدقيق بداية الشهور العربية . مشيرا إلي أن الكسوف يقع مرتين أو ثلاثة في العام الواحد نتيجة دوران الأجرام الثلاث الشمس الأرض القمر حول بعضها البعض.

وتابع: هناك حقيقة علمية أخري أن متوسط مسافة دوران القمر حول الأرض في مساره البيضاوي 350 ألف كم أقلها 340 وأبعدها 360 ألف. وفي المسافة الأقل نري ظاهرة البدر العملاق لأنه في أقرب مسافة إلي الأرض.
وأردف: تفيد كذلك عملية كسوف الشمس ورصدها في تأكيد الثقة في الحسابات الخاصة بعلماء الفلك وعدم التشكيك فيها من قبل البعض ممن ينادون بضرورة الوقوف علي رؤية مولد هلال الشهر العربي بصريا فقط كما كان يحدث في أيام الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم. لكن مع اختلاف الظروف البيئية حيث أنذاك كان الآفق واضحا للعين المجردة جدا دون عوائق منها ملوثات الجو حاليا.

يقول د. ياسر عبد الهادي رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية. إن اليوم مهم في مصر وهدية من الله سبحانه وتعالي لأنه سيقابل يوم 29 رمضان وهو يوم الرؤية الشرعية لاستطلاع هلال شهر شوال والهدية هنا أن ما سيحدث من كسوف للشمس سيحسم أن عدة شهر رمضان 30 يوما وليست 29 يوما. وهذا أمر ليس فيه أي جدال.

وأشار إلي أنه وفي لحظات حدوث ظاهرة كسوف الشمس في أمريكا والبلدان المعلنة سيستطلع أساتذة وعلماء الفلك في مصر. هلال شوال. وإن كان مؤكد أن هلال شوال سيولد يوم 30 رمضان لأنه " لا رؤية قبل الاقتران " واللحظة التي تسبق الاقتران هي بداية الكسوف الشمسي التي لم تلاحظ في ذلك التوقيت في مصر لأن الشمس ستكون قد غربت .

ونوه رئيس معمل أبحاث الشمس إلي أنه ولثالث مرة علي التوالي تأتي ظاهرة كسوف الشمس في شهر رمضان . وعلي عكس ما يتداول فإن كسوف الشمس ظاهرة تحدث كل سنة وأكثر من مرة في السنة الواحدة أحيانا . مؤكدا أننا لن نلاحظ الكسوف الشمسي في مصر. لأن توقيت حدوثه سوف يكون بعد غروب الشمس في مصر وهذا الكسوف سوف يكون اللحظة التي تسبق ميلاد هلال شهر شوال هذا العام والكسوف سيكون كليا أي يغطي القمر الشمس تماما في كل من أمريكا وكندا والمكسيك. وجزئيا في بعض أجزاء أمريكا الشمالية والمحيطين الهادي والأطلنطي وشمال وغرب أوروبا والقارة القطبية الشمالية. ناصحا بتأمل لحظات كسوف الشمس من خلال مشاهدتها عبر القنوات الفضائية.

من جانبه. أكد د .أشرف شاكر رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية أهمية الاستفادة من حدوث ظاهرة كسوف الشمس. قائلا: خلق الله الأرض والشمس والقمر وجميعها تعمل بشكل أدق من الساعات التي صنعها الإنسان. وقد يتم العديد من الاكتشافات أو إثبات النظريات العلمية والحقائق أثناء رصد ظاهرة الكسوف الشمسي» وقد تكون غير متوقعة كما سبق من قبل في عهد الخديوي توفيق حين تم اكتشاف مذنب ظهر خلال عملية الكسوف لكنه لم يظهر مرة أخري حتي الآن وأطلق عليه "مذنب الخديوي توفيق" وقتها حيث ظهر جليا في الصور الملتقطة لعملية الكسوف .

وتابع: من الفوائد العظمي لظاهرة كسوف الشمس أنها تؤرخ للأحداث علي وجه الأرض فوفقا لأحد الأبحاث والمنشورة في فرنسا فقد سبق وقام محمود باشا الفلكي بحساب ميلاد " الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم " عن طريق كسوف الشمس أي عاد بالزمن وقتها إلي 1300 سنة حيث حسب الكسوف الشمسي في عهد" سيدنا إبراهيم" وحسب ميلاد الرسول الكريم بناء عليه . كما تُمكن دراسة ظاهرة الكسوف إثبات النظريات العلمية مثل نظرية النسبية وانحناء الضوء لـ أينشتاين .

وأردف: كان آخر كسوف كلي في مصر عام 2006 في مطروح . والكسوف الكلي القادم في مصر سيكون في أغسطس 2027. أي يكون بكل دقة معلوم جيدا متي وأين يحدث الكسوف ويسهل حسابه لمدة ألف سنة قادمة. ولأن العلم كل يوم يظهر عشرات الحقائق نستعد حاليا بشكل جدي لكسوف 2027 . بدأنا في تجهيز لجنة من أساتذة وعلماء الفلك وجار التحضيرات بالتنسيق مع المسؤولين من تجهيز المعدات واستكمال ما ينقص من آلات والاستعداد لاستقبال الضيوف من مصر والعالم حتي من الهواة ومحبي الظواهر الطبيعية . كما يُرتب للاستفادة من الحدث سياحيا خاصة وأنه سيكون في منطقة الأقصر والأماكن المحيطة.