يستعرض موقع "الجمهورية اون لاين" على مدار شهر رمضان المبارك المساجد التى بُنيت فى العهد الاول للاسلام وحملت اسماء الصحابة رضوان الله عليهم
وتأتى تلك السلسلة توضيحاً لاهمية دور تلك المساجد فى نشر الدين والعلم على السواء حتى اُقيمت حضارة عالمية مزجت بين العقل والروح فدعت الى عمارة الارض وطلب العلم لتنهض اممه وشعوبه وهو ما كان
ونتناول اليوم فى سلسلة مساجد الصحابة "مسجد ابو بكر الصديق"خل النبى ﷺوالذى كان يُشبهه فى كثير من الصفات والاخلاق ولمَ لا وقد جاء فى الاثر ان الله تعالى اختار صحابة النبى صل الله عليه وسلم فهم اهل الصفوة
وعن مسجد ابى بكر فى العهد الاول من الاسلام لنا قصتان
_الاولى وهى فى مكة حيث دار ابى بكر الصديق والتى تقع جنوب بيت الله الحرام بين ما يُسمى السوق الصغير والمسيال وهو شُريان هام يربط العديد من احياء مكة ويؤدى الى المسجد الحرام
وقبل سرد القصة نوضح انه تم تخصيص ركن من البيت وتم ربطه بالمسجد الحرام بشكل مُباشر حيث يتسع المسجد لـ17 الف مصل وتُقدر مساحته 15 الف متر مربع
ودار ابى بكر الصديق والتى تحولت الى جزء من المسجد الحرام بعد التوسعات التى طرأت عليه كان قد ابتنى فى فنائها مسجداً له يُصلى فيه ويقرأ القرآن
وكان ابتناء هذا المسجد فى زمان الهجرة الاولى للمسلمين الى ارض الحبشة
فحينما وصل ابو بكر الى ساحل مكة"جدة" حيث تبعد عن مكة خمس ليالِ متوجهاً الى ارض الحبشة قابل "ابن الدغنة "وهو سيد قبيلة القارة من خُزيمة بن مدركة وهم حُلفاء بنى زهرة من قٌريش
فلما سأله ابن الدغنة عن سر تواجده فى هذا الموضع اخبره الصديق ان قومه تسببوا فى اخراجه فقال "أخرجني قومي، فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي" وهو النصُ المذكور فى رواية البخارى _وفقاً للعلماء
فما كان من ابن الدغنة ان قال مثلك لا يخرج ولا يُخرج لاخلاقة والتى فصلها بعد هذا لِقريش حينما طاف بأشرافها وتشفع له قائلاً ان ابى بكر يُكسب المُعدم ويصل الرحم ويغيث الملهوف ويحمل الكل اى العاجز الفقير الذى يحناج الى من يعوله
وقد قبلت قريش شفاعته الى انها اشترطت ان يُخفى دينه فى بيته ولا يُظهره ولا يتكلم عنه جهراً الى ان ابا بكر آثر ان يبتنى مسجداً فى فناء داره يُصلى فيها ويقرأ القرآن _فكانت الناس تزدحم حوله رغبة فى الاستماع لقراءته فخشيت قُريش وارسلت لابن الدغنة مُحذرة له من نقض عهدها معه لعدم التزام ابى بكر بشرطهم خشية ان تميل لدينه قلوب النساء والشباب
فلما جاء بن الدغنة لابى بكر قال له وفقاً لرواية الشيخين البخارى ومسلم " قدْ عَلِمْتَ الَّذي عَقَدْتُ لكَ عليه، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ علَى ذلكَ، وإمَّا أَنْ تَرُدَّ إلَيَّ ذِمَّتِي؛ فإنِّي لا أُحِبُّ أَنْ تَسْمعَ العَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ في رَجُلٍ عَقَدْتُ له، قالَ أَبُو بَكْرٍ: إنِّي أَرُدُّ إلَيْكَ جِوَارَكَ، وَأَرْضَى بجِوَارِ اللَّهِ"
اى ان ابا بكر اما ان يلتزم ماتم الاتفاق عليه او يردُ عليه ذمته فأنه لا يُحبُ ان يكون صيته بين العرب ان جواره لا قيمة له اذا ما غدرت به قُريش _فكان جواب الصديق انى ارد اليك جوارك وارضى بجوار الله
_ولنا قصة اخرى_ لمسجد ابى بكر الصديق فى_ المدينة المنورة حيث الموقع الذى صلى فيه النبى صل الله عليه وسلم على النجاشى بعد ان نعاه الى اصحابه وكذلك كان موضع صلاته ﷺللعيد حيث سار على ذات النهج ابو بكر فكان يُصلى العيد فى ذات المكان
ويُرجح ان اول بناء لمسجد ابو بكر الصديق فى فى المدينة فى عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز اثناء الخلافة الاموية" 87-93" هجرياً
ولايفصل مسجد ابو بكر الصديق فى المدينة المنورة عن مسجد النبى صل الله عليه وسلم سوى الطريق العام فهو يقع فى الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوى الشريف
سلسلة مساجد الصحابة نبدأها بمسجد اميرهم ﷺ
اترك تعليق