هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"ثورة علمية حول الشعاب المرجانية"

تتجاوب مع الأصوات.. مثل البشر وتشجع يرقات المرجان علي الاستقرار في قاع البحر

هل يمكن لأصوات معينة أن تساعد في إنقاذ المرجان كما تهذّب الموسيقي الطباع لدي البشر؟ سؤال حاولت الإجابة عنه دراسة حديثة أظهرت نتائجها أن تسجيلات صوتية لمرجان سليم يمكن أن تساهم في الجهود المبذولة لاستعادة النظم البيئية المرجانية التي تضررت بسبب تغير المناخ والنشاط البشري.


بينما يشهد الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا حلقة سابعة من "الابيضاض الجماعي". ومع تعرض مساحات واسعة من الشعاب المرجانية في نصف الكرة الشمالي لخسائر فادحة العام الماضي في فلوريدا ومنطقة البحر الكاريبي بسبب درجات حرارة مرتفعة قياسية في المحيط مسجلة في الأشهر الأخيرة. يسعي العلماء بشتّي الوسائل إلي وقف هذه المجزرة البيئية.
يقول باحثون في معهد "وودز هول" لعلوم المحيطات في نتائج الدراسة التي نشرت نتائجها أخيراً مجلة "رويال سوسايتي أوبن ساينس" Royal Society Open Science إن إحدي الطرق للمساعدة في إعادة تعمير الشعاب المرجانية قد تكون من خلال الصوت.
بعد بث تسجيلات صوتية للشعاب المرجانية السليمة. وهي أشبه بسيمفونيات تحت الماء تتألف من "غناء أسماك" وطقطقة مخالب روبيان. وجد الباحثون أن هذه الأصوات تشجع يرقات المرجان علي الاستقرار في قاع البحر في الحواجز المرجانية المتضررة. ما يمنحها فرصة للتجدد.
تقول المُعدة الرئيسية للدراسة ناديج أوكي إن البيئة الصوتية المحلية مهمة للغاية بالنسبة لهذه الشعاب المرجانية خلال المرحلة الأولي من حياتها. عندما تبحث عن موطن دائم للنمو.. وتري في بث هذه الأصوات "أداة حيوية" في جهود الترميم.
بعد الاستماع إلي الشعاب المرجانية في جزر فيرجن الأمريكية لأكثر من عقد. خلص الباحثون إلي أن أصواتاً محددة تميز الموائل الحية والصحية عن تلك التي تضررت بسبب الابيضاض أو الأمراض أو الأضرار الناجمة عن الأنشطة البشرية. التلوث أو الدمار الناجم عن الصيد أو السياحة المفرطة.
توضح أوكي أن الشعاب المرجانية السليمة تحتوي عموماً علي الكثير من الأصوات منخفضة التردد. مثل النقيق والخرخرة والهمهمات التي تصدرها الأسماك. علي خلفية شبه ثابتة من أصوات الطحن والفرقعة التي يصدرها الروبيان.. في المقابل. تضم الشعاب المرجانية المتدهورة أعداداً أقل من الأنواع. وتكون أكثر هدوءاً.
ولإجراء دراستهم. جمع فريق العلماء عينات من نوع شديد التحمل من المرجان يُعرف باسم "تل الخردل" اسمه العلمي Porites astreoides "بوريتيس أستريويديس" بسبب شكله المتكتل ولونه الأصفر. ووزعوها علي ثلاث شعاب مرجانية في جزر فيرجن الأمريكية. واحدة بوضع سليم والاثنتان الأخريان في حالة أكثر تدهوراً.
ثم نصب الباحثون مكبرات صوت تحت الماء لبث مجموعتهم من أصوات الشعاب المرجانية الصحية في إحدي الشعاب المتدهورة. ووجدوا أن يرقات المرجان هناك استقرت بمعدلات متوسطها 1,7 مرة أكثر من الشعاب المرجانية الأخري في المواقع التي لم تشهد بث أي صوت.
تقر أوكي بوجود معلومات كثيرة يتعين الاستحصال عليها حول كيفية استجابة الشعاب المرجانية للصوت. بما في ذلك ما إذا كانت الأنواع المختلفة تتصرف بالطريقة نفسها. وكيف تستطيع الشعاب "السمع".
ومع ذلك. تشير هذه النتيجة إلي أنه يمكن دمج الصوت في جهود الترميم. رغم ضرورة خضوع ذلك للمراقبة والحماية. إذ إن الاستقرار علي الشعاب المرجانية ليس سوي مرحلة في حياة المرجان.
تُعدّ الشعاب المرجانية موطناً لنحو ربع الكائنات البحرية. ويعتمد عليها ملايين الأشخاص في الغذاء والدخل. وقد يختفي ما يصل إلي 90% منها إذا وصل الاحترار العالمي إلي 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق