هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

شهادة طبيب فرنسى فى المستشفي الأوروبي

قناصة الاحتلال يستهدفون رؤوس البالغين وأرجل الأطفال

عاد الطبيب الفرنسي باسكال أندريه إلى بلاده  بعد قضاء أقل من أسبوعين فى المستشفي الأوروبى فى خان يونس ليروي الظروف المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون فى ظل انهيار منظومة الرعاية الصحية وانتشار الأوبئة.


قال أندريه في حوار مع صحيفة " لاكروا الفرنسية " إن الأوضاع الطبية بصفة عامة متدهورة للغاية حيث إن قسم الجراحة المصمم لـ40 مريضا يضم 110 أشخاص علما أن النازحين الموجودين هناك منذ أسابيع يرفضون الخروج إلي الخيام كونهم يشعرون بالرعب من القصف الإسرائيلي وبحسب أندريه يعيش نحو 25 ألف نازح في محيط المستشفي الأوروبي وداخل المباني التابعة له.

أضاف الطبيب الفرنسي إن العائلات تعيش فى ممرات المستشفى وداخل القاعات وحتى داخل غرف العلاج وتضطر لتعليق ستائر لضمان مساحة من الخصوصية لها.. مشيرا إلي أن عائلة إحدي الممرضات تنام داخل المرحاض.. متابعاً بأن الناس يعيشون ظروفا صحية صعبة حيث يرتدي معظمهم نفس الملابس منذ شهور وبسبب عدم توافر الوقود او المال لشراء فإنهم يستخدمون صناديق القمامة ويحرقونها لطهي الطعام.

اوضح أندريه إن الأطباء لا يستطيعون العمل في ظروف جيدة نظرا لغياب الأمن واستمرار الرعب بسبب تحليق الطائرات المسيرة علي ارتفاع 300 متر فوق رؤوسهم وهم يعلمون أنهم سيستقبلون قتلي وجرحي جدد مع عائلاتهم المصدومة بعد سماع صوت الانفجارات.. ولفت الانتباه إلي تدمير الصرف الصحي وغياب المياه الصالحة للشرب تسبب في انتشار الأمراض وأبرزها التهاب الكبد الوبائي محذرا من أنه بمجرد ارتفاع درجة حرارة الطقس قد تنتشر الكوليرا.

أكد الطبيب الفرنسي أن إسرائيل تبذل قصاري جهدها للتسبب في وفيات غير مباشرة. إذ إن انهيار المنظومة الصحية يعني أن المرضي الذين يعانون من أمراض مزمنة لا يستطيعون تلقي علاجهم علي غرار مرضي غسيل الكلي ومرضي السكر والسرطان والقلب وذلك يعني بكل وضوح وفاتهم.

وشدد أندريه علي أنه طيلة فترة إقامته في المستشفي لم ير سلاحا واحدا ولم يستقبلوا أي جريح من المسلحين ومن ثم ينبغي التشكيك في السردية الإسرائيلية التي تدعي أن الأطباء يعالجون المقاتلين .. موضحا أن القناصة الإسرائيليين يطلقون النار علي رؤوس البالغين ويستهدفون أرجل الأطفال.

ودعا الطبيب لوقف المذابح في القطاع وإلي تثبيت وقف فوري لإطلاق النار وعبر عن إعجابه بكلمة -الحمد لله- التي تتفوه بها الشفاه المتألمة التي لا تزال علي قيد الحياة رغم فظاعة الوضع والحداد المستمر علي الضحايا.

أشار الطبيب الفرنسي الي ان الأطباء في المستشفي الأوروبي يقومون بإجراء ما بين 40 و50 عملية جراحية يوميا دون تنظيف المرضي مما يؤدي إلي ظهور مضاعفات ما بعد الجراحة مع التهابات.. ونقل أندريه عن طبيب تخدير في غرفة العمليات قوله هنا أعالج هذا المريض ولكن في داخلي أتساءل أين سننام هذا المساء أنا وبناتي الـ4، لقد فقدت زوجتي وابني، ولا أعرف أين سننام إذا تعرضت رفح للهجوم.

إلي جانب ذلك يتلقي الأطباء في المؤسسة الدعم من قبل المساعدين الذين تركوا مستشفيات أخري في القطاع بعد أن تعرضت للقصف أو أُغلقت بالإضافة إلي متطوعين لا ينتمون إلي القطاع الصحي ولكنهم تعلموا كل شيء في العمل في غضون بضعة أشهر منذ بداية العدوان.

ويصف أندريه الوضع الجاري في جنوب القطاع بأنه أفضل حالا مقارنة بالشمال الذي ينقصه  أدني مقومات الحياة وتضرب فيه المجاعة بشكل قاس.. لافتا الي إن الناس يفتقرون إلي كل متطلبات الحياة حيث إن المساعدات المحدودة التي يسمح لها بالدخول عبر معبر رفح لا تكفي لسد متطلبات السكان. وتضطر الشاحنات القليلة التي تعبر الحدود في الوقت الراهن إلي قضاء الليل محاطة بحراس لأن الجوع يدفع الناس إلي إلقاء أنفسهم علي الشاحنات.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق