هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

د. أحمد كريمة يجيب على أسئلة الصائمين في رمضان:

الحقن بكافة أنواعها لا تفطر

هذه مسافة السفر المبيح لإفطار الصائم

التفريق في صيام الكفارات والقضاء .. جائز

خروج المعتكف من غير ضرورة ملحة يفسد الاعتكاف

ليلة القدر مباركة مفضلة .. تحروها في العشر الأواخر

يجوز تعجيل صدقة الفطر من أول رمضان

الطاعات ليست موسمية وعلينا المداومة على العبادات

ما أن يقترب شهر رمضان المبارك حتى يتساءل المسلمون عن بعض الأحكام الخاصة بالصيام خشية أن تفسده.. توجهنا ببعض التساؤلات لفضيلة الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ليجيب عليها:


•    هل حقن العلاج تفطر الصائم؟ 

** الحقن بكافة أنواعها لا تفطر الصائم لأن ما بها من مواد علاجية ولو كانت للتقوية أو التغذية تصل إلى داخل الجسم من غير منفذه المعتاد ألا وهو الفم.. فالحقن لا تفسد الصوم، وقد فقه ابن حزم الظاهري ذلك فكان مما قاله: إنما نهانا الله –تعالى– فى الصوم عن الأكل والشرب وتعمد القئ والمعاصي، وما علمنا أكلاً ولا شرباً يكون على –حقنة دبر– وما نهينا قط عن أن نوصل إلى الجوف بغير الأكل والشرب ما لم يحرم علينا  إيصاله.

•  ما مسافة السفر المبيح لإفطار صائم وقصر صلاة رباعية والمسح على خفين ثلاثة أيام بلياليهن؟ 

** للفقهاء آراء اجتهادية فى بيان مسافة السفر التي تتعلق بها أحكام فقهية ملخصها: 

الرأي الأول: تقدر بأربعة برد = 48 ميلا = 83 كم، قاله جمهور الفقهاء خلافاً للحنفية.

الرأي الثاني: تقدر بـ 72 ميلاً = 123 كم، قاله الحنفية.

الرأي الثالث: تقدّر بميل = 1729 م، قاله ابن حزم.

الرأي الرابع: كل ما يسمى سفراً قلّ أو كثر، قاله داود والظاهري.

ولعل الرأي الأول أولى لورود أخبار وآثار، ولا يؤخذ بالرأيين الثالث والرابع مطلقاً.

•   ما الواجب الشرعي في صيام الكفارات والقضاء التتابع أو التفريق؟ 

** ذهب عامة العلم إلى وجوب التتابع في صوم كفارتي الظهار والقتل لثبوت التتابع فيهما بقول الله –عز وجل {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا}، {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ }.. وفي كفارة إفساد صيام رمضان بالوطء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ...".

واختلف الفقهاء في صفة صيام كفارة اليمين فيرى المالكية والشافعية والحنابلة في قول إلى أن التتابع فيها غير واجب، ويجوز تفريق الصيام لأن الأمر بالصوم فيها مطلق ولا يجوز تقييده إلا بدليل ولا دليل وهو الراجح.

أما القضاء فاتفق الفقهاء في الجملة على أنه لا يجب التتابع فى القضاء مثل قضاء رمضان لأصحاب الأعذار وغيرهم ويجوز التفريق.

•   نريد قولاً فصلاً في حكم خروج المعتكف من جهة أثر ذلك في صحة الاعتكاف؟ 

** اتفق الفقهاء على أن الخروج من المعتكف من غير ما سبب ملجئ أو ضرورة ملحة مفسد للاعتكاف لمنافاته معنى ومقصود الاعتكاف فهو المكث في المسجد؛ ولأن المعتكف ألزم نفسه بعبادة فلا يشغل بغيرها؛ ولأنها عبادة مقصودة في أدائها على محلها الذي شرعت فيه وهو المسجد والخروج من المسجد يبطلها؛ وإنما استثنى قضاء حاجة من طهارة أو غذاء أو غطاء أو دواء إن لم يتيسر من يحضره له، ولا صحة لتعلل من أجاز الخروج للمعتكف بالاشتراط وإنما الاعتكاف عمل من الأعمال كهيئة الصلاة والصيام والحج، فمن دخل في شيء من ذلك فإنما يعمل فيه بما مضى من السنة في ذلك وليس له أن يحدث في ذلك ما قيل من الاشتراط، وقد اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يثبت عنه بسنة قولية أو فعلية أنه اشترط.

•  لماذا سميت (ليلة القدر) وما فضائلها؟ وأي ليلة هي؟ 

** سميت ليلة القدر لاعتبارات عديدة تدل كلها على شرفها فمن ذلك: أنزل فيها كتاب ذو قدر، على رسول ذي قدر، على أمة ذات قدر "إنا أنزلناه في ليلة القدر"، "إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين" وبدء إنزال القرآن الكريم فيها يفرق بين الحق والباطل، والهدى والضلال والتوحيد والشرك، والإيمان والكفر، وسميت بذلك؛ لأن للطاعات والقربات فيها قدر عظيم؛ ولأنه تتنزل فيها ملائكة ذو قدر، لسلام من الله حتى مطلع الفجر.

ليلة القدر ليلة شريفة مباركة مفضلة وحسبنا قول الله –عز وجل– "ليلة القدر خير من ألف شهر"، "تنزل الملائكة والروح فيها"، وقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".

أما عن تعيينها فأقوال كثيرة "ولكل وجهة"، والتحقيق أن ليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها القرآن في العشر الأخير منه، وأنها في ليلة من ليالي الوتر لا تنتقل عنها وأرجاها ليلة السابع والعشرين روت أم المؤمنين سيدتنا عائشة –رضى الله عنها– عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم"تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".

•  هل يجوز تعجيل صدقة الفطر قبل العيد، إبراء للذمة وإعانة لذوى الحاجات؟ 

** صدقة الفطر من رمضان شرعت في السنة الثانية من الهجرة، وما عليه جمهور الفقهاء أنها فرض، فمن أداها قبل الصلاة أي صلاة العيد فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات واتفق الفقهاء في الجملة على جواز تقديم صدقة الفطر على يوم الفطر، واختلفوا في المدة التي تجوز تقديمها على أقوال تطلب من محالها، فمن ذلك ما ذهب إليه الشافعية ومن وافقوهم على أنه يجوز تقديمها من أول شهر رمضان واستدلوا بأن سبب الصدقة الصوم والفطر منه، فإذا وجد أحدهما جاز تقديمها على الآخر بمعنى أن الصوم هو السبب موجود فجاز اعتباره أي إخراج صدقة الفطر فيه، كزكاة المال بعد ملك الناس وقبل الحول، لكن لا يجوز تقديمها على شهر رمضان؛ لأنه تقديم على سببين الصوم والفطر منه كإخراج زكاة المال قبل الحول والنصاب.

ومن القواعد المرعية (حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله) وفي زماننا فإن حاجات الفقراء والمساكين في عالم له ظروفه ومستجداته أولى بتيسير تقديمها؛ لأنه انفع للفقير والمساكين.

•  يلاحظ فتور كثير من الناس عن العبادات بعد انقضاء شهر رمضان فهل من نصيحة؟ 

** من المقرر شرعاً أن العبادات: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.. ويلاحظ أن البعض يجعل الطاعات كأنها موسمية فيجد فى شهر رمضان وأوائل ذى الحجة اغتناماً لشرف الزمان ولكن صار الأمر كأنه "مزاد سنوى" فإذا مضى رمضان عاد هذا الإنسان إلى سيرته الأولى متكاسلاً عن صلوات الجماعات، هاجراً لتلاوة آي القرآن الكريم، مقّلاً من الأذكار، بخيلاً في الإنفاق على ذوي الحاجات، إلى آخره، لكن الهدي الصحيح ما روته السيدة عائشة –رضى الله عنها– أنها سئلت كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان رسول الله يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان رسول الله يستطيع؟.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق