هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صحابيات.. سيرين القبطية زوجة شاعر الرسول

سيرين بنت شمعون القبطية. هي صحابية جليلة. وكانت قبطية ثم أسلمت. وحسن إسلامها. وكانت تتصف بالكرم والجود. وسرعة الاستجابة لأوامر الله سبحانه وتعالي. وقد كانت صورة مشرفة للبذل والتضحية والعطاء والفداء في سبيل الله. حيث كان لمعظم صحابيات الرسول "ص" حظ ونصيب وافر في تلك الصفات والمعاني الجميلة والأخلاق الكريمة. وقد روت سيرين رضي الله عنها عن النبي عليه الصلاة والسلام عدة أحاديث.


كانت سيرين جارية أهداها المقوقس ملك القبط إلي النبي صلي الله عليه وسلم مع أختها مارية القبطية التي أصبحت بعد ذلك أما للمؤمنين. وكانت آنذاك مع أختها علي دين المسيحية فتركاه ودخلتا في الإسلام بإرادتهما وكان المقوقس معروفاوفي التاريخ الإسلامي بعظيم القبط في فترة ما قبل وأثناء الفتح الإسلامي لمصر. وهو أحد واضعي عقيدة المشيئة الواحدة. وآخر حاكم بيزنطي لمصر. والذي عينه هرقل إمبراطور بيزنطة. واليا عليها وبطريركا لكنيسة الأسكندرية .. ولم يكن المقوقس اسما لرجل وإنما كان لقبا ويعني صاحب الجلالة ". وقد ظهر هذا اللفظ في رسالة الرسول صلي الله عليه وسلم إلي المقوقس عظيم القبط. وذلك بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول صلي الله عليه وسلم وبين المشركين في مكة في السنة السابعة من الهجرة. وبدأ عليه الصلاة والسلام في الدعوة إلي الإسلام. وكتب الرسول " ص" رسائل إلي ملوك العالم. يدعوهم فيها إلي الإسلام. وأهتم بذلك اهتماما كبيرا. فأختار من أصحابة من لهم معرفة وخبرة. وأرسلهم إلي الملوك بهذه الرسائل التي تحمل بشائر وأنوار الهداية مختومة بختمة صلي الله عليه وسلم. ومن بين هؤلاء الملوك هرقل ملك الروم. وكسري عظيم الفرس. والمقوقس ملك مصر. والنجاشي ملك الحبشة. وتلقي هؤلاء الملوك الرسائل وردوها ردا جميلا. ما عدا كسري ملك الفرس الذي مزق الكتاب.
* ولما أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام كتابا إلي المقوقس حاكم الإسكندرية والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر. أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة الذي كان معروفا بحكمته وبلاغته وفصاحته. وكان له علم بالنصرانية. فأخذ حاطب كتاب الرسول إلي مصر. وعرضه علي المقوقس الذي رحب به. واخذ يستمع إلي كلمات حاطب. فقال له: "يا هذا. إن لنا دينا لن ندعه إلا لما هو خير منه".
وأعجب المقوقس بمقالة حاطب فقال له : إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بمزهود فيه. ولا ينهي عن مرغوب فيه. ولم أجده بالساحر الضال. ولا بالكاهن الكاذب. ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار
النجوي.

* ولما قرأ المقوقس الكتاب بنفسه سال حامله. وهو حاطب بن أبي بلتعة: ما منع صاحبك إن كان نبيا أن يدعو علي من أخرجوه من بلده فيسلط الله عليهم السوء "فقال حاطب : وما منع عيسي أن يدعو علي أولئك الذين تآمروا عليه ليقتلوه فيسلط الله عليهم ما يستحقون " أعجب المقوقس بما قاله حاطب ثم قال له : أنت حكيم جئت من عند حكيم. وأخذ المقوقس كتاب النبي الكريم صلي الله عليه وسلم. وختم عليه وكتب إلي النبي " بسم الله الرحمن الرحيم. إلي محمد بن عبد الله. من المقوقس عظيم القبط. سلام عليك. أما بعد .. فقد قرأت كتابك. وفهمت ما ذكرت فيه. وما تدعو إليه. وقد علمت أن نبيا بقي. وكنت أظن أنه سيخرج بالشام. وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم. وبكسوه. وأهديت إليك بغلة لتركبها والسلام عليك".
* وتعامل المقوقس مع رسالة النبي "ص" بالإكرام. وأمر بوضعها في صندوق فخم عاجي لحفظها في خزانة الحكومة بأمان " ويقال أن الرسالة المقدسة وضعت في دير أخميم المسيحي في مصر والتي كانت مكتوبة علي ورق الرق.
* وكانوا الجاريتين هما: سيرين القبطية وأختها مارية ابنتا شمعون. وكان والدهم شمعون من المتعبدين المخلصين العارفين بالإنجيل مما يدل علي أنهما من صلب طاهر ورجل عارف بالله ورسوله.
* وعند عودة حاطب بن أبي بلتعة وهو يحمل الهدايا والجاريتين لم يكن الطريق من مصر إلي المدينة المنورة سهلا علي سيرين وأختها مارية.. ولكنهم بمجرد أن وصلوا الي المدينة قالوا: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله. فسألهم النبي عليه الصلاة والسلام ما الذي دفعكم إلي الإسلام ولم نجبركم عليه فقالوا: يا رسول الله لقد أرسلوا معنا رجالا من أصحابك من مصر الي المدينة ونشهد الله أنهم كانوا أشد أمانا علي عرضنا من أهلنا فقلنا: إن الذي ربي هؤلاء الرجال علي تلك الأمانة لا يمكن أن يكون بشرا عاديا. إنما هو رسول من الله حقا وصدقا.

* ويذكر أن سيرين رضي الله عنها. كانت من قرية حفن بمحافظة المنيا بصعيد مصر . * وفي المدينة تزوج الرسول صلي الله عليه وسلم السيدة مارية القبطية. التي انجبت للنبي ثالث ابنائه ابراهيم. الذي توفي وهو طفل صغير. وهو الأبن الوحيد الذي انجبه النبي من كل زوجاته بعد السيدة خديجة رضي الله عنها .. أما سيرين فقد اهداها النبي " ص " الي شاعره حسان بن ثابت. فتزوجها وأنجبت له عبد الرحمن بن حسان والذي أصبح أشهر شعراء بني أمية بعد ذلك .. وعاشت الصحابية الجليلة مع زوجها حسان بن ثابت. الذي كان صحابيا من الأنصار وينتمي إلي قبيلة الخزرج من أهل المدينة المنورة. ومن فحول شعراء الجاهلية . روت سيرين رضي الله عنها أحاديثا عن النبي صلي الله عليه وسلم. وروي عنها ابنها عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. ومن الأحاديث التي رواها عنها ابنها. أنها قالت: حضر إبراهيم بن النبي عليه الصلاة والسلام الموت فرأيت رسول الله كلما صحت أنا وأختي مارية نهانا عن الصياح. وغسله الفضل بن العباس ورسول الله "ص " والعباس وجعل علي سرير ثم حمل. فرأيت رسول الله جالسا علي شفير القبر وإلي جنبه العباس بن عبد المطلب. فنزل في قبره الفضل. وأسامة بن زيد. وكسفت الشمس يومئذ. فقال الناس : كسفت لموت إبراهيم ! فقال رسول الله "صلي الله عليه وسلم" : لا تكسف لموت أحد ولا لحياته.

* وقد روت سيرين عن النبي صلي الله عليه وسلم حديثا آخر قالت: رأي رسول الله "صلي الله عليه وسلم" فرجة أي " فتحة " في قبر ابنه إبراهيم. فأمر بها فسدت. وقال : "إنها لا تضر ولا تنفع. ولكن تقر عين الحي. وقال : " إن الله يحب العبد إذا عمل عملا - أن يتقنه".

* توفيت سيرين في خلافة عمر بن الخطاب في السنة الـ 16 للهجرة. رضي الله عنها وأرضاها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق